مشاركون من 10 دول إفريقية يتلقون تدريباً على «الدفن الآمن» أثناء الأوبئة

مشاركون من 10 دول إفريقية يتلقون تدريباً على «الدفن الآمن» أثناء الأوبئة
تدريب على «الدفن الآمن» أثناء الأوبئة

استضافت العاصمة السنغالية داكار، ورشة العمل الأولى على مستوى المنطقة حول "الدفن الآمن" في خطوة هامة لتعزيز الصحة العامة الإقليمية، حيث جمع التدريب 30 مشاركًا من 10 دول إفريقية، ونظمته منظمة الصحة العالمية (WHO) عبر مركز الطوارئ الإقليمي في داكار.

ووفقا لبيان نشرته "الصحة العالمية"، أمس الجمعة، يهدف التدريب إلى تعزيز القدرات المحلية والإقليمية في إدارة الطوارئ الصحية، لا سيما في سياق تفشي الأمراض المعدية مثل الحمى النزفية (إيبولا)، ومن خلال هذه المبادرة، تسعى المنظمة إلى إنقاذ الأرواح وحفظ كرامة المجتمعات المتضررة في وقت الأزمات الصحية.

التفشيات السابقة للإيبولا

ناقش المشاركون في الورشة دروس التفشيات السابقة للإيبولا، لا سيما تفشي 2014، والذي أظهر أن نحو 60% من الإصابات الجديدة كانت نتيجة ممارسات الدفن غير الآمنة.

وقال منسق الطوارئ الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في داكار، الدكتور ثيرنو بالدي: "هذا التدريب يضمن عدم تكرار ما حدث في الماضي، فهو يركز على حماية الأرواح مع احترام التقاليد الثقافية الخاصة بالدفن"، وأضاف أن الورشة هي جزء من جهد أوسع لتوفير استجابة صحية تتماشى مع المعايير الثقافية التي تتبعها المجتمعات المحلية في حالة الأوبئة.

تدريب ميداني

وخاض المشاركون تدريبات عملية تناولت كيفية ارتداء وخلع معدات الوقاية الشخصية (PPE) بشكل صحيح، بالإضافة إلى تقنيات الدفن الآمن والمشرف. 

وقال قائد فريق اللوجستيات الصحية في منظمة الصحة العالمية، كمال آيت-إخلف: "الدفن الآمن ليس مجرد مهمة تقنية، إنه أمر عاطفي وثقافي.. عندما يتم بشكل صحيح، يبني الثقة بين العاملين الصحيين والمجتمعات".

وأشار إلى أن هذه الثقة هي جزء أساسي من العمل الذي يساهم في تقليل خطر انتشار الأمراض المعدية.

دور التواصل المجتمعي

عُقدت أيضًا مناقشات حول الأبعاد الثقافية والعاطفية لتقنيات الدفن الآمن، وقد أدار هذه المناقشات خبراء ثقافيون وقادة مجتمعيون.

وأشار أحد المشاركين من سيراليون إلى أهمية إشراك المجتمعات المحلية في التعامل مع الأزمات الصحية قائلاً: “لقد فتح هذا التدريب عيني على أهمية فهم المعتقدات الثقافية عند إدارة الأوبئة.. نحن لا نتعامل مع أزمة صحية فقط، بل مع قيم وممارسات عميقة الجذور”.

نقل المعرفة للمجتمعات المحلية

بنهاية التدريب، أصبح المشاركون ليس فقط أكثر مهارة في التعامل مع إجراءات الدفن الآمن، بل أصبحوا جزءًا من شبكة متنامية من المدربين القادرين على نقل هذه المعرفة إلى مجتمعاتهم.

وقال المسؤول الإقليمي لدعم العمليات واللوجستيات، زين الدين قادة: "هذا التدريب يمنح المشاركين الأدوات اللازمة لنقل المهارات الفنية المتعلقة بالدفن الآمن إلى فرق أخرى في وزارات الصحة بالدول المشاركة".

وأشار إلى أن المدربين الجدد سيتولون تدريب الزملاء الآخرين ونقل هذه المعرفة إلى مختلف الأقسام الفنية في وزارات الصحة.

التأثير الإيجابي

عبّر أحد كبار المسؤولين الطبيين من وزارة الصحة في أوغندا عن تأثير التدريب قائلًا: "كان هذا التدريب في الوقت المناسب، وأصبحت الآن جاهزًا لتدريب الزملاء في بلدي على الدفن الآمن والمشرف.. سيكون لهذا أثر إيجابي كبير على استعدادنا للتعامل مع التفشيات المستقبلية".

وأضاف أن أوغندا قد شهدت تفشيات سابقة لفيروس الإيبولا، وكان آخرها في 2022، ما يجعل الجاهزية لمواجهة مثل هذه الأوبئة أمرًا بالغ الأهمية.

يعد مثل هذا الحدث خطوة محورية في تعزيز الجاهزية الإقليمية لإفريقيا لمواجهة الأوبئة من خلال مركز الطوارئ في داكار، حيث أكد الدكتور بالدي أن "هذه البداية فقط"، قائلا: "نحن نعمل على بناء أنظمة مرنة وتمكين الأفراد ليصبحوا وكلاء للتغيير في مجتمعاتهم".

وخلص إلى أن ورشة العمل تسلط الضوء على أهمية تحويل التحديات إلى فرص لبناء قدرات أكبر لمواجهة الأزمات الصحية المستقبلية في المنطقة.

تعزز الاستجابة للأوبئة

تُسهم الجهود التي يبذلها المدربون المشاركون في تعزيز الاستجابة لأوبئة الحمى النزفية في جميع أنحاء إفريقيا، ومن خلال الالتزام بتطبيق المعايير الصحية المحلية والعالمية، يبقى الهدف الأساسي هو ضمان أن تظل سلامة الأفراد وكرامتهم في صدارة استجابة الصحة العامة في مواجهة هذه التحديات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية