انقطاع الكهرباء والغذاء والدواء عن "قره باغ" بسبب حصار أذربيجاني

انقطاع الكهرباء والغذاء والدواء عن "قره باغ" بسبب حصار أذربيجاني

تعاني ستيباناكيرت، عاصمة إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، من شحّ في السلع في المتاجر والصيدليات، بسبب قطع أذربيجانيين ممرًّا حيويًّا لتوفير البضائع للإقليم الذي شهد حربَين منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق.

منذ 12 ديسمبر، يحتلّ أشخاص يقدّمون أنفسهم على أنهم ناشطون بيئيون يحتجّون على مناجم غير قانونية، ممرّ لاتشين، وهو طريق جبلي يمتدّ 32 كيلومترًا ويربط ناغورني قره باغ بأرمينيا، لكن يريفان ترى في ذلك عملًا من أذربيجان يهدف إلى زعزعة استقرارها.

روى عدد من سكان ستيباناكيرت تفاصيل حياتهم اليومية التي تُختصر بانقطاع التيار الكهربائي والإنترنت ومشاكل في التدفئة وفي الحصول على الغذاء والدواء، وفق وكالة فرانس برس.

وقالت إرنا غاسباريان، وهي عاملة في مجال الموارد البشرية: "الناس يموتون نفسيًا وأخلاقيًا، ليس لدينا ضوء والغاز مقطوع أحيانًا، الأطفال ليس لديهم غذاء أو فاكهة".

ومن جهتها، قالت مارينا إيغناتييفا العاطلة عن العمل: "نشعر بالبرد، لدينا أطفال صغار، لدي حفيد عمره شهر واحد ونحن في وضع سيئ جدًا".

أمّا الصحفي المتقاعد ميخايل أدجيان، فيشعر بتفاؤل أكبر، قائلا: "نحن صامدون".

ويعترف بأن الوضع "صعب جدًا"، مضيفًا: "لم يعد هناك نقل عام والإنترنت مقطوع".

ويتابع: "نحصل على الكهرباء بشكل متقطّع، تخيلوا مدى البرد في الشقق"، إذ تنخفض درجات الحرارة حاليًا إلى 9 درجات تحت الصفر في الليل في المدينة المرتفعة عن سطح البحر.

معاناة من البرد والجوع

وبالنسبة لأدجيان فإن الأذربيجانيين "يحاولون كسرنا"، مضيفًا: "لكن لا يمكننا تحمّل البرد والجوع وكل ما عدا ذلك".

ويعيش نحو 120 ألف شخص في إقليم ناغورني قره باغ الذي يراه المجتمع الدولي جزءًا من أذربيجان، لكنه انفصل عن الاتحاد السوفيتي بعد انهياره.

وتواجهت أرمينيا وأذربيجان في حرب في مطلع التسعينيات أدّت إلى مقتل 30 ألف شخص وانتهت بانتصار الأرمن.

وانتقمت باكو خلال حرب ثانية أودت بحياة 6500 شخص في خريف 2020 وسمحت لها باستعادة مساحات من الأراضي.

وانتشرت قوات روسية لحفظ السلام على الأرض بعد الحرب الثانية بين البلدين، لكن أرمينيا اتهمت القوات الروسية بالإخفاق في منع إغلاق ممرّ لاتشين فيما تنشغل موسكو بهجومها على أوكرانيا.

مستشفى بلا تدفئة

في مستشفى الأطفال "أريفيك" في ستيباناكيرت، يقلق كبير الأطباء كارن ميلكونيان من حدوث "كارثة إنسانية"، خصوصًا أنه يرى أطفالًا يتجمّدون من البرد في أسرّة المستشفى.

ومن أجل مواجهة النقص، عمدت سلطات ناغورني قره باغ إلى تقنين الطاقة، ما يترك مختلف الأحياء دون كهرباء طيلة ساعات ومنهم الحي الذي يقع فيه المستشفى.

وحتى إذا كانت بعض المباني تعمل بمولّدات كهرباء، ينقصها أحيانًا الوقود.

وقال كارن ميلكونيان: "المستشفى يبرد بسرعة كبيرة مع انخفاض الحرارة إلى ما دون 8 درجات تحت الصفر"، مضيفًا: "هناك عدد كبير من الأطفال لا يتجاوز عمرهم السنة في المستشفى".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية