بعد فرار 10 أعوام.. نازحون في شمال العراق يعيدون بناء حياتهم من جديد
بعد فرار 10 أعوام.. نازحون في شمال العراق يعيدون بناء حياتهم من جديد
فرّ معاذ فاضل من قريته في شمال العراق إبّان سيطرة تنظيم داعش الإرهابي عليها، ليعود إليها بعد عشر سنوات من النزوح بدعم من الحكومة العراقية، لكنه واجه واقعا صعبا يفرض عليه تحدي إعادة بناء حياته من جديد.
قرى بلا بُنية تحتية
تكثّف الحكومة العراقية جهودها لإغلاق 20 مخيماً في إقليم كردستان، الذي يستضيف أكثر من 115 ألف نازح، وفق بيانات الأمم المتحدة، إلا أن العديد من القرى، مثل قرية حسن شامي التي عاد إليها فاضل، تفتقر إلى أبسط مقومات البنية التحتية، بما في ذلك المياه والكهرباء بحسب وكالة فرانس برس.
في هذه القرية، يروي فاضل، الأب لثمانية أطفال، كيف بكى من الفرح عند عودته مع عائلته في أغسطس الماضي، لكنه يواجه الآن صعوبة كبيرة في العيش، مضيفا: "المياه تأتينا بالصهاريج، وليست لدينا كهرباء"، مشيراً إلى أن عائلته تقيم في منزل استعاره من صديق.
مشهد الدمار حاضر
وسط المنازل التي سوّيت بالأرض وأخرى قيد إعادة البناء، يحاول سكان القرية استعادة حياتهم، لا تزال الطرق غير مهيأة بشكل كامل، في حين يضطر الأطفال لمتابعة دراستهم في مدرسة داخل المخيم القريب، ويقول فاضل: "أنا ولدت هنا، وكذلك أبي وأمي، لدينا ذكريات حلوة هنا"، لكنه يعاني من البطالة ويعتمد على دخل محدود من عمل أحد أبنائه في قطاع البناء.
تقدّم الحكومة منحة مالية قيمتها أربعة ملايين دينار (نحو ثلاثة آلاف دولار) لكل عائلة عائدة، لكن هذه المبالغ لا تكفي لإعادة بناء المنازل وتلبية احتياجات العيش.
مخاوف أمنية تعيق العودة
تشترط السلطات حصول النازحين على موافقات أمنية قبل عودتهم إلى مناطقهم، مما يزيد من صعوبة العودة لبعض العائلات، في مخيم حسن شام شرق الموصل، يعيش رشيد، الذي كان معتقلاً سابقاً بتهمة الإرهاب، لكنه يخشى العودة بسبب احتمال محاكمته مجدداً، قائلا: "إذا خرجت من المخيم، قد يُحكم عليّ بالسجن 20 عاماً ولن يكون لدي مستقبل".
ويشدد مدير حملات المناصرة في المجلس النرويجي للاجئين، إمرول إسلام، على ضرورة توفير الخدمات الأساسية مثل المدارس والمستشفيات والطرق والأسواق لدعم النازحين العائدين، يحذر من أن غياب البنية التحتية قد يدفع العائلات للعودة إلى المخيمات.
أمل وسط التحديات
رغم هذه الصعوبات، تمكنت بعض العائلات من تجاوز المحنة، ومن بينهم وفاء، التي عادت إلى قريتها بعد مغادرة مخيم الخازر، حيث بدأت مع أسرتها في تنظيف منزلهم المتضرر وبنائه بأبسط الإمكانات، تقول وفاء وهي تمسح دموعها: "حياتي تغيّرت للأفضل، وأصبح لدي أمل كل صباح بأن لديّ حياة جديدة".