«أطباء بلا حدود» تجدد دعمها التنازل عن الملكية الفكرية للمنتجات الخاصة بـ كورونا

أعربت منظمة أطباء بلا حدود (MSF) عن أسفها مرة أخرى للمعارضة الدوجمائية، لمقترح التنازل عن اتفاقية “تريبس” لتعطيل أو “التنازل مؤقتًا” عن حقوق الملكية الفكرية على المنتجات الطبية لـCOVID-19 من قبل مجموعة من كبار المسؤولين في البلدان ذات الدخل المرتفع، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وسويسرا.

وأكدت المنظمة في تقرير لها، ضرورة ذلك، خاصة مع عدم ظهور أي علامات على تراجع جائحة COVID-19، بما في ذلك في المناطق التي لديها وصول غير مقيد إلى الأدوات الطبية لـCOVID-19 ومعدلات التطعيم المرتفعة، كما هي الحال في أوروبا.

وشددت على أن إعطاء الأولوية للوصول إلى الأدوات الطبية لـCOVID-19 -بما في ذلك الاختبارات والعلاجات واللقاحات للجميع- في كل مكان أمر ضروري.

يأتي ذلك في الوقت الذي يجتمع فيه مجلس “تريبس” لمنظمة التجارة العالمية، اليوم الاثنين، بعد تأجيل غير محدد للمؤتمر الوزاري الثاني عشر بسبب ظهور السلالة الجديدة، شديدة العدوى لفيروس COVID-19 “أوميكرون”.

وقالت ممثلة المنظمة في جنوب إفريقيا، كانديس سيهوما: “الظهور الأخير لمتغير جديد أكثر قابلية للانتقال هو مثال واضح على كيفية استمرار هذا الفيروس في التحور، خاصة ظل في غياب الوصول العادل إلى الأدوات الطبية المناسبة لـCOVID-19 للتعامل معه”.

وأضافت، سيهوما: “مع وجود ملايين الأرواح على المحك، لا يمكن للعالم أن يضيع المزيد من الوقت.. ندعو الدول التي تعارض هذا التنازل وتضعفه إلى وقف تكتيكات المماطلة واتخاذ تدابير عاجلة لاعتماد تنازل شامل لتسهيل إنتاج وتوريد لقاحات وعلاجات وتشخيصات COVID-19 وغيرها من التقنيات الصحية.. التنازل مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى”.

وفي الأشهر الـ14 الماضية، ومنذ أن اقترحت الهند وجنوب إفريقيا لأول مرة اقتراح التنازل عن اتفاقية “تريبس” في محاولة لزيادة وصول الأشخاص إلى الأدوات الطبية لـ COVID-19، فقد أكثر من 4 ملايين شخص حياتهم بسبب COVID-19، مع فقدان أكثر من 5 ملايين شخص منذ بداية الوباء بشكل عام.

ورداً على ذلك، اجتمعت أكثر من 100 دولة لدعم التنازل عن حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة (TRIPS)، مما يدل على أن أكثر من نصف حكومات العالم تعتبر اعتماد وتنفيذ هذا الاقتراح أداة فعالة ضد COVID-19.

ومع ذلك، بسبب معارضة مجموعة من البلدان ذات الدخل المرتفع التي تعارض هذا التضامن العالمي، تستمر المفاوضات بشأن التنازل عن حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة في التحرك بوتيرة بطيئة.

وقالت رئيسة مركز العمليات التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في جنيف، ريفيكا بابادوبولو: “نشهد كل يوم حاجة ماسة للأدوات الطبية الخاصة بـCOVID-19 في الأماكن التي نعمل فيها، وبالنظر إلى الوصول المحدود للغاية إلى أدوية COVID-19 والتشخيصات واللقاحات اللازمة لإنقاذ الأرواح، من المحبط حقًا أن تعارض بعض الحكومات مبادرة مثل التنازل عن حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة (TRIPS) والتي يمكن أن يكون لها مثل هذا التأثير الإيجابي على كيفية قدرة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل على معالجة هذا الوباء”.

وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود، أن النص النهائي للإعفاء المتعلق بجوانب حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة (TRIPS) يجب أن يضمن أن نطاق الإعفاء يتجاوز اللقاحات وينطبق على جميع التقنيات الطبية الأساسية بما في ذلك الاختبارات والعلاجات؛ ورفع أي وجميع حقوق الملكية الفكرية وإنفاذها؛ وأن تستمر مدة الإعفاء لمدة 5 سنوات على الأقل من أجل السماح بتصنيع وتوريد الأدوات الطبية لـCOVID-19 وموادها ومكوناتها ليتم تحضيرها وتوسيع نطاقها وتنويعها واستدامتها.

وبالإضافة إلى دعم اقتراح التنازل عن حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة، تدعو منظمة أطباء بلا حدود الحكومات إلى استخدام جميع الأدوات القانونية والسياسية لتسهيل الإنتاج المستمر والتنوع في توريد الأدوات الطبية لـCOVID-19، بما في ذلك الاستخدام الكامل لمرونة تريبس الحالية لحماية الصحة العامة.

وتحث منظمة أطباء بلا حدود جميع الحكومات التي لديها جرعات كافية من لقاح COVID-19 على إعادة توزيع الجرعات الزائدة على الفور إلى مرفق COVAX أو الهيئات الإقليمية.

وتدعو المنظمة الحكومتين الأمريكية والألمانية إلى الضغط على شركتي Pfizer-BioNTech و Moderna لمشاركة تكنولوجيا لقاح mRNA  مع الشركات المصنعة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل؛ وعلى جميع الحكومات دعم مركز نقل تكنولوجيا لقاح COVID-19 mRNA التابع لمنظمة الصحة العالمية بدعم مالي وسياسي.