قوة العقل.. كيف تشكل أفكارنا حياتنا؟

قوة العقل.. كيف تشكل أفكارنا حياتنا؟

هل يمكن أن يوجد شيء أكثر أهمية من أفكارنا؟

 

التفكير هو شيء يرتبط بكل شيء نقوم به.. وهو الشيء الذي ننخرط فيه في كل يوم من حياتنا، وعلى الرغم من ذلك، فإنه شيء يتعامل معه معظمنا على أنه من الأمور المسلم بها.. وتعتبر عقولنا قيد الاستعمال طوال الوقت، إلا أن معظم الناس لا يعيرون أي اعتبار لعملية التفكير. وبالتأكيد لا يمكن أن يوجد أي موضوع آخر يحظى بالأهمية الشديدة مثل هذا الموضوع، حيث إنه محور كل شيء نفعله.

 

إن أفكارنا تخلق واقعنا، ففي كل يوم وبكل طريقة تحدد طبيعة أفكارنا نوعية حياتنا… هل يمكن أن يكون هناك شيء أكثر أهمية من أفكارنا؟ أن عقلك يمكن أن يدفعك فعليا إلي النجاح أو يعوقك عن التقدم.

 

في معظم كتاباته يوضح الكاتب الأمريكي “جيمس بورج”، خبير التنمية البشرية الكبير والشهير وصاحب المؤلفات المتعددة، كيف تغير من طريقة تفكيرك وسلوكك إلي الأبد، أنه يثير التفكير بكل الطرق، وسوف يقودك عبر الممرات العصبية في المخ، ويريك كيف تستطيع السيطرة على أفكارك، ومن خلال خطوات بسيطة يمكنك أن تتعلم كيف تحرر نفسك من الأفكار التي تقيدك، وتحل محلها أفكار أفضل منها.. إن كلاً من ماضيك وحاضرك ومستقبلك، يتشكل من خلال أفكارك، وعندما تغير طريقة تفكيرك سوف تتغير حياتك أيضا.

 

شخصيتك تتشكل من خلال تفكيرك

 

هل كنت تعرف أننا نفكر في المتوسط فيما بين 60 ألف و80 ألف فكرة كل يوم؟ شيء مذهل، أليس كذلك؟ هذا يعني أن طبيعة أفكارنا تعتبر مسؤولة عن الطريقة التي نشعر ونتصرف بها.

 

إن الحوار الداخلي في عقلك مسؤول عن السيرة الذاتية لحياتك، فطريقة تفكيرك يمكن أن تدفعك للنجاح، أو تعوقك عن التقدم، ولذا فكل ما عليك فعله لتغيير حياتك هو تغيير طريقة تفكيرك.

 

هل تتحكم في عقلك؟ أم هل يتحكم عقلك بك؟ عندما تدرك أنك أنت الذي تمسك بزمام الأمور، ستصبح جميع الأشياء ممكنة.

 

كما أن الطريقة التي تشعر بها على أساس يومي يتم تحديدها تماما من خلال طريقة تفكيرك، وعلى قدر اهتمامك بحياتك الخاصة، يتحدد مدى نجاحك أو فشلك، ولا يختلف اثنان على ذلك، فالحياة معركة بدرجات متنوعة، بالنسبة لنا جميعا، فنحن نواجه خيبة الأمل والقلق والإحباط والمشكلات المالية والحديث عن فناء هذا الكوكب، ناهيك عن الخوف من التعامل مع هذه الكارثة الطبيعية الأخرى أي البشر.

 

وعلى الرغم من أن جزءاً من الطبيعة البشرية يجعلنا بصورة تلقائية نلوم الآخرين أو سيناريو حياتنا الخاصة نتيجة التسبب في شعورنا بالغضب أو التوتر أو الحزن أو الغثيان أو القلق أو أي شيء آخر، فإن الحقيقية هي أن أفكارنا هي التي تملي علينا مشاعرنا، وتحدد تصرفاتنا التابعة لذلك.

 

إن شخصيتك تتشكل حسب ما تفكر فيه، فهل تفكر في البؤس أم الألم أم المشكلات أم الحب أم العطف أم الأمل؟ الإجابة سوف تحدد بشكل كبير المشاعر التي لا بد وأنها سوف تنتابك.

 

كيف تحافظ على صحة عقلك؟

 

الثابت أنه مثلما نتخذ إجراءات معينة للحفاظ على صحة أجسادنا، ينبغي لنا فعل الأمر نفسه للحفاظ على صحة عقولنا.. لماذا؟ لأن شخصيتك تتشكل من خلال تفكيرك.. سواء في حياتك الشخصية أو العملية، ليس هناك شك أن الإشباع والنجاح سيتحققان فقط عندما تكون أفكارك جيدة. فطريقة تفكيرك سوف تحدد ما تفعله في العالم الخارجي، وسوف تحدد أيضا كيفية استجابتك لما “تلقيه لك الحياة في الطريق، أي تجاربك”.

 

إن مخك عبارة عن صيدلية، وعملية التفكير الخاصة بك تقوم بإحداث الانفعالات التي تنتج بدورها المواد الكيميائية، لكن بعض المواد موجودة كي تساعدك، بينما سيؤذيك بعضها الآخر.

 

إن الانفعالات السلبية بالإضافة إلي الضغوطات اليومية التي نواجهها بشكل متكرر هي المسؤولة عن إطلاق هجوم من المواد الكيميائية الضارة التي لا تؤثر علينا في “لحظتها فقط”، ولكن يمتد تأثيرها لمدة أطول بعدها، ونحن جميعا معتادون على أن نصبح مرضى أو أن نشعر باعتلال الصحة بعد أن نمر بأوقات عصيبة، عندما نضطر إلي التشبث بالأفكار السلبية استجابة لأي موقف صعب سواء كان حقيقيا أو متخيلا، والتأثير اللاحق لهذا الموقف على جهاز المناعة الخاص بنا.

 

والعكس صحيح، فنحن نطلق أيضا مواد كيميائية جيدة أو إيجابية عندما نمر بأفكار جيدة، والتي تتسبب في توليد انفعالات إيجابية وتعزيز حالتنا العقلية والجسدية، وهذه المواد هي التي تقوي جهاز المناعة بنا وقدراته الدفاعية.

 

عن كارثة التفكير “المشوه

 

المؤكد أن كلما زاد تركيز العقل على شيء ما زاد استخدام هذا الشيء، وفي حالة التفكير “المشوه أو السلبي”، فإننا إذا حاولنا وسيطرنا على الفكرة وأحللنا محلها فكرة أخرى صحية وإيجابية، فلن ينجح الأمر، يجب أن ندعها ترحل مثل المنطاد المعلق بحبل، فيكفي أن تراها تندفع بعيدا في الجو وتشكرها وتودعها.. والحقيقة هي أن المفتاح الرئيسي هو إدراكك للفكرة السلبية.. لماذا؟ لأن هذا يعني أنك “سترجع إلى الوراء”.

 

وتخمن طبيعتها، أنها مجرد فكرة، أنها فكرة لا تعبر بالضرورة عن حقيقة واقعة، وعندما تغير تدريجيا من عاداتك وتبدأ في زيادة وعيك لما تكون عليه الفكرة بالفعل، فاعلم أنك تسير على طريق القوة الذاتية، وهذا لأنك لا ترتكب خطأ التوحد مع الفكرة.

 

وعندما ننظر إلي بعض الأنواع المختلفة من طرق التفكير المشوه والفاسد التي ننشغل بها وكيف بعد أن نمارس أسلوب التحكم في العقل، يمكننا مناقشة مدى صحتها، فسوف تلاحظ أن الوعي الذاتي هو القوة التي تقود خطاك.

 

الشيء المهم هو أن هذه الأنواع من التفكير تشكل جوهر أساليب التفكير الفاسد التي تمنعنا من عيش حياة أفضل في كل المجالات وهي طرق مشوهة حقا يمكنها أن تمنعك بقوة من إنجاز الأشياء (ربما تكون قد اكتشفت هذا) وعلى أية حال، فإن شخصيتك تتشكل من خلال ما تفكر فيه.

 

وبسبب توحدنا مع عادتنا في التفكير، فإننا نشكل ممرات عصبية توجهنا خلال مسار الأفكار المعتاد، مما ينتج عنه تدمير ثقتنا، وتقييد أدائنا، وإضعاف عزيمتنا العقلية.. ولذا فإنه يمكن تصنيف طريقة تفكيرك على أنها مشوهة بالإضافة إلى أشياء أخرى عندما:

 

  • تنتقد نفسك على إخفاقاتك السابقة.
  • تشك في قدراتك.
  • تخشى الأحداث المستقبلية.
  • تحط من قدر نفسك.
  • تتوقع الإخفاق.

 

 

الخلاصة.. أنت ما تفكر وحسب.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية