«نيويورك تايمز»: أمريكا على حافة نمط من الحكم الاستبدادي لم يشهده تاريخها
«نيويورك تايمز»: أمريكا على حافة نمط من الحكم الاستبدادي لم يشهده تاريخها
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرًا انتقدت فيه الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بالتزامن مع إعلان فوزه في الانتخابات التي جرت أمام منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
واعتبرت الصحيفة في تقرير لها الأربعاء أن "الفوز لم يكن استيلاءً بالقوة على البلاد، بل جاء بتفويض شعبي.. والآن، تقف أمريكا على حافة نمط من الحكم الاستبدادي لم تشهده في تاريخها الممتد 248 عامًا"، بحسب قولها.
القوة ضد الخصوم
وأضافت الصحيفة أن دونالد ترامب "سيستخدم القوة العسكرية ضد خصومه السياسيين، وسيطرد الآلاف من الموظفين العموميين المهنيين، وسيشرف على حملات ترحيل عسكرية للمهاجرين"، كما توقعت أن "يقوض استقلال وزارة العدل، ويستخدم الحكومة لدفع نظريات مؤامرة تتعلق بالصحة العامة، ويتخلى عن حلفاء أمريكا في الخارج، ويحول الحكومة إلى أداة لتحقيق مصالحه الشخصية، معاقبًا منتقديه ومعززًا لمؤيديه.. ليكون بذلك ديكتاتورًا حتى لو ليوم واحد فقط".
انتقاد الناخبين الأمريكيين
وفي ما يبدو أنه انتقاد للناخبين الأمريكيين، قالت الصحيفة: "عندما طُلب منهم منحه السلطة للقيام بكل ذلك، قالوا نعم".
واستدركت الصحيفة بأن ترامب، بعد هزيمة كامالا هاريس التي كانت ستصبح أول رئيسة أمريكية، سيحقق دونالد ترامب إنجازات تاريخية أخرى في البيت الأبيض، أبرزها كونه أول رئيس مُدان بعشرات الجرائم، ومتهمًا بالمزيد، ومُعزولًا مرتين.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن ترامب، على عكس فوزه المفاجئ في عام 2016، والذي فاز فيه بالانتخابات لكن خسر التصويت الشعبي، سيصل إلى واشنطن مدعيًا تفويضًا شعبيًا واسعًا.
التحرر من الأعراف والقواعد
وخلال سنواته الأربع خارج السلطة، أعاد ترامب بناء الحزب الجمهوري على صورته، وأسّس حركة سياسية بدا أنها تزداد قوة مع كل انتقاد يواجهه، ومن المتوقع أن يبدأ ولايته الثانية متحررًا من العديد من الأعراف السياسية، بعد حملة انتخابية اتسمت بتحدي كل القواعد.
وأضاف التقرير أن ترامب حقق أداءً جيدًا في الولايات المتأرجحة، وكان قريبًا من الفوز بالتصويت الشعبي لأول مرة منذ فوز المرشح الجمهوري جورج دبليو بوش في 2004، كما استعادت حزبه السيطرة على مجلس الشيوخ، وكان قريبًا من الحفاظ على الأغلبية في مجلس النواب.
تحول في المزاج السياسي
وأظهرت النتائج تحولًا في المزاج السياسي في المناطق الزرقاء لصالحه، حيث حسّن ترامب أداءه في أماكن مثل مدينة نيويورك بزيادة ملحوظة، بالإضافة إلى تحسنه في الضواحي، والمناطق الريفية، وحتى المدن الجامعية.
وقد شهدت الانتخابات الرئاسية الحالية منافسة شديدة واستقطابًا غير مسبوق بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، بسبب التقارب الكبير في الأرقام بين الطرفين.
يذكر أن "نيويورك تايمز" اشتهرت بتأييدها المؤثر للمرشحين الرئاسيين، حيث دعمت كامالا هاريس في الحملة الانتخابية، بعد أن كانت قد أيدت جو بايدن في انتخابات 2020.