إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بانتخابات فورية وإطلاق سراح الرهائن

إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بانتخابات فورية وإطلاق سراح الرهائن

 

تظاهر مئات المتظاهرين في ميدان "هابيما" في تل أبيب ضد حكومة بنيامين نتنياهو مطالبين بإجراء انتخابات فورية بسبب إدارة الحرب المستمرة في غزة والفشل حتى الآن في تأمين إطلاق سراح المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية "حماس".

توافد المتظاهرون المطالبون بـ"الانتخابات الآن" إلى ساحة تل أبيب المركزية، وكان العديد منهم يحملون لافتات معادية للغاية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه المتطرف، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وكُتب على إحدى اللافتات التي رفعها المتظاهرون "صرخة الأمهات.. أخرجوا جنودنا من غزة الآن"، بينما دعا آخرون إلى "اتفاق دبلوماسي"، ورفع متظاهر آخر لافتة كتب عليها "إسرائيل لن تبقى إذا لم نسقطه".

وفي إحدى الطرقات تجمعت العائلات ومؤيدون آخرون للأسبوع الـ11 على التوالي في ساحة الرهائن التي أعيدت تسميتها خارج متحف تل أبيب للفنون للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين، وعلى الرغم من الانتقادات الصريحة المتزايدة للحكومة بسبب عدم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم، فقد بذل المنظمون قصارى جهدهم لإبقاء المظاهرات غير سياسية والتركيز على ذويهم.

وعلى الجانب الآخر يستمر نتنياهو في الظهور عبر لقاءات ومؤتمرات صحفية، وقال في آخر مؤتمر يوم السبت: “إن هناك تحركا محتملا نحو اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن المتبقين” لكنه أكد أنه "لا يريد رفع التوقعات المبالغ فيها".

وأضاف: "لقد أصدرت حماس جميع أنواع الإنذارات التي لم نقبلها"، مشيراً إلى أنه إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق قابل للتطبيق، "فسيتم تنفيذه".

وفي مظاهرة أخرى بتل أبيب، رفع العديد من المتظاهرين أعلام الكيان من الحركة المناهضة للإصلاح القضائي -وهي الأزمة السياسية الضخمة التي كانت تواجه نتنياهو قبل 7 أكتوبر- ما أضفى على المظاهرة ملامح مناهضة للحكومة كانت غائبة عن معظم المظاهرات الكبرى منذ ما يقرب من 3 أشهر.

وحمل غاي جينات، أحد المتظاهرين، لافتة باللغة الإنجليزية كتب عليها "أنتم تجلبون لنا الموت وتقولون هذه هي الحياة، نحن بحاجة إلى القضاء على هذا النظام، فهو يأخذنا إلى مكان غير ديمقراطي على الإطلاق، إلى مكان ليس لي ولأطفالي مكان فيه، إذا استمر الأمر على هذا النحو".

وعلى الرغم من مطالبته بإجراء انتخابات فورية، بصحبة المئات غيره، فإنه ليس لدى جينات أي حماس للقادة السياسيين الذين قد يكونون قادرين على هزيمة الائتلاف الحالي بقيادة نتنياهو، لكنه أعرب عن تفاؤله بأنه بمجرد الدعوة إلى انتخابات جديدة، قد يتقدم المزيد من المرشحين الواعدين لإزاحة الحاليين.

كما أعرب عن ثقته في أن الائتلاف الحالي سيُهزم في أي انتخابات مقبلة، مؤكدا أن "حكومة أكثر ليبرالية ستحافظ على طابع البلاد كدولة ليبرالية ستحل محل الحكومة الحالية"

ونظمت الاحتجاجات عدة مجموعات، منها منظمة هوفشي إسرائيل الاحتجاجية المناهضة للحكومة التي يترأسها نتنياهو، بالإضافة إلى بعض العائلات الذين فقدوا ذويهم.

وكان من بين المتحدثين في الاحتجاجات عوفري تسور، الذي فقد شقيقه أمير تسور خلال معركة طوفان الأقصى التي قادتها المقاومة على كيبوتس "نحال عوز" واللواء "احتياط" غاي تسور، الرئيس السابق للقيادة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ووالدة جندي يوجد حاليًا ضمن جنود العدوان في غزة.

وأكد أغلب الحاضرين من المتحدثين عدم حماسهم إلى أي من الوجوه المتصدرة المشهد السياسي الحالي، ولكن بالنسبة لهم أي فائز جديد سوف يكون أفضل من الحكومة الحالية.

وقال جيلي كيشيت، أحد المتظاهرين: "كنا بحاجة إلى تبديل القيادة من الأمس وليس اليوم، فاقتصادنا في حالة انحدار، وكذلك أمننا وموقفنا الدبلوماسي، ولن نتمكن من البقاء حتى الانتخابات المقبلة إذا استغرق الأمر 3 سنوات أخرى".

وأكدت متظاهرة أخرى، روتم تيليم، أنها جاءت إلى المظاهرة بسبب شعورها العميق بـ"اليأس والخوف"، بشأن الوضع الراهن، وتحديداً الموت المستمر للجنود الإسرائيليين والمدنيين الفلسطينيين في غزة، وأضافت، "لا يمكننا الفوز في هذه الحرب، لا يمكنك تغيير النماذج بالحرب، موت الأطفال ليس سياسة".

وأكدت أنها تريد إجراء انتخابات فورية حتى في زمن الحرب، لكنها قالت إنها لا تدعم في الواقع أي من المرشحين المحتملين الذين قد يقودون حكومة جديدة، موضحة "غانتس ليس حلا، لابيد يميني للغاية، لكنهم على الأقل سيكونون قادرين على تجديد الأداء السليم للإدارات الحكومية التي دمرها نتنياهو، واستعادة الدولة حتى نتمكن من الاستمرار، نتنياهو ليس مؤهلاً للمنصب، ولا يستطيع اتخاذ قرارات بناء على مصلحة البلاد، اهتمامه الضيق هو البقاء الشخصي وهذا هو ما يحرك قراراته، أي شخص آخر سيكون أفضل".

العدوان على قطاع غزة

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات.

وأسفر القصف عن مقتل ما يزيد على 21 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 55 ألف جريح، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 400 جندي وضابط، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5 آلاف بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الجاري، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية