القبض على إيطالي ضرب مهاجراً إفريقياً حتى الموت أمام المارة

القبض على إيطالي ضرب مهاجراً إفريقياً حتى الموت أمام المارة
تأبين المهاجر الإفريقي

ألقت الشرطة الإيطالية القبض على رجل إيطالي، له صلة بقتل مهاجر نيجيري قام المارة بتصوير طريقة قتله بوحشية، في أحد شوارع بلدة ساحلية مزدحمة دون أن يحاول أحد التدخل.

انتشرت لقطات فيديو للهجوم على نطاق واسع على المواقع الإخبارية الإيطالية ووسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أثار موجة من الغضب، خاصة مع دخول إيطاليا حملة انتخابية برلمانية جعل فيها الائتلاف اليميني الهجرة مشكلة بالفعل، وفق أسوشيتدبرس.

وكتب رئيس الوزراء السابق ورئيس الحزب الديمقراطي اليساري، إنريكو ليتا، على تويتر، معلقا على مقتل البائع الذي توفي يوم الجمعة: “مقتل أليكا أوغورشوكو أمر يثير الفزع”، " انتشار اللامبالاة، لا يمكن أن يكون هناك مبرر".

وأعرب زعيم الجناح اليميني ماتيو سالفيني، الذي وضع الأمن بندًا في حملته الانتخابية، عن غضبه إزاء الوفاة، قائلاً: "الأمن ليس له لون ... يجب أن يعود إلى كونه حقًا".

وقالت الشرطة إن أوغورشوكو، 39 عاما، كان يبيع البضائع يوم الجمعة في الشارع الرئيسي في تشيفيتانوفا ماركي، وهي بلدة شاطئية على البحر الأدرياتيكي، عندما هاجمه رجل.

وقال محقق الشرطة ماتيو لوكوني في مؤتمر صحفي إن "المعتدي طارد الضحية وضربه أولا بعكاز، وأسقطه أرضا وضربه بشكل متكرر بيديه مما تسبب بوفاته".

وقال لوكوني في وقت لاحق لقناة الإخبارية الإيطالية Sky TG24 إن المارة اتصلوا بالشرطة، التي استجابت بدورها لكن المشتبه به كان قد هرب، منوها أن تشريح الجثة سيحدد ما إذا كانت الوفاة ناتجة عن ضربات أو اختناق أو سبب آخر.

استخدمت الشرطة كاميرات المراقبة في الشوارع لتتبع تحركات المهاجم واعتقلت رجلاً يُدعى فيليبو كلاوديو جوزيبي فيرلازو، 32 عامًا، للاشتباه في ارتكابه جريمة قتل وسرقة بزعم أخذ هاتف الضحية.

قال لوكوني إن المهاجم ثار غضبه عندما ألح البائع من أجل الحصول على المال، أفراد الشرطة الذين كانوا يستجوبون الشهود ويشاهدون مقاطع فيديو للهجوم، قالوا إن المشتبه به لم يدلِ بأي تصريح.

وفي السياق، ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ أن شهود عيان على الجريمة ظلوا يتفرجون من دون أن يتدخل أحد على الرغم من استمرار الاعتداء لأربع دقائق، ما أثار انتقادات.

وانتقل أوغورشوكو إلى إيطاليا قبل عقد من الزمان لينضم إلى زوجته، تشارتي أوراشي، في بلدة سان سيفيرينو ماركي.

ونقلت ”نيويورك تايمز“ عن فرانشيسكو مانتيلا، المحامي الذي ساعد الأسرة ويمثل أوراشي منذ 8 سنوات: ”الآن بعد أن أصبحت بمفردها ولديها ابن، يمكنك أن تتخيل مدى صعوبة الأمر“.

وقالت أوراشي تعليقا على مقتل زوجها: ”الألم شديد بالنسبة لي، أنا بحاجة إلى العدالة“.

قال دانيال أمانزا، الذي يدير جمعية ACSIM للمهاجرين في منطقة ماركي، إن أوغورشوكو، الذي كان متزوجًا ولديه طفلان، لجأ إلى بيع البضائع في الشارع بعد حادث سيارة أفقده وظيفته بسبب الإصابة.

أعطى أمانزا رواية مختلفة لما حدث، حيث قال إن المهاجم غضب عندما قال أوغورشوكو لرفيقة الرجل "إنها جميلة، "مضيفا.. "لقد قتله هذا الإطراء".

"يضيف أمانزا “الحقيقة المأساوية هي أنه كان هناك الكثير من الناس في الجوار، لقد صوروا، قائلين توقف، لكن لم يتحرك أحد لفصلهم”.

الهجمات ضد المهاجرين

كان ماشيراتا موقعًا لإطلاق نار استهدف مهاجرين أفارقة أسفر عن إصابة 6 أشخاص في عام 2018، وحُكم على لوكا ترايني، البالغ من العمر 31 عامًا، بالسجن 12 عامًا لإطلاق النار، وهو ما أكدت أعلى محكمة في إيطاليا أنه يعتبر جريمة كراهية.

التقى عمدة تشيفيتانوفا ماركي، فابريزيو سيارابيكا، بأفراد من الجالية النيجيرية بعد أن تظاهر المئات يوم السبت، وقال “إدانتي ليس فقط (للجريمة) ولكن أيضا للامبالاة”، "هذا شيء صدم المواطنين".

ودعا رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي القادة السياسيين إلى "استغلال" الهجوم، وقال على وسائل التواصل الاجتماعي "أشعر بالرعب من هذا المناخ الانتخابي، جريمة قتل أخرى بطريقة وحشية وعنصرية، بينما كان المارة يصورون دون أن يتوقف المعتدي، وبدلاً من التفكير فيما أصبحنا عليه، يتجادل السياسيون".

وقال روكو بيناتشيو، رئيس أساقفة فيرمو، في مقابلة مع صحيفة محلية، إنه ”يأمل أن تمتنع جميع الأحزاب السياسية عن إثارة مثل هذه التوترات من أجل حفنة من الأصوات“، بحسب تعبيره.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية