بين المطالبة بالحقوق والخوف من المجهول.. هل تحقق الطوائف السورية حلم العدالة والتسامح؟
بين المطالبة بالحقوق والخوف من المجهول.. هل تحقق الطوائف السورية حلم العدالة والتسامح؟
في حي المزة 86 بدمشق، الذي تقطنه غالبية من أبناء الطائفة العلوية، يجسد الحي صورة من صور معاناة الأفراد الذين عايشوا سنوات الحكم السابق في سوريا على الرغم من وجود نقطة تفتيش تديرها هيئة تحرير الشام، لا يبدو أن وجودها يثير قلقًا بالغًا لدى العديد من سكان الحي، الذين يعبرون عن معاناتهم بصراحة.
نقلت شبكة "بي بي سي" في تقرير لها الاثنين بعض الآراء لمنتسبي الطوائف حيث نقلت عن محمد شاهين، طالب الصيدلة البالغ من العمر 26 عامًا، قوله: "لم يكن العلويون جميعهم أغنياء، فغالبيتنا كنا نعيش في فقر"، مؤكدة أن هذا الواقع يعكس صورًا من الحياة التي عاشها المجتمع العلوي حيث عانى الكثيرون من تهميش اقتصادي.
ويحمل بعض سكان الحي مشاعر مختلطة من الغضب والفقد حيث يروي أحدهم: الوضع في المزة 86 ليس مفاجئًا، حيث يواجه سكانه تحديات متعلقة بالسلامة الشخصية، ورغم أن العديد من العلويين يرفضون التحدث عن مخاوفهم، يوضح طاهر شاهين، عامل البناء، أن الذين لم يتورطوا في الجرائم بسوريا ليس لديهم ما يخشونه.
المسيحيون يبحثون عن الأمان
في حي دمشق المسيحي، يعبر بعض الأفراد عن قلقهم من المستقبل في ظل التحولات التي تشهدها سوريا بعد سقوط الأسد، حيث يعبر المحامي المسيحي يوسف صباغ عن أمله في أن يكون التوجه الجديد في البلاد أكثر عدلاً وتسامحًا، قائلًا: "نريد لسوريا أن تكون وطنًا للجميع، بعيدًا عن الصراعات الطائفية"، ورغم شعور البعض بالأمل، يظل هناك من يتساءل: هل ستبقى سوريا كما هي، بمثابة وطن يجمع جميع طوائفه؟
الدروز يطالبون بحقوقهم
في السويداء، حيث يعيش أغلب سكانها من الطائفة الدرزية، تظل الاحتجاجات مستمرة، ورغم أن السويداء كانت تتمتع بحكم شبه مستقل تحت حكم الأسد، فإن الدروز اليوم يطالبون بحقوقهم وسط الظروف السياسية المتغيرة، وتقول الناشطة وجيهة الحجار: "نحن نواجه تحديات حقيقية، سنبقى في الساحة ونطالب بحقوقنا مهما كانت الظروف"، وبحسب الشبكة هذه الرسالة تبرز رغبتهم في حياة أفضل، بعيدًا عن القمع والتمييز.
آمال في غد أفضل
تعيش مختلف الطوائف السورية تحت وطأة ظروف قاسية ومعقدة، خاصة بعد الصراع الذي عاشته البلاد على مدى أكثر من ثلاثة عشر عاماً، ورغم التحولات السياسية التي تشهدها سوريا، تظل التحديات الكبرى قائمة أمام سكانها، مع بقاء الأمل ضعيفًا في بعض الأحيان، يتطلع السوريون إلى غدٍ بعيد عن العنف والتفرقة، غدٍ يحقق فيه الجميع حقوقهم ويعيشون بسلام دون خوف.