اليوم العالمي للطفل 2024.. مواجهة التحديات الرقمية لحماية الأطفال في عصر الإنترنت
اليوم العالمي للطفل 2024.. مواجهة التحديات الرقمية لحماية الأطفال في عصر الإنترنت
يحتفل العالم في 20 نوفمبر من كل عام بـاليوم العالمي للطفل، وهو يوم يهدف إلى تعزيز الوعي بحقوق الأطفال وتحقيق رفاههم في جميع أنحاء العالم.
الوعي بحقوق الأطفال
تم تأسيس هذا اليوم في عام 1954 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك ليكون مناسبة عالمية لإذكاء الوعي بحقوق الأطفال، وتحقيق التنمية والعدالة لهم في جميع المجتمعات.
وتأتي هذه المناسبة تزامنًا مع الذكرى السنوية لاعتماد اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل في 20 نوفمبر 1989، وهي الاتفاقية الدولية التي تعد حجر الزاوية في تعزيز حقوق الأطفال.
وتشمل الاتفاقية مجموعة من الحقوق التي تضمن للأطفال حماية من الاستغلال، وتوفير التعليم، والرعاية الصحية، والحماية من العنف، وقد سعت الأمم المتحدة منذ نشوء هذا اليوم إلى تعزيز هذه الحقوق في جميع أنحاء العالم، خاصة في المناطق التي يعاني فيها الأطفال من صراعات أو فقر مدقع.
موضوع اليوم العالمي للطفل 2024
تحت شعار "حقوق الطفل في عصر التكنولوجيا"، يركز اليوم العالمي للطفل في عام 2024 على كيفية تأثير التطور التكنولوجي المتسارع على حقوق الأطفال، خاصة في ما يتعلق بالتعليم، والحماية من الاستغلال الرقمي، والنمو النفسي والاجتماعي في بيئة متصلة بالإنترنت بشكل متزايد.
أصبح الأطفال في عصر الرقمنة جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الرقمي، حيث يتعرضون يوميًا لمحتوى رقمي عبر الإنترنت قد يكون إيجابيًا أو ضارًا، يشمل هذا التأثير مناهج التعليم عن بُعد، والألعاب الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءًا رئيسيًا من حياتهم اليومية.
تحديات عصر التكنولوجيا
مع ازدياد استخدام الأطفال للتكنولوجيا في حياتهم اليومية، تزايدت المخاطر المرتبطة بذلك، من بين هذه المخاطر:
الاستغلال الرقمي: يعاني العديد من الأطفال من التعرض للمحتوى غير المناسب أو الاستغلال عبر الإنترنت، بما في ذلك التنمر الإلكتروني والتعرض للمحتوى العنيف أو الإباحي.
الفجوة الرقمية: على الرغم من الفوائد التي تقدمها التكنولوجيا، فإنّ هناك فجوة كبيرة بين الأطفال الذين يملكون الوصول إلى الإنترنت والمحتوى الرقمي، وأولئك الذين لا يمتلكون هذه الفرص بسبب الفقر أو نقص البنية التحتية.
التأثير النفسي: لا تقتصر المخاطر على التأثيرات النفسية التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال بسبب الاستخدام المفرط للإنترنت، مثل القلق والاكتئاب، بل تتعدى ذلك إلى تقليل التواصل الاجتماعي المباشر.
الاستجابة العالمية
تسعى مؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، وحكومات الدول تسعى إلى مواجهة هذه التحديات، فمن جانبها، تواصل الأمم المتحدة تعزيز القوانين والسياسات التي تضمن حماية الأطفال في الفضاء الرقمي، وفي هذا السياق، تصدرت المبادرات التي تستهدف تقنين استخدام التكنولوجيا من أجل ضمان بيئة آمنة للأطفال على الإنترنت.
في هذا الإطار، صرح أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في إحدى مناسبات اليوم العالمي للطفل، قائلاً: “إننا في عالم يتغير بسرعة، ويجب علينا ضمان أن حقوق الأطفال في الفضاء الرقمي محمية بنفس القدر الذي نحرص فيه على حقوقهم في العالم الواقعي".
خطوات للحد من المخاطر
لتوفير الحماية للأطفال في عالم التكنولوجيا، هناك مجموعة من المبادرات التي يجب اتخاذها على مستوى العالم:
تعليم مهارات الرقمنة للأطفال: يمكن للأطفال اكتساب الوعي بكيفية استخدام التكنولوجيا بشكل آمن من خلال البرامج التعليمية التي تركز على التوعية بالمخاطر الرقمية وتعلم كيفية التعامل مع المحتوى الضار.
تعزيز التشريعات لحماية الأطفال: من الضروري أن تكون هناك قوانين منسقة عالميًا تضمن حماية الأطفال على الإنترنت، مثل قوانين الخصوصية وحقوق الأطفال.
دور الأهل في التوجيه: على الآباء والمربين أن يكونوا أكثر وعيًا بالتكنولوجيا التي يستخدمها أطفالهم، ومراقبة الأنشطة الرقمية لضمان بيئة آمنة.
التعاون مع شركات التكنولوجيا: يجب أن تتحمل الشركات الكبرى المسؤولية في تأمين بيئة رقمية آمنة للأطفال، وذلك من خلال أدوات الرقابة الأبوية، والسياسات الأمنية، والمحتوى الموجه للأطفال.
وفي النهاية، يعد اليوم العالمي للطفل 2024 مناسبة حيوية لتسليط الضوء على الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في حياة الأطفال، وما يترتب عليها من تحديات وفرص، وتتطلب حماية حقوق الأطفال في هذا العصر الرقمي تعاونًا دوليًا واسعًا بين الحكومات، والمجتمع المدني، والشركات، وكذلك الأفراد، فلا يمكن لأحد أن يبقى متفرجًا في مواجهة التأثيرات السلبية للتكنولوجيا على الأطفال، الجميع مطالب بحماية الأطفال وضمان تمتعهم بحقوقهم في عالم رقمي آمن ومنصف.