بريطانيا.. منظمات إنسانية وحقوقية تحذر من مخاطر ترحيل اللاجئين إلى رواندا

بريطانيا.. منظمات إنسانية وحقوقية تحذر من مخاطر ترحيل اللاجئين إلى رواندا
الإمساك بمهاجرين في بريطانيا

حذرت منظمات حقوقية وإنسانية بارزة من مخاطر تنفيذ خطط الحكومة البريطانية، لنقل عشرات الآلاف من طالبي اللجوء إلى رواندا في القارة الإفريقية على الصحة الجسدية والنفسية لأولئك الأشخاص، وفقا لما ذكرت صحيفة "الغارديان".

ونوهت كل من منظمة الصليب الأحمر البريطاني ومجلس اللاجئين في المملكة المتحدة، اللذان عملا مع ما يقرب من 44 ألف شخص في إجراءات عملية اللجوء، إلى أن طالبي اللجوء من المهاجرين قد يهربون من أماكن تواجدهم وقد يترددون في طلب أي مساعدات خوفا من الاحتجاز والترحيل لاحقا بالإضافة إلى المعاناة من إجراءات قاسية أخرى.

ويتزامن ذلك مع اعتراف وزارة الداخلية البريطانية، أن اللاجئين يمكن أن يتعرضوا للاضطهاد إذا تم إرسالهم إلى رواندا رغم استمرارها في مخطط الرامي لترحيل الآلاف. 

وتم التشكيك في تقييم وزارة الداخلية لأوضاع حقوق الإنسان نفسه في رواندا، حيث طالب كبير مفتشي الهجرة بفحصه بشكل مستقل، بينما وصفته منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية بأنه مليء بـ"الأكاذيب الصارخة".

وقال الرئيس التنفيذي للصليب الأحمر البريطاني، مايك أدامسون: "نسمع مباشرة من العديد من الأشخاص الذين يلتمسون اللجوء الذين عبروا عن قلقهم وخوفهم من خطة الحكومة، وأنهم باتوا يشعرون بأنهم أقل أمانًا وأقل ترحيبًا في المملكة المتحدة".

وأكد أنه ليس من المستغرب أن تتآكل السلامة النفسية للاجئين وشعورهم الكراهية تجاههم وبالتالي باتوا يفكرون في الاختفاء عن الأنظار والعيش بشكل غير شرعي، مخاطرين بفقدانهم للمساعدات الصحية والغذائية التي هم بأمس الحاجة لها.

وفي السياق، أعرب طالب لجوء رواندي اتصل بالصليب الأحمر في جنوب شرق بريطانيا عن خوفه من إمكانية إعادته إلى البلاد، منوها أنه سوف يختفي عن الأنظار ولن يتوجه إلى مراكز تقديم المساعدات حتى لا يتم التعرف عليه من قبل السلطات.

وبدوره، أوضح مهاجر أفغاني أنه اختبأ خوفا من أن يتم اعتقاله وإرساله إلى رواندا، لافتا إلى أن العديد من أصدقائه سوف يحذون حذوه، معتبرا أنه يشعر بالأسى مقارنة بالمعاملة الجيدة التي يتمتع بها اللاجئون الأوكرانيون.

وفي هذا السياق يؤكد الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين، إنيورسولومون، أنهم يسمعون "قصصًا مأساوية حول التأثير الشديد على الصحة العقلية، بما في ذلك الأطفال الصغار والضعفاء الذين يخافون مما سيحدث لهم، مع تقارير عن إيذاء النفس".

وتابع: "نشعر بالقلق من أن الحكومة لا ترى تلك المخاطر وينبغي أن تفعل المزيد لممارسة واجبها في رعاية الأشخاص المستضعفين".

جاءت تصريحات سولومون غداة إعلان وزارة الداخلية أنه سيتم إبلاغ المجموعة الأولى من الأشخاص هذا الأسبوع بنيّة الحكومة نقلهم إلى رواندا.

وأوضحت الوزارة أنه من المتوقع أن تنطلق الرحلات الأولى في الأشهر المقبلة، مضيفة أن محامي بعض المتضررين من المرجح أن يبدؤوا إجراءات لوقف ترحيلهم. 

وأفاد تقييم تأثير المساواة الذي صدر يوم الاثنين عن الوزارة بأن هناك "مخاوف بشأن معاملة مجتمع الميم، وهم بعض الأشخاص المثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا وغيرهم، لكننا سنواصل النظر في تأثير الترحيل على هذه المجموعة.

وأشار التقرير إلى أنه تم إلغاء تجريم المثلية الجنسية في رواندا في عام 2010، لكنه حذر أنه في هذه المرحلة، تشير التحقيقات إلى وجود معاملة سيئة نحو تلك الفئة من الناس.

وأشار تقييم الحكومة لسجل حقوق الإنسان في رواندا إلى أنه لا توجد أسباب جوهرية للاعتقاد بأن الناس سيتعرضون لخطر المعاملة بما يتعارض مع المادة 3 (التحرر من التعذيب والمعاملة اللاإنسانية أو المهينة) من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان في رواندا.

لكن مدير شؤون وسط إفريقيا في هيومن رايتس ووتش، لويس مودج، قال إن تقييم المخاطر غير واقعي، موضحا أن تقرير وزارة الداخلية يتحدث عن أمنيات، ويبدو أنهم يغيرون الحقائق من أجل تبرير استنتاجات مسبقة من الادعاء بأن اللاجئين غير مستهدفين لممارسة حريتهم في التعبير، على حد قوله.

وتابع: "اللاجئون الكونغوليون في رواندا يتعفنون في السجون بسبب احتجاجهم على ظروفهم المعيشية، بالإضافة إلى أنه لدينا أدلة بحوزتنا تؤكد تعرض أفراد من مجتمع الميم إلى الضرب والإهانة بسبب هويتهم الجنسية".

يذكر أن وزيرة الداخلية بريتي باتيل وقعت في الشهر الماضي، ما وصفته باتفاق هو "الأول من نوعه في العالم" مع رواندا.

وسيشهد الاتفاق استقبال تلك الدولة الواقعة في شرق إفريقيا لطالبي لجوء تعتبرهم بريطانيا غير مقبولين، بعد وصولهم للبلاد "بشكل غير قانوني" بموجب قواعد الهجرة الجديدة، بيد أنه قوبل بانتقادات حقوقية واسعة ويواجه حاليا بالفعل اعتراضات قانونية.

ووفقا للبيانات التي جمعتها وكالة الأنباء البريطانية بي إيه ميديا، فإن أحدث الأرقام، تشير إلى أن 6947 شخصا على الأقل قد وصلوا إلى بريطانيا منذ بداية العام بعد تنقلهم عبر مسارات بحرية مزدحمة من فرنسا على متن قوارب صغيرة.

يشار إلى أن هذا العدد أكثر من 3 أضعاف ما تم تسجيله في ذات الوقت من العام الماضي (2004)، وأكثر من 6 أضعاف الرقم للفترة نفسها في عام 2020.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية