ذوو الهمم في 2021.. أيادٍ بيضاء تحتوي ملائكة الأرض

ذوو الهمم في 2021.. أيادٍ بيضاء تحتوي ملائكة الأرض

 

رصدت منظمة الصحة العالمية معاناة أكثر من مليار شخص حول العالم من الإعاقة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم، ويرجع ذلك جزئيًا إلى شيخوخة السكان وزيادة انتشار الأمراض غير السارية، وعلى الرغم من ذلك، فإن عددًا قليلاً من البلدان لديها آليات مناسبة للاستجابة بشكل كامل للأولويات والمتطلبات الصحية للأشخاص ذوي الإعاقة.

 

وفي عام 2021 امتدت الكثير من الأيادي البيضاء لتدعم الأشخاص ذوي الإعاقة وقدمت لهم الكثير من الحقوق التي كانت غائبة عنهم، حيث اعترفت الكثير من الحكومات بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في العيش الكريم، والحصول على كامل حقوقهم كغيرهم من الأشخاص الأسوياء، فشُرعت لهم قوانين جديدة، ووضعوا على أولويات اهتمام الكثير من الدول.

 

وفي السطور التالية ترصد «جسور بوست» كيف قدمت عدد من الدول المزيد من الدعم للأشخاص ذوي الإعاقة خلال عام 2021.

 

 

مصر     

 

استحوذ الأشخاص ذوي الإعاقة على اهتمام الدولة المصرية بكل مؤسساتها وهيئاتها، منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة البلاد، فقد حرص الرئيس على دعمهم ووجه بالعديد من القرارات التي تعمل على دمجهم بالمجتمع، لتصبح مصر واحدة من الدول التي تولي اهتماما ملحوظا بالأشخاص ذوي الإعاقة.

 

وشرعت مصر القانون رقم 156 لسنة 2021، والذي يقضي بتعديل بعض أحكام قانون حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة الصادر بالقانون رقم 10 لسنة 2018، والتي تضمنت عقوبات بشأن التنمر على ذوي الإعاقة، تقضي بالحبس عامين والغرامة 200 ألف جنيه.

 

وتضمنت التعديلات على القانون المصري الجديد، مادة واحدة بخلاف مادة النشر، وتهدف إلى تغليظ عقوبة التنمر على الأشخاص ذوي الإعاقة، لتصل إلى الحبس 5 سنوات.

 

ونصت المادة (50 مكررًا) من القانون المعدل على أن يعاقب أي شخص يتنمر على شخص من ذوي الإعاقة بالحبس مدة لا تقل عن عامين وغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد الغرامة على 200 ألف جنيه، أو بإحدى العقوبتين، وإذا توافر أحد الظرفين؛ الأول وقوع الجريمة من شخصين أو أكثر، والآخر إذا كان الجاني من أصول المجني عليه أو من المتولين تربيته أو ممن لهم سلطة عليه أو كان خادمًا لدى أحد مما تقدم ذكرهم، ومضاعفة الحد الأدنى للعقوبة السابقة في حال اجتماع الظرفين.

 

ومن جانبها، قدمت وزارة التضامن المصرية، دعما نقديا لما يقرب من مليون و100 ألف مستفيد من ذوي الاحتياجات الخاصة، بتكلفة تبلغ 5 مليارات جنيه سنوياً، كما عملت الوزارة بالتعاون مع «الصحة والسكان» على شمول الأشخاص ذوى الإعاقة بالرعاية الصحية المتكاملة.

 

 

الإمارات

 

بذلت دولة الإمارات العربية الكثير من الجهود لدعم أصحاب الهمم، بما في ذلك سياستها الوطنية لتمكينهم، وكذلك سياستها الوطنية للتوحد، فضلا عن تشكيلها للمجلس الاستشاري لأصحاب الهمم.

 

وفي إطار تفشي فيروس كورونا، كفلت الإمارات تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والغذائية وغيرها من الخدمات لأصحاب الهمم، مع ضمان عيشهم المستقل وإدماجهم في المجتمع.

 

وفي إطار أهداف رؤية الإمارات 2021، وأجندتها الوطنية والسعي نحو تعزيز مجتمع متلاحم يعتز بهويته بتوفير بيئة شاملة تدمج في نسيجها مختلف فئات المجتمع، أطلقت الدولة معجم لغة الإشارة الإماراتي للصم.

 

وبذلت دولة الإمارات جهودا أخرى لرعاية وتمكين أصحاب الهمم، بما في ذلك جهودها في تعزيز الوصول إلى التعليم عن بعد، وإعادة التأهيل وخدمات الدعم والتشخيص عن بعد ونظام التدخل المبكر.

 

 

السعودية

 

أطلقت المملكة العربية السعودية العديد من المبادرات لدعم أصحاب الهمم ودمجهم في المجتمع بجميع فئاتهم، تماشياً مع رؤية المملكة 2030، التي تضمن لذوي الهمم جميع حقوقهم لتحقيق المساواة مع المواطن السعودي العادي.

 

وانضمت السعودية للاتفاقية الدولية للإعاقة، التي تمنح أصحاب الهمم العديد من الحقوق لمساواتهم مع أفراد المجتمع الآخرين في جميع المجالات كالتعليم والرعاية والصحة والخدمات العلاجية والتعليمية.

 

وتسعى المملكة لتوفير الإمكانيات اللازمة لتنمية وتطوير حق ذوي الهمم في ممارسة الهوايات حسب القدرة والأنشطة الرياضية، من خلال توفير الملاعب المناسبة وتأهيلهم للمشاركة في البطولات العالمية.

 

فعاليات موسم الرياض 2021 منحت منذ بداياتها الأولوية الدائمة لذوي الإعاقة في جميع فعالياتها، بدءًا من لحظات وصولهم حتى مغادرة مناطق الموسم الموزعة في العاصمة الرياض.

 

ويميز الموسم ذوي الإعاقة بتخصيصه مرافقين لهم في الفعاليات المعتمدة على المغامرة، لضمان سلامتهم، بجانب تخصيص مداخل ومسارات مخصصة للعربات المتحركة، وسيارات كهربائية في عدد من المناطق لتقديم الخدمة اللازمة لهم، ومنحهم أرقى سبل الراحة، وأكثر سبل الرفاهية خلال حضورهم فعاليات موسم الرياض 2021.

 

 

لبنان

 

يواجه لبنان أزمات اقتصادية وسياسية طاحنة يعيقه عن تقديم الدعم اللازم للأشخاص ذوي الإعاقة سواء اللبنانيين أو غيرهم ممن يعيشون على الأراضي اللبنانية.

 

ولدعم لبنان، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة العمل الدولية بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في الثاني من ديسمبر 2021، مشروع بدل إعاقة في لبنان لتقديم منح نقدية لـ20 ألف شخص من ذوي الإعاقة.

 

وقال بيان صادر عن اليونيسيف، إن إطلاق المبادرة الجديدة يأتي لتعزيز النظام الوطني للحماية الاجتماعية وإطلاق منحة وطنية جديدة للإعاقة من شأنها أن توفر دعما مباشرا إلى الأشخاص ذوي الإعاقة والذين يعيشون في لبنان.

 

وتهدف المبادرة الأممية للوصول إلى نحو 20 ألف شخص من ذوي الإعاقة، من اللبنانيين وغير اللبنانيين يعيشون على الأراضي اللبنانية.

 

ويتم تقديم المنح النقدية الشهرية مباشرة إلى المستفيدين من الأشخاص ذوي الإعاقة بالدولار الأمريكي.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية