الاتحاد الأوروبي: مستمرون في إرسال المساعدات إلى أفغانستان
الاتحاد الأوروبي: مستمرون في إرسال المساعدات إلى أفغانستان
كشف الاتحاد الأوروبي عن عزمه الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية لجميع أطياف الشعب الأفغاني المحتاجين لهذه المساعدات، معرباً عن استعداده للنظر في تقديم مساعدة مالية كبيرة لصالح الشعب الأفغاني بشكل مباشر.
وأعرب الاتحاد في بيان صحفي -مساء أمس الأحد، والذي يأتي بعد أسبوعين من المحادثات التي أجراها مع حكومة حركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة- عن ترحيبه بتأكيد الوفد الأفغاني أن المساعدات الإنسانية لن تخضع للضرائب، بحسب وكالة الأنباء الكويتية.
ودعا الاتحاد الأوروبي الحكومة الأفغانية المؤقتة إلى اتخاذ خطوات سريعة وذات مغزى وملموسة نحو حكومة شاملة تمهد الطريق للمصالحة الوطنية، مؤكداً أنه بالإمكان إقامة حد أدنى من الوجود على الأرض في كابول، إلا أن ذلك لا يعني الاعتراف بحكومة طالبان.
من جانبه، أكد الوفد الأفغاني التزامهم باستئناف دفع رواتب جميع موظفي الدولة الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ مايو الماضي.
وأعرب عن ترحيبه بعودة موظفي الاتحاد والبعثات الدبلوماسية إلى أراضيه، مشدداً على استمرار التزامهم باحترام الحقوق والامتيازات الممنوحة لهذه البعثات وموظفيها بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
وترأس وفد الاتحاد الأوروبي مبعوث الاتحاد الخاص إلى أفغانستان، توماس نيكلسون، بينما ترأس الوفد الأفغاني وزير الخارجية بالإنابة أمير خان متقي.
صورة سلبية
وتتمثل عواقب سيطرة «طالبان» على أفغانستان على إحكام قبضتها على المجتمع الأفغاني، وفرض سياسات اجتماعية جديدة، تنحو بالمجتمع في اتجاه الرجعية والتشدد، وغيرها من الأمور، بل إن الأوضاع الاقتصادية في البلاد، التي كانت هشة من الأساس، ازدادت سوءاً.
وتصاعدت حدة المشكلات الإنسانية، خصوصاً مع وقف المساعدات الإنسانية من معظم الدول المانحة، لأسباب تتعلق بعدم الاعتراف الدولي بالحركة من جانب، والتفكير في استخدام المساعدات والمنح الدولية كأداة ضغط على «طالبان» لتعديل وتقويم سلوكها، سواء على مستوى الداخل أو في إطار التفاعلات الإقليمية والدولية.
أزمة إنسانية
وفي السياق، حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، وبرنامج الغذاء العالمي، من سوء الأوضاع الإنسانية والمعيشية في أفغانستان، وبدأت تتصاعد حدة المخاوف مع بداية دخول فصل الشتاء، وتحول الجو إلى البرودة القارسة، واجتياح الجفاف العديد من المناطق.
وأشارت إلى أن نحو 95% من الأفغان لا يحصلون على الغذاء الكافي، ويواجه نحو 23 مليون مواطن المجاعة، بعد الفوضى التي شهدتها البلاد، إثر سيطرة حركة طالبان على مقاليد الحكم، فمن المتوقع أن تكون الأوضاع أكثر كارثية في الأشهر المقبلة.
تجميد المساعدات
وتسعى «طالبان» إلى نيل الاعتراف الدولي، الذي يعتبر خطوة فارقة في الوضع الاقتصادي للدولة، غير أن الموقف الدولي ما زال يسوده التردد بشأن إعادة المساعدات والمنح، خاصة في ظل سيطرة الحركة على الحكم، والتخوف من عدم وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها.
وأعلنت بعض الدول والمؤسسات الدولية ربط المساعدات بالتزام «طالبان» ببعض الحقوق المدنية والشروط، ومنها احترام حقوق المرأة، وعدم إعاقة خروج اللاجئين الأفغان، ومنع عودة الإرهاب.
وأعلن صندوق النقد الدولي تعليق المساعدات المخصصة لأفغانستان، كما علّقت برلين التي تعد من أكبر 10 مانحين لأفغانستان مساعداتها التنموية التي تقدر بـ430 مليون يورو، وتدرس كل من بريطانيا وفرنسا وأستراليا أيضاً خفض التعهدات.
في المقابل، دعت حركة طالبان المجتمع الدولي إلى زيادة المساعدات للبلاد، وعدم تسييس المساعدات، مشددة على أنها ليست تنظيماً إرهابياً، وتعهدت بأنها لن تسمح بأن تصبح أفغانستان قاعدة للإرهابيين الذين قد يهددون الغرب، وأنها حريصة على إيصال المساعدات إلى المستحقين من الفقراء والنساء والأطفال من الشعب الأفغاني، مؤكدة أن أوضاع الدولة لن تشهد أي تحسن من دون المساعدات الخارجية.
وأوضح عضو مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يينس لارك، أن الخدمات الأساسية في أفغانستان آخذة في الانهيار، وأن الغذاء والمساعدات الأساسية على وشك النفاد، وأن الاقتصاد في طريقه للتوقف مع نقص المخزون النقدي، إضافة إلى ازدياد مشاعر القلق بشأن حقوق النساء والفتيات.
وتسعى منظمات إغاثية وبعض الحكومات إلى سد النقص الحاصل، حيث جمع مؤتمر المانحين الذي عُقد في جنيف مبلغاً قدره 606 ملايين دولار لإنقاذ حياة ملايين الأفغان خلال الأربعة أشهر الأخيرة من العام الجاري.
وأوضحت الأمم المتحدة أن الأفغان بحاجة إلى الغذاء والدواء والخدمات الصحية ومياه الشرب والصرف الصحي.