قناة عبرية تعتذر للمسلمين بعد تسلل مراسلها لمكة.. ومطالبات بالتحقيق في الواقعة

قناة عبرية تعتذر للمسلمين بعد تسلل مراسلها لمكة.. ومطالبات بالتحقيق في الواقعة
المراسل الإسرائيلي في مكة

في خطوة غير مسبوقة، قدمت إحدى أكبر المحطات التلفزيونية العبرية، اعتذارا للمسلمين، إثر تسلل مراسلها إلى مدينة مكة المكرمة، وتصويره الشعائر المقدسة خلال موسم الحج الماضي.

ومساء الأحد، بثت "القناة 13" الإسرائيلية (خاصة) فيلمًا وثائقيًا قصيرًا، على جبل عرفات في مكة المكرمة أثناء أداء الشعائر المقدسة خلال موسم الحج، ما أثار موجة انتقادات إسلامية واسعة.

اعتذار وترضية

وقالت القناة "13" في تغريدة باللغة العربية عبر حسابها على تويتر: "زيارة محرر الشؤون الخارجية لمكة المكرمة لم تأتِ للمساس بمشاعر الأمة الإسلامية والمملكة العربية السعودية".

وأضافت: "نحن نُعبّر عن اعتذارنا وأسفنا إن شعرَ أحد بالغضب بسبب هذه الزيارة، إنّ الفضول هو جوهر العمل الصحفي من أجل الوصول إلى كل الأماكن والتغطية من مصدر أول".

وأوضحت: "نعتبر أن المعرفة والتعرف على الأماكن الهامة من مصدر أول هي في غاية الأهمية، نحن في قناة الأخبار 13 ندعو إلى التسامح بين الأديان، وإلى معرفة الآخر وإلى احترام كل الأديان".

بدوره، قال المراسل الإسرائيلي ورئيس الأخبار الدولية بالقناة 13 غيل تماري، "أود أن أكرر أن هذه الزيارة إلى مكة لم يكن القصد منها الإساءة للمسلمين أو أي شخص آخر، إذا شعر أي شخص بالإساءة من هذا الفيديو، فأنا أعتذر بشدة".

وأضاف في تغريدة باللغة الإنجليزية، عبر حسابه على تويتر، "كان الغرض من هذا المسعى برمته هو إبراز أهمية مكة وجمالها، الزيارة سمحت للكثير من الناس برؤية مكان مهم جدًا للمسلمين وللتاريخ البشري للمرة الأولى".

ويظهر في الفيلم الوثائقي، المراسل الإسرائيلي بصحبة شخص يتحدث الإنجليزية في سيارة على "غيل تماري" في الطريق المتجه إلى الحرم المكي، فيما اصطحبه السائق إلى جبل عرفات أثناء أداء مناسك الحج.

وأشار المراسل إلى دخول غيل تماري، كأول مراسل إسرائيلي يصل المدينة ويقترب من برج الساعة الذي يطل على الكعبة الشريفة مباشرة، فيما تجول أيضا حول مشعر منى وبالقرب من جبل النور الذي يضم غار حراء.

وزار مدينة الخيام في مشعر منى والمخصصة لإيواء الحجاج، وصعد إلى جبل عرفات، والتقط صورا فوق قمته.

وأوضح المراسل الإسرائيلي أنه "أخفى جنسيته عن السائق"، فيما لم يعلن جنسية السائق نفسه، واعترف بعدم الحصول على تصريح رسمي من السلطات السعودية بالزيارة. 

ويُحظر على غير المسلمين الدخول إلى منطقة مكة المكرمة، ما أثار موجة غضب وانتقادات إسلامية واسعة داخل السعودية وخارجها.

وحتى الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش، لم تصدر السلطات السعودية بيانا بشأن الواقعة.

رفض وانتقادات

ودشن رواد منصات التواصل الاجتماعي العربية، هاشتاغا (وسما) باسم "يهودي في الحرم"، إذ لاقى تفاعلا واسعا ودُونت عليه آلاف التغريدات والصور والمقاطع المصورة الرافضة لهذا الفعل.

بدوره قال السعودي عبدالإله، عبر تويتر: "إذا كان مسلما فأهلاً وسهلاً به بغض النظر عن جنسيته، أما إذا كان غير مسلم فأتمنى أن يتم التحقيق معه ومع من تعاون معه ومعرفة كيف دخل إلى الحرم المقدس".

وأرفق للتغريدة صورة المراسل الإسرائيلي قائلا: "ما حرمه الله سبحانه في القرآن الكريم لا يمكن السكوت والتغاضي عنه.. اللهم إنا نبرأ إليك من هذا الفعل ومن رضي به".

فيما تساءل حساب باسم "ترف" باللغة الإنجليزية عبر تويتر قائلا: "من سمح لمراسل القناة 13 العبرية بالدخول وتقديم تقرير من الأرض المقدسة في مكة وصورة له من جبل عرفات؟".

ودون شخص آخر على تويتر (لم يعرّف نفسه) قائلا: "على الرغم من أنك عدوي ولكن علي أن أشكرك كثيرًا، لأن هذا التصرف المتهور منك أثار رد فعل قويا جدًا كنا في حاجة إليه منذ فترة طويلة".

ومن جانبه، قال السعودي عبدالرحمن، عبر تويتر: "الفضول لا يكون بارتكاب الجرائم ومخالفة الأنظمة.. هل تقتل شخص لمجرد الفضول.. الفضول الصحفي يكون في كشف الحقائق والحفاظ على الأنظمة الأمنية والمجتمعية".

نشر مغردون عرب آلاف المقاطع المصورة للاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في المسجد الأقصى والقدس الشريف وقطاع غزة، تذكيرا بحالة الرفض الشعبي العربي للكيان الإسرائيلي.

ولاقت الزيارة أيضا انتقادات من داخل تل أبيب، حيث قال الناشط الإسرائيلي رونين جروس، إن "زيارة غيل تماري من قناة 13 إلى مكة عار على الصحافة القومية".

وأضاف جروس عبر تويتر: "إن شعب إسرائيل متحفز دائما لكل ما يتعلق باحترام الدين، يتعين عليه أن يحترم الديانات الأخرى، إننا لسنا هنا أمام أي إنجاز، بل وصمة ستلقي بظلالها على العلاقات بين الشعوب والديانات".

ويعمل غيل تماري، مراسلا للقناة 13 العبرية،، في الولايات المتحدة الأمريكية طوال 23 عامًا، واستغل جواز سفره الأمريكي لدخول السعودية رفقة الصحفيين القادمين مع وفد الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ويحمل تماري الجنسية الأمريكية، قد اعترف في مستهل تقريره الذي بثته القناة، بأنه تسلل إلى مكة دون موافقة السلطات السعودية، قائلا: "هذه المدينة مغلقة أمام غير المسلمين، وببساطة لا يمكن الدخول إليها".

ورغم إقامة عدة دول عربية لعلاقات رسمية مع إسرائيل، أبرزها مصر والأردن والإمارات والبحرين، لكن لا يزال الرفض الشعبي العربي قائما تجاه التطبيع العربي مع تل أبيب.

في المقابل يرحب سياسيون عرب بالتطبيع مع إسرائيل، في إطار الجهود الهادفة لتحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين في منطقة الشرق الأوسط.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية