«نيويورك تايمز»: ترامب يهاجم اتفاق الإنفاق ويزيد من احتمالية إغلاق الحكومة
«نيويورك تايمز»: ترامب يهاجم اتفاق الإنفاق ويزيد من احتمالية إغلاق الحكومة
أدان الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، اتفاق الإنفاق الذي تم التوصل إليه بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي والذي يهدف إلى تجنب إغلاق الحكومة الفيدرالية، حيث وصفه بأنه غير مقبول، وذلك بعد أن حذر رجل الأعمال إيلون ماسك، الجمهوريين من دعم الاتفاق، مما زاد من تعقيد الوضع السياسي داخل الحزب.
وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأربعاء، إن ذلك أثر بشكل كبير على التوازن داخل الكونغرس، وأدى إلى تدهور دعم الاتفاق بين المشرعين الجمهوريين، الذين بدؤوا في التحفظ على مشروع القانون الذي كان من المفترض أن يمر.
وأصدر ترامب بيانًا شديد اللهجة، حيث أطلق حملة هجوم على مشروع القانون الذي كان يحتوي على مخصصات مالية ضخمة ومساعدات بقيمة 100 مليار دولار، بالإضافة إلى العديد من السياسات غير المتعلقة بمسائل الإنفاق الفيدرالي، وبدلاً من أن يكون مشروع قانون لتمويل الحكومة مؤقتًا، كما كان مخططًا له، تم تحويله إلى حزمة من السياسات التي كانت تهدف إلى الحصول على دعم من كلا الحزبين، مما أثار غضب العديد من أعضاء الحزب الجمهوري.
وأكد ترامب في بيانه، أن الجمهوريين يجب أن يعارضوا مشروع القانون الذي يعتبره بمثابة تمويل غير مسؤول سيؤدي إلى رفع الدين الوطني بشكل غير مقبول.
حشد إيلون ماسك للجمهوريين
وفقا للصحيفة قبل أن يدخل ترامب على خط الهجوم، بدأ إيلون ماسك، الملياردير الشهير والمقرب من الرئيس المنتخب، حملة واسعة ضد مشروع القانون، وقضى ماسك يومًا كاملاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشر تحذيرات للجمهوريين بعدم دعم الحزمة، مشيرًا إلى أن أي عضو في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ يدعم المشروع يستحق أن يُصوَّت ضده في الانتخابات القادمة.
ونشر ماسك منشورات حذر فيها من العواقب السياسية المدمرة لأي جمهوري يدعم مشروع القانون، مما زاد من تعقيد الموقف السياسي وأدى إلى تراجع دعم العديد من الأعضاء الجمهوريين.
تحديات تمرير مشروع القانون
في ظل المعارضة الواسعة التي واجهها الاتفاق، اضطر رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، إلى البحث عن حلول بديلة لتمرير المشروع، وكان جونسون قد تحدث مع العديد من الأعضاء الجمهوريين، بمن فيهم إيلون ماسك، الذي كان قد أثار ضجة كبيرة في صفوف الحزب، ومع ذلك، فإن محاولاته للحصول على دعم الجمهوريين لم تكن سهلة، حيث كانت الحزمة مليئة بالعديد من السياسات التي يعتبرها الجمهوريون غير ضرورية، كما أنها تتضمن مساعدات مالية ضخمة لم تكن جزءًا من الجهود الأصلية لتمويل الحكومة.
وأكد جونسون أنه لم يكن موافقًا على كل جوانب الإنفاق، لكنه كان يعتقد أنه من الضروري المضي قدمًا في تمرير الاتفاق لتجنب إغلاق الحكومة.
رفع سقف الدين
وأكد ترامب في بيانه ضرورة أن يتم رفع سقف الدين الفيدرالي في نفس وقت تمرير مشروع قانون الإنفاق، مشيرًا إلى أن الجمهوريين يجب أن يوافقوا على زيادة سقف الدين كجزء من الاتفاق.
وأوضح أن رفع سقف الدين كان أمرًا ضروريًا لمنع حدوث أزمة اقتصادية كبيرة في المستقبل، لكنه أصر على أن هذا يجب أن يتم في فترة رئاسة الرئيس جو بايدن، حيث كانت تلك الفرصة الوحيدة التي يمكن فيها رفع سقف الدين دون تحمل الجمهوريين مسؤولية ذلك في وقت لاحق.
وأدى هذا الموقف إلى تعقيد المسألة، حيث كان هناك انقسام بين الجمهوريين حول كيفية التعامل مع قضية رفع سقف الدين، وهو ما جعل الموقف السياسي أكثر تعقيدًا.
اقتراب الموعد النهائي
ومع اقتراب الموعد النهائي لإقرار الاتفاق، كان من الواضح أن موقف الجمهوريين داخل الكونغرس أصبح أكثر صعوبة، كان مشروع القانون يواجه معارضة شديدة من قبل الأعضاء اليمينيين داخل الحزب، وكذلك من قبل العديد من المحافظين الذين اعتبروا أن حجم الإنفاق في الاتفاق كان مبالغًا فيه.
في المقابل، كان الديمقراطيون، الذين كانوا يؤيدون المشروع في البداية، يرون أن الجمهوريين كانوا يتحملون المسؤولية عن تعقيد الوضع، حيث قال الزعيم الديمقراطي في مجلس النواب، هاكيم جيفريز، إن الجمهوريين قد قرروا بشكل أحادي إلغاء اتفاق ثنائي تم التوصل إليه، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى إغلاق الحكومة.
مستقبل مجهول للاتفاق
في ظل هذه المعركة الشديدة بين الجمهوريين أنفسهم، كان من غير الواضح كيف سيتطور الوضع، وكانت هناك تكهنات بأن جونسون قد يضطر إلى الاعتماد على أصوات الديمقراطيين مرة أخرى لتمرير مشروع القانون، وهو ما كان سيعني في النهاية أن الحزب الجمهوري سيتعين عليه التنازل عن بعض من مواقفه، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع السياسي.
وفي الوقت نفسه، كانت هناك مخاوف من أن فشل مشروع القانون في اجتياز العقبات البرلمانية قد يؤدي إلى إغلاق الحكومة الفيدرالية، مما قد يسبب اضطرابات اقتصادية واجتماعية في البلاد.
ترامب يصر على موقفه
أعاد ترامب التأكيد على موقفه الذي يقول إن زيادة سقف الدين أمر ضروري، ولكنه في نفس الوقت يعتبر أنه يجب أن يتم ذلك في ظل رئاسة بايدن، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان للمضي قدمًا في اتخاذ هذا القرار الصعب دون تأجيله أكثر.
وأضاف أنه إذا تمت الموافقة على تمديد التمويل دون رفع سقف الدين، فإن أي جمهوري يدعم هذا الإجراء سيكون في مواجهة تحديات سياسية كبيرة في المستقبل.