الحقوقية الكينية إيفي أوجور: صوت النساء في المفاوضات يعزز حقهن في تحديد مصيرهن
الحقوقية الكينية إيفي أوجور: صوت النساء في المفاوضات يعزز حقهن في تحديد مصيرهن
سجلت إيفي أوجور تاريخاً جديداً في كينيا عندما انضمت إلى مكتب المدعي العام كأول امرأة تتولى منصب مستشارة الدولة في عام 1967، ثم أسست أوجور جمعية القاضيات الكينيات، وركزت على تعزيز حقوق النساء في النظام القضائي، حيث أصدر القضاء الكيني أحكاماً بارزة تعالج القضايا الدستورية والانتخابية والحقوق المدنية.
وفي مقابلة أجرتها معها هيئة الأمم المتحدة للمرأة نشرت السبت، أشارت الحقوقية أوجور إلى أن اهتمامها بقضايا حقوق النساء بدأ منذ عام 1975 عندما كانت قاضية في محكمة كينيا العليا.
قالت أوجور: "كان عالم النساء مختلفاً تماماً، حيث كانت الحقوق متأخرة بشكل كبير".
وفي المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين عام 1996، شهدت أوجور زيادة ملحوظة في عدد القاضيات والمحاميات في إفريقيا، ولكن مع ذلك، استمرت النساء القاضيات في مواجهة أعباء إضافية تتعلق بحقوق النساء.
وأكدت: “لم نحقق كل ما نريده، حيث ما زالت النساء في العديد من البلدان يعانين من انتهاكات لحقوقهن الأساسية”.
ضرورة مشاركة النساء
طالبت أوجور بأن تمثل النساء 30% على الأقل من الوفود في كل بعثة سلام، مع طموح لزيادة هذه النسبة إلى 50%، وشددت على أهمية دور النساء الوسيطات في المجتمع المحلي، قائلة: "إذا كانت هناك مشكلة في المياه، غالباً ما تكون النساء هن من يتفاوضن".
أبدت قلقها من عدم تواجد النساء على طاولات المفاوضات التي تُتخذ فيها القرارات النهائية، وذكرت أن غياب النساء عن هذه العملية يعني أن قضاياهن تبقى غير معالجَة، مما يزيد من معاناتهن.
حقوق النساء في النزاعات
رأت أوجور أن وجود النساء في طاولات المفاوضات يضمن طرح قضايا حقوق النساء، مثل السلامة والعودة الآمنة إلى الوطن، وسلطت الضوء على تجارب النساء العائدات من النزاعات، اللاتي قد يتعرضن لتمييز أو استغلال بسبب خلفياتهن، مؤكدة أن هذه المسائل تتطلب من المفاوضين أن يكونوا أكثر حساسية تجاه القضايا الجندرية.
السلام شرط أساسي للتنمية
وصفت أوجور السلام بأنه القضية الأكثر أهمية، قائلة: "حيث لا يوجد سلام، لا يحدث شيء من التنمية"، وأكدت أن عدم الاستقرار يعوق التقدم في مجالات التعليم والصحة، قائلة “لا يمكنك التفكير في التعليم بينما تعيش في حالة من عدم اليقين”، لذا، اعتبرت إدخال الشباب والشابات في حركات بناء السلام ضرورياً لضمان مستقبل يعكس احتياجات جميع الأفراد، بما في ذلك النساء.
التعاون عبر الحدود
أكدت أوجور أن النساء يسعين لتحقيق السلام بدلاً من الحرب، وذكرت أنه: "قبل أسبوع، اجتمعت نساء من جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، لم يتحدثن عن الحرب، بل عن كيفية مطالبة حكوماتهن بالسلام"، ما يبرز أهمية التعاون بين النساء في مناطق النزاع، مثل غزة وأوكرانيا، حيث تتشابه معاناتهن واحتياجاتهن.
وتؤمن أوجور بأن مشاركة النساء في عمليات بناء السلام وحل النزاعات ليست مجرد مسألة تمثيل، بل هي ضرورة لحماية حقوق النساء وتحقيق العدالة.
واختتمت أوجور حديثها لهيئة الأمم المتحدة للمرأة قائلة: "عندما تتواجد النساء في طاولة المفاوضات، سيكون هناك من يهتم بقضاياهن وحقوقهن، مما يسهم في بناء عالم أكثر عدالة وسلاماً".