الصوت العربي لخرائط «جوجل» لـ«جسور بوست»: الصوت أداة لا غنى عنها للتعبير عن القضايا الحقوقية

شدّد وائل حبّال، الصوت العربي لخرائط "جوجل" وسفير فنون وعلوم الصوت في المنطقة العربية، على الدور الحقوقي والاجتماعي للصوت في تمكين المرأة وتعزيز التأثير المجتمعي. 

وأشار جبّال، في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، على هامش منتدى المرأة العالمي، إلى أن الصوت يُعتبر من الأدوات القوية التي تساهم في بناء مجتمعات سليمة وتعزيز التواصل بين الأفراد. 

وقال إن الصوت ليس مجرد وسيلة تواصل، بل هو مرآة الروح التي تنقل الأحاسيس الحقيقية وتعبر عن عمق التجارب الإنسانية، حتى في أصعب اللحظات".

أهمية الصوت في تمكين المرأة

أوضح حبّال، الذي يدير مركزًا متخصصًا في علوم وتدريب الصوت في دبي، أن العمل على تطوير الأصوات النسائية يمثل أحد المحاور الأساسية لنشاطه. 

وأكد أن المرأة العربية تمتلك إمكانيات صوتية هائلة، لكن تمكينها في هذا المجال يحتاج إلى جهود منظمة لتسليط الضوء على قدراتها. 

وتابع: "نحن نعمل على تعزيز قوة تأثير الصوت النسائي لأن المرأة بطبيعتها تحمل في صوتها مزيجًا من العاطفة والذكاء العاطفي، وهو ما يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في المجتمعات".

وأشار إلى أن الصوت يُعد أداة لا غنى عنها للتعبير عن القضايا الحقوقية والاجتماعية، وهو ما يمكن أن يُستخدم في مناطق النزاع والفقر لتحفيز التغيير والتواصل الإنساني الفعّال. 

وأضاف: "حتى الجنين في بطن أمه يتأثر بصوتها، فالصوت يحمل طاقة قادرة على بناء الروابط وكسر الحواجز".

الذكاء الاصطناعي والروح البشرية

انتقد حبّال محدودية الذكاء الاصطناعي في محاكاة المشاعر البشرية، مؤكدًا أن الأصوات الاصطناعية تعتمد على بيانات مجمعة لا تمتلك روحًا أو صدقًا. 

وتساءل، قائلاً: "أين روح الصوت؟ أين العاطفة التي تنقلها الكلمات؟ الذكاء الاصطناعي لن يتمكن أبدًا من استبدال هذه الجوانب الإنسانية التي تجعل الصوت فريدًا".

وأكد أن الأصوات البشرية، بخاصة في العالم العربي، لا تزال تلعب دورًا جوهريًا في مجالات مثل الإعلانات، والوثائقيات، وأعمال الدبلجة. 

وعلى الرغم من أن العالم الغربي سبق العرب بمراحل في تطوير صناعات الصوت الاحترافية، أشار حبّال إلى وجود نحو 400-500 معلق صوتي محترف في العالم العربي يسعون للنهوض بهذا المجال.

تجربة نجاح عالمية

أعرب وائل حبّال عن فخره بفوزه بجائزة "Voice Arts Awards" في نيويورك، معتبرًا ذلك إنجازًا عالميًا يعكس تميّز الأصوات العربية. 

وأشار إلى تجربته مع "جوجل ماب"، حيث وصفها بأنها كانت نقطة تحول، وقال: "عندما بدأ استخدام خرائط جوجل باللغة العربية كان النطاق ضيقًا، لكن اليوم أصبح صوتي جزءًا من يوميات الملايين، أحيانًا أتلقى دعوات بالخير عبر السوشيال ميديا من أشخاص أساعدهم في الوصول إلى وجهاتهم، وأحيانًا تصلني شكاوى طريفة عندما يخطئ أحدهم الطريق".

رسالة أمل وإلهام

واختتم حبّال حديثه برسالة تحفيزية لكل من يملك موهبة صوتية، قائلاً: "طالما لديك إنترنت وميكروفون في بيتك، لا تتردد في أن تبدأ، صوتك يحمل رسالة قد تغيّر العالم، درّبه، حمّله الصدق، وتعلّم كيف تقرأ المحتوى بالشكل الصحيح، وستجد نفسك على الطريق السليم".

بهذه الكلمات، يجسد وائل حبّال الدور الريادي للصوت في إحداث التغيير الإنساني والاجتماعي، داعيًا إلى تمكين المرأة وتطوير المواهب الصوتية في العالم العربي للنهوض بهذه المهنة الواعدة.

منتدى المرأة العالمي

واختتمت فعاليات منتدى المرأة العالمي- دبي 2024، الذي نظمته مؤسسة دبي للمرأة، والذي استمر ليومين، أمس الأربعاء.

وجمع المنتدى نخبة من الشخصيات المؤثرة عالميًا في مجالات الفن والإبداع والإعلام والمحاماة، تحت شعار "قوة التأثير"، بمشاركة أكثر من 3000 شخص من 65 دولة.

وشهد المنتدى في نسخته الثالثة أكثر من 130 جلسة نقاشية وورشة عمل على مدار يومين، بمشاركة أكثر من 250 متحدثًا من القادة والمسؤولين وصنّاع القرار، إضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية ونخبة من الشباب ورائدات الأعمال.