القواعد العشر لحياة ملؤها النجاح والفلاح
القواعد العشر لحياة ملؤها النجاح والفلاح
هل من طرق يمكن أن تساعد المرء على النجاح وهو في طريقه من البدايات وصولاً إلى مرحلة تحقيق الذات؟
أفضل من يقدم لنا رؤية طيبة في هذا السياق الدكتورة سيري كارتر الأمريكية الجنسية، والتي تحقق دائماً كتبها أفضل المبيعات بحسب النيويورك تايمز وهي من أفضل مدربي التنمية البشرية في الولايات المتحدة الأمريكية… وهي هنا تقدم لك عشر قواعد تقودك إلى النجاح والفلاح.. ماذا عن ذلك؟
اختلاف مفهوم النجاح من شخص لآخر
ليس هناك تعريف عام للنجاح، فلكل فرد رؤيته الخاصة بالنسبة لما يريد تحقيقه، إن النجاح يعني أشياء كثيرة، فهو مفهوم وتجربة، كما أنه لحظة وتطور، إنه دمج طموحاتك بالواقع، ونسخ آمالك وأحلامك مع مهامك اليومية، وهو شيء دائم وسريع الزوال، وهو أمر خادع يخيل إليك أنه يمكنك قياسه.. فالنجاح يتم تقييمه بمقاييس خارجية، لكنه أمر تشعر به في داخلك، فهو عملة ذات وجهين؛ إذ يتم تقييمه على أسس موضوعية وذاتية.
ويكمن الجوهر الحقيقي للنجاح -وهو شيء أعمق من المعايير والأهداف الظاهرة- في إحساسك الذاتي بالرضا وإشباع الذات.
الرغبة في النجاح
هي الخطوة الأولى نحو تحقيقه عندما تتوقد داخلك رغبة النجاح فأنت إذن على أول الطريق.
إن النجاح في جوهره عملية تبدأ من داخلنا، فهو يلوح لنا في الأفق كبصيص من أمل ثم سرعان ما يستحيل إلى فكرة تزرع في نفسك بذرة التفاؤل بحياة ناجحة واعدة، فهي رحلة تحركها رغبتك الداخلية في البداية، ومهما تكن طبيعة حلمك فلا بد وأن تشعر بأنه رغبة حتى تستطيع تحقيقه.
بمعنى آخر لا بد وأن تشعر من داخلك بالرغبة الشديدة في النجاح إذا كنت تأمل في إدراكه.
ويعد هذا القانون أمرا أساسيا إلى حد كبير والذي قد يدفعك إلى التساؤل عن الضرورة الداعية لتوضيح وتفصيل ذلك. مهما يكن من أمر دعنا نسأل: من منا لا يريد أن ينجح في حياته؟ هل هناك من يريد التوقف ليسأل نفسه إذا ما كان يفضل الوصول للقمة في مجاله ليستمتع بثمار جهوده، أم البقاء في وسط الطريق أو الهبوط إلى القاع؟
الثقة بالنفس أمر ضروري
لكي تشعر بالرضا لا بد أن تعرف نفسك جيداً وتحترم حقيقتك.
يعرف كل منا ما الذي يجعلنا نشعر بالحياة، فنحن نعرف، إلى حد ما، ما الذي يملأ أعيننا بالفرحة والأمل، وما الذي يلهب حماسنا، إذ ليس هناك أي سر غامض في معرفة ما يدخل على أنفسنا المرح والسرور، كما أنه ليس من الصعب أن نكتشف مواهبنا وأن نبصر طموحاتنا ورغباتنا.
ولكن التحدي الحقيقي هو أن نثق بأنفسنا ثقة كافية لننتبه إلى تلك الرسائل التي تصدر من داخلنا.
