«أطباء بلا حدود»: نصف الأطفال المصابين بالسل حول العالم «بلا علاج»
«أطباء بلا حدود»: نصف الأطفال المصابين بالسل حول العالم «بلا علاج»
كشف تقرير حديث صادر عن منظمة أطباء بلا حدود (MSF) عن تقصير عالمي في رعاية الأطفال المصابين بالسل، حيث لا يتلقى سوى نصفهم التشخيص والعلاج المناسبين.
وأظهر التقرير الذي نشره موقع “ريليف ويب” التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اليوم السبت، تحت عنوان "التكتيك: افحص، تجنب، عالج السل لدى الأطفال"، تأخر العديد من الدول في اعتماد توصيات منظمة الصحة العالمية (WHO) ضمن سياساتها الوطنية، مما يعمّق فجوة العلاج.
تزايد معدلات الإصابة
سجلت منظمة الصحة العالمية إصابة نحو 1.25 مليون طفل ومراهق سنويًا بالسل، إلا أن نصف هذا العدد فقط يحصل على الرعاية اللازمة، ورغم تحديث منظمة الصحة العالمية لتوصياتها عام 2022 لتحسين التشخيص والعلاج، لم تنفذ معظم الدول هذه التوصيات، خاصة في البلدان التي تواجه أعباء كبيرة بسبب المرض.
وأبرز التقرير فجوات في سياسات التشخيص، حيث أظهرت البيانات أن 5 فقط من أصل 14 دولة شملها التحليل قامت بتعديل توجيهاتها لبدء علاج السل بناءً على الأعراض الواضحة لدى الأطفال، حتى في حالة غياب الأدلة البكتريولوجية، والأخطر أن 4 فقط من هذه الدول وفرت الموارد لتطبيق هذه التوجيهات.
خوارزميات علاجية
أوصت المنظمة باستخدام خوارزميات علاجية تعتمد على الأعراض السريرية، إلى جانب تبني نظم علاجية قصيرة تعتمد على الأدوية الفموية، والتي تسهم في الوقاية والعلاج على نحو أكثر فاعلية.
ورغم ذلك، تواجه البلدان تحديات بيروقراطية ومالية تعيق توفير أدوية مخصصة للأطفال، مما يضطرهم لتناول أدوية غير ملائمة، مع تعريضهم لمخاطر كبيرة مثل الآثار الجانبية وفشل العلاج.
وذكرت "أطباء بلا حدود"، أن تطبيق توصيات منظمة الصحة العالمية أدى إلى نتائج ملموسة في بعض المناطق مثل منطقة بومبالي في سيراليون، حيث ازداد عدد الأطفال الذين تم تشخيصهم وعلاجهم، كما لوحظ انخفاض كبير في معدلات الوفيات بعد اعتماد السياسات المحدثة، مما يعزز أهمية تعميمها عالميًا.
دعوات للإصلاح
دعت منظمة أطباء بلا حدود الدول إلى تحديث سياساتها الوطنية بما يتماشى مع التوصيات الدولية، وتخصيص موارد كافية لتطبيق هذه السياسات، كما طالبت المانحين والمنظمات الصحية الدولية بدعم مالي وتقني لتسريع الإصلاحات وضمان الوصول الفوري للأطفال المحتاجين إلى العلاج.
وأشار التقرير، إلى أن السل يبقى أحد أبرز التحديات الصحية التي تهدد حياة الأطفال، ورغم توفر حلول طبية فعالة، فإن التأخر في تطبيقها يزيد من معاناة الأطفال، ولذا يجب على الحكومات والمنظمات الدولية اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان أن أي طفل لن يموت بسبب مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه.