اليوم الدولي للطفل.. البراءة تدفع فاتورة الفقر والنزوح والنزاعات المسلحة
يحتفل به في 20 نوفمبر من كل عام
بأدخنة البارود وزفرات الموت، يتألم ضمير البشرية جراء مشاهد الضحايا من الأطفال في قطاع غزة، إذ يأتي اليوم العالمي هذا العام وسط نكبة كبرى تحل بالأطفال.
ويحيي العالم “اليوم الدولي للطفل” في 20 نوفمبر من كل عام، بهدف تعزيز الترابط الدولي وإنماء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم.
ومنذ عام 1990 تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للطفل بوصفه الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة لإعلان حقوق الطفل وللاتفاقية المتعلقة بها.
وتحدد الاتفاقية، وهي المعاهدة الدولية التي صُدق عليها كإحدى اتفاقيات حقوق الإنسان، عددا من حقوق الطفل، ومنها حقوق الحياة والصحة والتعليم واللعب، وكذلك الحق في حياة أسرية، والحماية من العنف، وعدم التمييز، والاستماع لآرائهم.
وتنص الاتفاقية على ضرورة توفر مجموعة من المعايير العالمية التي يجب أن تلتزم بها جميع البلدان، بما في ذلك مبدأ عدم التمييز، ومصالح الطفل كاعتبار أساسي في جميع الإجراءات المتعلقة بالأطفال، وحق الطفل في التعبير عن آرائه بحرية.
وتدعو الاتفاقية الحكومات في جميع البلدان لمواصلة الجهود لبناء بيئة مناسبة لمعيشة للأطفال في العالم من خلال الحوار والأفعال الإيجابية.
وتقيم جميع البلدان يوما عالميا للطفل، من خلال احتفالات بالتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال والعمل من أجل تعزيز رفاه الأطفال في العالم.
ويمكن للأمهات والآباء والعاملين في مجالات التعليم والطب والإعلام والقيادات المجتمعية، فضلا عن الشباب وكذلك الأطفال أنفسهم، أن يضطلعوا بأدوار مهمة لربط يوم الطفل العالمي بمجتمعاتهم وأممهم.
معاناة الأطفال
وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" إن حقوق الطفل هي من حقوق الإنسان، لكنها تتعرض اليوم للهجوم في العديد من مناطق العالم.
تقول "يونيسف"، إن الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يواجهون ارتفاعا في مواجهة أعمال العنف، إذ قتل آلاف الأطفال خلال عامي 2022 و2023 بسبب النزاعات والعنف في العديد من دول المنطقة.
وتوضح المنظمة الأممية أن الأطفال في المنطقة لا يزالون يعانون من الآثار المدمرة للنزاعات التي طال أمدها والعنف المجتمعي والذخائر المتفجرة ومخلفات الحرب، والاضطرابات السياسية والاجتماعية الموجودة في العديد من الدول، بما في ذلك العراق وليبيا والسودان وسوريا واليمن وفي النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وبخصوص الأوضاع في قطاع غزة، قالت أديل خضر المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إن "قتل وتشويه الأطفال واختطافهم، والهجمات على المستشفيات والمدارس، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، تشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال".
وناشدت اليونيسف بشكل عاجل جميع الأطراف الاتفاق على وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية والسماح بوصول المساعدات، وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وأعربت المنظمة عن أسفها لاستمرار أن يدفع الأطفال ثمنا باهظا للعنف خلال النزاعات، وشددت على ضرورة التزام الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الطفل بحماية الأطفال في حالات النزاع والعنف وضمان حقهم في الحياة وحرية التعبير.
مخاوف الكوليرا
وحذّرت منظمات دولية مرارا من تفشي الكوليرا في بعض دول المنطقة مثل سوريا ولبنان، وتزايد خطر انتشارها إلى بلدان أخرى، ما يهدد حياة الأطفال في منطقة الشرق الأوسط.
واعتبر مراقبون أن عدم استجابة هذه الدول للوقاية من المرض واحتوائه، خاصة أنها تعاني من مستوى عالٍ من حالات الإسهال المائي، قد يعرضها لخطر تفشي الكوليرا فيها.
ويعزز انتشار الأمراض في البلدان الأشد تضرراً، ضعف أنظمة المياه والصرف الصحي، وسوء إدارة المياه، وزيادة الفقر، وتغير المناخ، والنزاعات، وجميع تلك العوامل تجعل المياه الصالحة للشرب أكثر ندرة للأسر وأطفالها.
وتعاني مخيمات اللاجئين في سوريا ولبنان أزمة الانقطاع المتكرر للمياه ومحدوديتها في مخيمات أخرى، ما يخلف أزمات إنسانية حادة فاقمت معاناة النازحين، لا سيما بين الأطفال، مسببة أمراضاً جلدية معدية، في ظل غياب استجابة المنظمات الإنسانية، بالتزامن مع ارتفاع الإصابات بالكوليرا في أوساط النازحين.
وخلال العام الحالي، شهدت أكثر من 26 دولة تفشيّا لمرض الكوليرا، كان آخرها سوريا ولبنان واليمن، وسط أزمات اقتصادية كبرى تحدّ من قدرات هذه الدول على مواجهة الخطر.
ويرتفع خطر الإصابة بالكوليرا، في حالات الفقر، والحرب، والكوارث الطبيعية، وفي مخيمات اللجوء، والأماكن المزدحمة التي تفتقر إلى وجود مرافق الصرف الصحي المناسبة.