إن معرفة نفسك والثقة بها يقودك إلى طريقك الخاص بك، واحترام تلك الحقيقة يمنحك أعظم فرص النجاح، إذ إن هذا يحدث عندما تنسجم مع حقيقتك وتنصرف لتلك الإشارات والعلامات الصادرة من داخلك، والتي تشعر بها حقا حتى تصل إلى أفضل أماناتك.. فالصدق والانسجام مع الحقيقة الداخلية يبدآن بزرع بذرة الثقة بالنفس.
الأهداف هي نقاط الانتقال والاهتداء
إن أهدافك التي حددتها على طول طريقك هي التي تقود رحلتك نحو الإرضاء الذاتي.
إن أحلامك هي التي تشق طريقك إلى إرضاء الذات، بينما تمهد قدراتك ومواهبك هذا الطريق، أما عزيمتك فهي التي تمده وتقويه، وأما ما يدفعك قدما فهي أهدافك التي حددتها على طول طريقك، فهي بمثابة نقاط انتقال واهتداء في طريقك، إذ إن كل هدف يعد علامة ودليلاً على النقطة التالية التي ستتوقف عندها في رحلتك نحو إرضاء ذاتك. فالهدف عبارة عن طريق لتحديد اتجاهك؛ إنه النقطة القادمة التي تحددها وأنت لا تزال تخطو الخطوة الحالية.
ما تحققه من نتائج يتوقف على أعمالك
تؤثر نوعية وكمية الجهد الذي تبذله تأثيرا مباشراً على ما تحصده من نتائج، إن كل ما يحيط بك، سواء في حياتك الشخصية أو في حياتك المهنية؛ ما هو إلا نتيجة لما قدمته من عمل. وباستثناء الهبات والمنح الإلهية، فإن كل شيء تفخر به، وكل الإنجازات التي تعتز بها، والعلاقات التي تمنحك السعادة والفرحة، وقدراتك وخبراتك التي تعطيك شعورا بالتميز عن الآخرين؛ كل هذا وذاك ما هو إلا نتيجة مباشرة لما بذلته من جهود للفوز بها.
وربما سمعت هذه المقولة: ” لن تحصد إلا ما زرعت”، وعندما نتكلم عن النجاح فإن لهذا القول معنى وحقيقة خاصة. فما تقدمه يكون ذا علاقة وثيقة ومباشرة بما تحصل عليه. فكل الأحداث التي تقع في حياتك هي من صنع يدك أنت، وأنت الذي تحدد مدى قوة فرص نجاحك. ولن تنال غايتك ما لم تركب الصعب وتبذل أقصى جهدك لتصل إليها.
في حياتك فرص كثيرة
ستمر بلحظات تكون فيها محاطاً بخيارات جديدة، وسيكون ما تختاره هو ما تريده.
الفرصة إن هي إلا اللحظة التي يظهر فيها أمامك طريق جديد لم تنظر إليه من قبل بعين الاعتبار، وهي اللحظة التي تصادف فيها خياراً جديداً.. إنها لحظة الاختيار.. اللحظة الفاصلة بين متابعة المضي في طريقك الذي تسلكه أو التحول إلى طريق آخر جديد.. الأمر يرجع إليك في اختيار أيهما تريد.
في مثل تلك اللحظات ستجد نفسك بصدد اتخاذ قرار، إما بالبقاء على دربك والاستمرار نحو غايتك، أو الانصراف عنه إلى طريق جديد، منتظراً ما يسفر عنه اختيارك هذا.
كل نكبة تصادفك تقدم لك عبرة تتعلم منها
قد يقابلك في طريقك إحباطات وحالات فشل واضحة، ومن تلك التجارب تتعلم دروسا تمنحك البصيرة التي ستقودك إلى النجاح في المستقبل.
يرتبط النجاح بالفشل ارتباطا وثيقا، تماما كما يرتبط القمر بالمد والجزر والجبال بالوديان والرياح بالأشجار، وكما أن هناك اتزاناً في العالم الطبيعي بين قوى الطبيعة كذلك هناك اتزان في العالم الإنساني بين التجارب الناضجة والأخرى الفاشلة.
