واشنطن تُبدي استعدادها للمحادثات النووية وسط مخاوف إيرانية

واشنطن تُبدي استعدادها للمحادثات النووية وسط مخاوف إيرانية

 

عبّر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في مقابلة تلفزيونية مع شبكة “سي إن إن” عن استعداد بلاده للعودة إلى المحادثات بشأن الاتفاق النووي أو خطة العمل الشاملة المشتركة، إلا أنه أردف أن طهران لم تظهر بعد استعدادها الجدي للقيام بذلك.

 

وقال سوليفان، إن بلاده تعمل عن كثب مع شركائها وحلفائها لتهيئة الظروف اللازمة للمحادثات النووية.

 

الحد من البرنامج النووي

وكان سوليفان، أكد الأسبوع الماضي أن أولوية واشنطن في ملف إيران هي الحد من برنامجها النووي من خلال إحياء الاتفاق الموقع عام 2015، حيث إنه بمجرد عودة القيود المنصوص عليها في الاتفاقية، ستكون الولايات المتحدة في وضع أفضل لمعالجة المخاوف الأخرى، بما في ذلك برنامج طهران الصاروخي وأنشطتها الإقليمية.

 

وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري، يوم الأربعاء الماضي، أن المفاوضات المعلّقة منذ يونيو ستستأنف في 29 نوفمبر في فيينا.

 

وكتب باقري، وهو كبير المفاوضين الإيرانيين، حينها عبر حسابه على تويتر: “خلال اتصال هاتفي مع الدبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا، اتفقنا على بدء المباحثات الهادفة إلى رفع الحظر غير الإنساني في 29 نوفمبر في فيينا”.

 

وأشار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى أن مفاوضات إحياء الاتفاق ستفشل إذا لم يتسنَ للرئيس الأمريكي جو بايدن، ضمان عدم تخلي واشنطن عن الاتفاق مرة أخرى.

 

شروط طهران

يذكر أنه خلال الجولات الست الماضية التي شهدتها فيينا منذ إبريل، تمسك الوفد الإيراني بعدد من الشروط، على رأسها مسألة رفع جميع العقوبات، فضلاً عن آلية التحقق من رفعها، و  ضمان عدم انسحاب واشنطن ثانية من الاتفاق كما فعل الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018.

 

وبالنسبة لمسألة العقوبات، فصلت الإدارة الأمريكية سابقاً أو ميزت بين تلك المتعلقة بحقوق الإنسان والإرهاب، والأخرى المتعلقة بالملف النووي والتي يمكن رفعها وإلغاؤها مع إعادة الالتزام بالاتفاقية، إلا أن طهران ترى عكس ذلك، وتتمسك برفع كل العقوبات المفروضة على البلاد منذ عام 2016. فوفقاً للشروط التي وضعها سابقا المرشد الإيراني علي خامنئي، تعتبر إيران أن فرض أي عقوبات بحجة حقوق الإنسان أو الإرهاب أو القضايا العسكرية، بعد بدء تطبيق الاتفاق النووي في يناير 2016، انتهاكاً للاتفاقية.

 

باب التفاوض لن يبقى مفتوحاً للأبد

في حين رحبت الخارجية الأمريكية بجهود الأوروبيين لإقناع طهران بالعودة إلى طاولة التفاوض، مشيرة إلى أن روبرت مالي سيقود وفد الولايات المتحدة. كما جددت التأكيد أن باب التفاوض لن يبقى مفتوحاً للأبد.

 

ولفت الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكي نيد برايس إلى احتمال التوصل لنتيجة ما في وقت قصير “إذا كان الإيرانيون جديين”!

 

وفي وقت سابق، أبلغ مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن للأمن القومي، جيك سوليفان، نظيره الإسرائيلي إيال حولاتا، بأن الدبلوماسية هي أفضل سبيل للحد من برنامج إيران النووي.

 

يذكر أن إيران بدأت مع القوى الست في أبريل الماضي، محادثات في فيينا ترمي لإحياء الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبل 3 سنوات، معيداً فرض العديد من العقوبات التي عرقلت الاقتصاد الإيراني.

 

غير أن تلك المحادثات توقفت بعد انتخابات الرئاسة في يونيو، التي أدت إلى فوز إبراهيم رئيسي المرشح المتشدد.

 

فيما حثت الدول الأوروبية منذ ذلك الوقت على العودة إلى طاولة التفاوض، كذلك، شددت الولايات المتحدة أكثر من مرة على وجوب استئناف إيران للمفاوضات، محذرة من أن الوقت بدأ ينفد لأن برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني يحقق تقدماً يتجاوز ما فرضه الاتفاق النووي من قيود.

 

كما لوحت بخيارات أخرى في حال لم تعد طهران إلى المحادثات النووية قريباً.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية