مرصد حقوقي: إسرائيل تعاقب صحفيين فلسطينيين وتمنعهم من السفر
مرصد حقوقي: إسرائيل تعاقب صحفيين فلسطينيين وتمنعهم من السفر
أكد مرصد حقوقي دولي، اليوم الاثنين، أن “إسرائيل” تمنع عشرات الصحفيين الفلسطينيين من السفر والتنقل بشكل غير قانوني، في سياسة يبدو أنها تمارس بشكل عقابي على خلفية عملهم الصحفي أو تعبيرهم عن آرائهم.
وذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في تقرير له، أن إسرائيل تتعمد ابتزاز ومساومة صحفيين فلسطينيين على حقهم في حرية التنقل والحركة، بحسب “فلسطين اليوم”.
وأفاد تقرير المرصد الذي حمل عنوان (معاقبة الصحفيين: قيود “إسرائيل” على حرية التنقل والحركة)، عن صحفيين فلسطينيين قولهم إن ضباطاً إسرائيليين أبلغوهم بأنه يمكن أن يزال عنهم قرار المنع من السفر في حالة واحدة فقط؛ وهي التعاون معهم في تقديم معلومات أمنية عن الفلسطينيين أو العمل لصالح إسرائيل.
وبحسب التقرير، وعد الضباط “الإسرائيليون” الصحفيين بمنحهم الحق في التنقل والسفر إذا ما تخلوا عن عملهم الصحفي أو توقفوا عن العمل لصالح جهات إعلامية وصحفية معينة، وفي حال رفضهم، يتعرض الصحفيون لـ”الاعتداءات الجسدية والنفسية، من خلال الضرب والاحتجاز والاقتحامات المنزلية والتهديد بالملاحقة المتواصلة”.
وارتكز التقرير إلى عشرات المقابلات التي أجراها الفريق الميداني للمرصد الأورومتوسطي، مع صحفيين فلسطينيين ممنوعين من السفر في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
ووفقًا للإفادات، تجرى عمليات إصدار قرارات المنع من السفر والتنقل وفقًا لقرارات إدارية تصدرها السلطات الإسرائيلية، دون اتباع إجراءات قانونية أو قضائية، ودون إعلام الصحفيين بالقرار وقت صدوره أو إعلامهم بالجهة التي أصدرت القرار والأسباب التي دفعتها لذلك، ولا يتم إخبار الصحفيين كذلك بكيفية إزالة القرار أو الاعتراض عليه.
وبحسب البيانات التي جمعها الأورومتوسطي، فإن غالبية الصحفيين يعلمون بقرار المنع بخمس طرق رئيسية: عند تقديم طلبات تصاريح بالسفر والتنقل، أو عند التوجه للمعابر، أو عند التوجه للإدارة المدنية، أو عند العودة من الخارج، أو خلال مقابلة جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك).
وقالت مسؤولة الإعلام لدى الأورومتوسطي نور علوان: “إن إسرائيل تمارس منذ عقود تضييقاً كبيراً على حرية الصحافة والتعبير عن الرأي في الأراضي الفلسطينية”.
وأوضحت علوان أن تلك القيود تتمثل في الاستهداف المباشر والاعتقال والترهيب للصحفيين وإتلاف المعدات وغيرها، لكن في الأعوام الأخيرة تصاعد شكل آخر من الانتهاكات ضدهم بشكل غير معلن عبر المنع من السفر.
وأضافت: “أن اتباع السلطات الإسرائيلية سياسات تعسفية بحق الصحفيين الفلسطينيين لإسكاتهم، يعد انتكاسة لحريات التعبير والعمل الصحفي في الأراضي الفلسطينية وتقويضاً لحق الناس بمعرفة الحقيقة”.
وأشار التقرير إلى أن القانون الدولي يسمح في بعض الحالات بفرض قيود محدودة على حريات الحركة والتنقل في حالات الضرورة القصوى حصراً، فيما يجب أن تكون هذه القيود متناسبة ولا تنطوي عليها إجراءات تمييزية.
واعتبر أن الحالات التي تبين فيها فرض “إسرائيل” قيودًا على الفلسطينيين كانت في الأغلب منها غير متناسبة وتمييزية.
وشدد المرصد الأورومتوسطي على أن إسرائيل ملزمة بمنح الصحفيين الفلسطينيين حقهم في الحركة والتنقل داخل وخارج الأراضي الفلسطينية، دون عرقلة أو قيود بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
وحث المرصد السلطة الإسرائيلية على ضرورة الالتزام بمسؤولياتها، وإزالة قرارات المنع من السفر التي صدرت ضد صحفيين فلسطينيين على خلفية عملهم أو ممارستهم لحقهم في حرية التعبير عن الرأي.
وطالب المرصد إسرائيل بالتوقف عن ملاحقة واعتقال وتهديد الصحفيين الفلسطينيين، والتحقيق معهم بشكل عشوائي على المعابر والحواجز العسكرية بسبب نشاطهم الصحفي.
وتوثق إحصائيات فلسطينية رسمية اعتقال “إسرائيل” أكثر من 20 صحفياً فلسطينياً، من إجمالي أكثر من أربعة آلاف أسير تعتقلهم في سجونها منذ فترات مختلفة.