قيود عدة وأساليب مبتكرة.. أفغانيات يلجأن إلى المشروعات الصغيرة هرباً من الفقر
قيود عدة وأساليب مبتكرة.. أفغانيات يلجأن إلى المشروعات الصغيرة هرباً من الفقر
دفعت الظروف الصعبة والقيود المفروضة على النساء في أفغانستان منذ عودة طالبان إلى السلطة العديد من الأفغانيات إلى البحث عن سبل مبتكرة لكسب العيش، من خلال إطلاق مشروعات صغيرة لمواجهة الفقر ودعم أسرهن.
اتجهت زينب فيروزي إلى إنشاء مصنع صغير للسجاد في مدينة هرات، مستثمرة مبلغ 20 ألف أفغاني (300 دولار) من مدخراتها، وفق وكالة "فرانس برس".
يوفر المصنع فرص عمل لـ15 امرأة ممن فقدن وظائفهن بسبب القيود المفروضة على دراسة الفتيات وعمل النساء في الخدمة العامة.
من جهتها، أسست توبا زاهد مشروعًا منزليًا لإنتاج المربيات والمخللات، مستغلة قبو منزلها بعد منعها من إكمال دراستها الجامعية. تهدف توبا إلى تمكين النساء العاملات معها، وتوفير دخل يساعدهن على مواجهة الظروف القاسية.
عقبات اجتماعية واقتصادية
على الرغم من زيادة عدد الشركات الصغيرة التي تديرها النساء، فإنهن يواجهن صعوبات كبيرة في الحصول على الإمدادات والتنقل بحرية بسبب القوانين التي تمنعهن من السفر دون مرافق ذكر "محرم".
وأشارت رئيسة غرفة التجارة النسائية في كابول، فاريبا نوري، إلى أن العثور على محرم أصبح تحديًا كبيرًا، خاصة في بلد يعاني من تبعات أربعة عقود من الحرب.
رغم التحديات، شهدت غرفة التجارة والصناعة النسائية في أفغانستان ارتفاعًا كبيرًا في عدد المشاريع المسجلة، حيث قفز العدد من 600 شركة كبيرة عام 2021 إلى 10 آلاف شركة صغيرة ومتوسطة بحلول 2024، معظمها تديرها نساء من منازلهن.
قصص نجاح رغم الصعاب
نجحت خديجة محمدي، التي فقدت وظيفتها كمدرّسة، في إطلاق علامتها التجارية "خديجة"، وتوظيف أكثر من 200 امرأة في خياطة الملابس ونسج السجاد.
تقول خديجة: "أشعر بالفخر كلما ساعدت امرأة أخرى على أن تصبح مستقلة".
في بدخشان، افتتحت زهرة غونش مطعمًا مخصصًا للنساء، سعيًا لتوفير مساحة استرخاء تتيح لهن قضاء الوقت بحرية، وهي خطوة واجهت مقاومة من عائلتها قبل أن تلقى دعم والدها.
تغيير إيجابي رغم الألم
في مصنع السجاد، وجدت سمية أحمدي، التي حرمت من التعليم، ملاذًا يخفف من إحباطها النفسي.
تقول سمية: "كنت أشعر بالغضب وأنا في المنزل، أما الآن فأشعر بالراحة من خلال عملي، واختفت اضطراباتي النفسية".
تسعى سمية من خلال دخلها إلى تأمين تعليم شقيقيها، وتضيف: "بما أنني محرومة من الدراسة، أريد أن أعمل ليكملا هما دراستهما ويحققا شيئًا في حياتهما".
تعكس هذه المشروعات الصغيرة صمود المرأة الأفغانية وقدرتها على التكيف مع الأوضاع الصعبة، متحدية القيود المفروضة عليها في ظل نظام يقلل من مشاركتها الاقتصادية والاجتماعية.