وهناك سبب منطقي وراء الحكمة القديمة القائلة بأنه لا يعرف حلاوة النجاح إلا من تجرع مرارة الفشل، ولن تستطيع أن تقدر حلاوة نجاحك ما لم تمر بحالات مختلفة من الهزائم القاسية والنكبات والإحباطات التي تصدمك وتصرعك حتى تظن أنه لن تقوم لك قائمة بعد ذلك.
إدارة مواردك تعينك على تحقيق أفضل النتائج
إن وقتك وطاقتك وعلاقاتك ومواردك المالية هي أغلى ما تملك، وإن الحكمة في إدارتها لتزيد من قدرتك على النجاح.
إن الحياة زائلة، فالفرد يحيا فترة قصيرة ثم ما يلبث أن يرحل عن عالمنا الدنيوي، وإنك لا تستطيع أن تعيد عجلة الزمن ولكن يمكنك التحكم في حياتك وأنت على وجه الأرض وذلك بحكمة التصرف فيما تملك من موارد متعددة.
ولقد حبا الله كلانا قدراً ما من الموارد بعضها غير ملموس كالمواهب والسمات والمهارات والصبر والقدرة على الاحتمال، والبعض الآخر محسوس كالوقت والمال والطاقة والعلاقات، وهناك حدود للموارد المحسوسة؛ فهي قابلة للفناء كما أن هناك نهاية للفائض منها، فإذا ما استخدمت هذه الموارد بحكمة فإن هذا سوف يزيد من طاقتك ويدعم جهودك، وأما إذا أسرفت في استخدامك لهذه الموارد ولم تحافظ عليها فسوف تكون في حاجة إلى مضاعفة ما تبذل من جهد لكي تحقق نصف ما يمكنك تحقيقه إذا ما حافظت على هذا الموارد.
كل مستوى من النجاح يجلب تحديات جديدة
إن أي إنجاز تحققه يغير حياتك سواء كان هذا التغيير كليا أو جزئياً طالما أنك مهتم بتحقيق أهدافك والقيام بما عليك وإدارة مواردك بشكل حكيم فإن لديك فرصة طيبة للحصول على الأقل على بعض مما تسعى إليه.. ومع ذلك فإن عبور خط النهاية لا يعد نهاية المطاف، ولكن يعد بداية لمجموعة جديدة من التحديات والدروس المستفادة من الحياة، فعندما يتحقق النجاح فإن حقائق جديدة تبرز إلى الوجود وتتغير أمور حياتك، وإن التحدي الذي تواجهه هو أن تحافظ على اتزانك بينما تعيد ترتيب أمور حياتك محاولا إيجاد مكان لهذه الحقيقة الجديدة.
النجاح عملية لا نهائية
لكل هضبة ارتفاع مختلف، وصعودك لإحدى القمم يعني أن ثمة أخرى تسعى لها.
النجاح عملية لا نهائية؛ إذ ليس هناك ثمة باب سحري يدعى الهدف يعني أن اجتيازك له إلى الجانب الآخر هو النجاح، بل إن النجاح شبيه بالسلم اللولبي الذي نرتقيه؛ فهو يميل، ويتلوى، وينحني مخترقا الهضاب المختلفة لأحلامك.
ودائما ما يكون هناك مرتفعات جديدة ينبغي ارتقاؤها، وخبرات جديدة ينبغي اكتسابها، ودروس جديدة ينبغي تعلمها، وكلما اتضح ذلك لك بالفعل، فإنك لا تصل إلى “المكان” الصعب حتى يظهر بصورة سحرية أمامك مكان أكثر صعوبة، وتصبح مدركا للمستوى التالي الذي يجب الوصول إليه، ويعد تحديدك لرغبتك في الاستمرار في الارتقاء جزءا من هذه العملية، وكذا تعد رغبتك في احتفاظك بمصداقيتك أثناء الصعود، واستطاعتك إبقاء الأمور في نصابها أثناء تغيير اللعبة.