غوتيريش: دول المحيط الهادئ تقود الطريق لحماية الكوكب من ويلات المناخ
غوتيريش: دول المحيط الهادئ تقود الطريق لحماية الكوكب من ويلات المناخ
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن دول جزر المحيط الهادئ "ترشد الطريق" لحماية الكوكب من ويلات تغير المناخ، والآن يحتاج باقي العالم إلى زيادة الدعم.
كان الأمين العام أنطونيو غوتيريش يلقي كلمة في افتتاح منتدى جزر المحيط الهادئ في تونغا، يوم الاثنين بالتوقيت المحلي، حيث أخبر القادة المجتمعين أن منطقة المحيط الهادئ "تمثل منارة للتضامن والقوة، والمسؤولية البيئية والسلام، في وقت تغرق فيه الكثير من دول العالم في الصراعات والظلم والأزمات الاجتماعية والاقتصادية.
يتألف المنتدى من 18 دولة عضوا، ويسترشد برؤية طويلة الأمد واستراتيجية 2050 لضمان صحة ورفاهية الجميع من خلال العمل معا "لاستغلال نقاط قوتنا الجماعية وبناء مستقبل أفضل". وأخبر غوتيريش الاجتماع السنوي أن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 العالمية "متعثرة" وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
المحيط يُعامل "مثل البالوعة"
وقال الأمين العام إن العالم لديه الكثير ليتعلمه من دول المحيط الهادئ، "ويجب عليه أيضا أن يزيد من دعمه لهذه الدول، مضيفا أن البشرية بشكل عام تعامل هذه المنطقة الذاخرة "بالملاحين الشجعان والصيادين الخبراء والمعرفة المتوارثة العميقة بالمحيط"، والمحيط في جميع أنحاء العالم "مثل البالوعة".
وأضاف: "التلوث البلاستيكي يخنق الحياة البحرية. غازات الدفيئة تسبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات وتحمضها وارتفاع مستوى سطح البحر. لكن جزر المحيط الهادئ ترشد الطريق لحماية مناخنا وكوكبنا ومحيطنا".
وأشار إلى إعلانات المنطقة بشأن ارتفاع مستوى سطح البحر، والتصميم على تحقيق انتقال عادل نحو منطقة المحيط الهادئ الخالية من الوقود الأحفوري، وأوضح أن الشباب في منطقة المحيط الهادئ نقلوا أزمة المناخ إلى محكمة العدل الدولية.
مسؤولية الدول الكبرى المسببة للانبعاثات
بينما تبذل منطقة المحيط الهادئ قصارى جهدها، قال الأمين العام إنه يجب على دول مجموعة العشرين -بوصفها أكبر الدول المسببة لانبعاثات الكربون- "أن تزيد من جهودها وتقود الطريق، من خلال التخلص التدريجي من إنتاج واستهلاك الوقود الأحفوري ووقف توسعها على الفور".
وشدد على أن المنطقة بحاجة ماسة إلى المزيد من الدعم المالي والقدرات والتكنولوجيا لتسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة حتى تتمكن البلدان من الاستثمار في التكيف والمرونة.
وأضاف: "لهذا السبب، ندعو إلى إصلاح الهيكل المالي الدولي، وزيادة هائلة في قدرة الإقراض لدى بنوك التنمية متعددة الأطراف، وبرامج فاعلة لتخفيف الديون، وتعزيز إعادة توزيع حقوق السحب الخاصة، لصالح البلدان النامية".
إنقاذ المحيط الهادئ- إنقاذ العالم
وقال الأمين العام إن القرارات التي سيتخذها قادة العالم بشأن أزمة المناخ والتنمية المستدامة خلال السنوات المقبلة ستحدد مصيرنا جميعا. "بمعنى آخر: إذا أنقذنا المحيط الهادئ، فإننا ننقذ العالم. لدى دول جزر المحيط الهادئ واجب أخلاقي وعملي لنقل قيادتكم إلى المسرح العالمي".
وشدد غوتيريش على أن قمة المستقبل المقرر انعقادها في نيويورك الشهر المقبل ستكون فرصة لإصلاح وتحديث المؤسسات العالمية، حتى تتمكن مرة أخرى من أن تكون مناسبة للغرض.
واختتم حديثه بالقول: "أحث دول جزر المحيط الهادئ على إسماع أصواتكم وبصوت عالٍ لأن العالم بحاجة إلى قيادتكم".
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.