منظمة إيطالية تندد بـ"تغريم" طالبي اللجوء المشردين شمال شرق البلاد
منظمة إيطالية تندد بـ"تغريم" طالبي اللجوء المشردين شمال شرق البلاد
نددت منظمة "التحالف الإيطالي من أجل التضامن" غير الحكومية، بقيام الشرطة الإيطالية في مدينة ترييستا بتغريم طالبي اللجوء المشردين الذين ليس لديهم مكان للإقامة.
ووصف التحالف هذا الإجراء بأنه غير طبيعي وغير قانوني، مؤكدا أنه سيدعم هؤلاء الأشخاص في المحاكم المختصة، وفق مهاجر نيوز.
قال "التحالف الإيطالي من أجل التضامن" إن الشرطة في مدينة ترييستا، شمال شرق البلاد، فرضت غرامات تصل إلى 500 يورو (نحو 512 دولارا) على طالبي اللجوء الذين يعيشون منذ عدة أيام دون سكن، وتم التخلي عنهم دون أي مساعدة من السلطات العامة.
إجراءات غير قانونية
وأعربت المنظمة غير الحكومية، في بيان عن استيائها من الوضع، ووصفت الإجراءات بأنها "غير طبيعية وغير قانونية"، وأشارت إلى أن "هؤلاء الأشخاص الذين ليس لديهم سكن، الذي هو حق أساسي استنادا إلى تشريعات الاتحاد الأوروبي والتشريعات المحلية، لا يخيمون من أجل المتعة، لكنهم في حالة احتياج".
وأضافت أنه "وفقا للقانون، يتعين على الموظفين العموميين التحقق من الظروف الملموسة التي يتعاملون معها، وإذا لم يعترفوا بوجود حالة احتياج (وهي في هذه الحالة واضحة)، فإنهم يسيئون إلى شخص تم التخلي عنه بالفعل، ويسيئون أيضا إلى دورهم، وكذلك لدور المؤسسة التي يمثلونها".
دعم الضحايا
وعبر التحالف عن "الحيرة إزاء الغالبية العظمى من الخيارات السياسية التي اتخذتها الإدارة البلدية الحالية في ترييستا، بالنظر إلى أن تصرفات الإدارات العامة، بغض النظر عن توجهاتها السياسية، ودون استثناءات، يجب أن تهدف إلى حماية الحقوق الأساسية لشخص محمي بموجب القانون الدستوري، وعدم الإساءة أبدا إلى الأضعف".
وأكدت المنظمة غير الحكومية، أنها "ستدعم ضحايا العقوبات غير الشرعية في المحاكم المختصة".
وتعد قضية الهجرة غير الشرعية واحدة من أبرز القضايا التي تؤرق المجتمع الدولي بشكل عام والأوروبيين بشكل خاص، وتعد إسبانيا وإيطاليا وقبرص واليونان من نقاط الدخول الرئيسية إلى أوروبا للمهاجرين الذين ينطلقون من دول شمال إفريقيا، وخاصة من المغرب والجزائر وتونس وليبيا، ودول جنوب الصحراء، ومن سوريا وأفغانستان عبر تركيا.
وبحسب إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة، فقد ارتفع عدد المغادرين بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية، فيما جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتزيد أزمة اللجوء والمعاناة الإنسانية في القارة بسبب نزوح الملايين فرارا من الحرب.
وتتوقع دول البحر المتوسط الواقعة على الطرق الرئيسية للهجرة إلى أوروبا، وصول أكثر من 150 ألف مهاجر إليها هذا العام، في الوقت الذي تهدد فيه أزمات الأغذية الناجمة عن حرب أوكرانيا بموجة هجرة جديدة خاصة من إفريقيا والشرق الأوسط.
وطبقاً لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وصل بالفعل 36400 من طالبي اللجوء والمهاجرين إلى الدول الخمس؛ إيطاليا وإسبانيا واليونان وقبرص ومالطا هذا العام مقابل 123318 في عام 2021.
ومع ذلك ما زالت الأعداد الإجمالية أقل بكثير من مثيلتها في عام 2015 عندما وصل أكثر من مليون مهاجر إلى الدول الخمس، فرارا من الفقر والصراعات في إفريقيا والشرق الأوسط.