نازحون أوكرانيون يحاولون نسيان مأساتهم في احتفالات عيد الميلاد

نازحون أوكرانيون يحاولون نسيان مأساتهم في احتفالات عيد الميلاد
احتفالات عيد الميلاد

نظمت آنا هولوبتسوفا احتفالاً غنائيًا في كييف، خلال قداس عيد الميلاد المجيد، في محاولة لإعطاء الأمل للمشردين من باخموت، المدينة التي دمرتها الحرب بعد غزو القوات الروسية. 

وخلال الاحتفال، عبّرت هولوبتسوفا عن إصرارها على الأمل في عودة عائلتها إلى المدينة المدمرة رغم الوضع الصعب، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

كانت آخر مرة ظهرت فيها هولوبتسوفا في أكتوبر 2022، عندما كانت بجوار منزل جيرانها المحترق بسبب القصف. 

في تلك اللحظة، كانت المدينة لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية، لكن سقطت بعدها بأيدٍ روسية في مايو 2023 بعد معركة دموية استمرت عدة شهور.

دمار مستمر

على الرغم من مرور أكثر من عامين على الحرب، لا تزال هولوبتسوفا ترفض الاستسلام لأملها في رؤية باخموت تحت العلم الأوكراني. 

تقول: "قد أكون حالمة، لكنني سأظل أقول إن عائلتي ستكون من أوائل الذين يعودون إلى باخموت ويعيدون بناءها"، لكن هذا الحلم يبدو بعيد المنال مع التراجع المستمر للجيش الأوكراني في معظم جبهات القتال، بينما تواصل روسيا تقدمها. 

ومع قرب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي وعد بإنهاء الحرب سريعًا، تتزايد المخاوف من إمكانية أن تضطر أوكرانيا للتنازل عن الأراضي المحتلة.

حياة النازحين

في وسط كييف، تجمع نحو 100 نازح من باخموت للحصول على بعض الطعام في احتفالية تخللتها ورش عمل للأطفال وزينة عيد الميلاد. 

نظمت الفعالية إدارة باخموت المنفية، حيث غنت هولوبتسوفا وسط الحضور المتأثر، بينما اختتم الحفل بعرض أوركسترا عسكرية مع الأطفال. 

وقالت ناتاليا زيزيافا (63 عامًا)، إحدى النازحات: "هذه الأنشطة تبعدنا قليلاً عن واقعنا وتساعدنا على البقاء صامدين". 

وأضافت أن جارتها قُتلت بالرصاص بينما كانت في طريقها إلى حظيرة الدجاج، في حين دفن آخرون في حدائقهم.

رغبة في التسوية

مرت سنوات من الحرب، ومئات الآلاف من الأوكرانيين شردوا من ديارهم، بينما تبقى ملامح مدينة باخموت منقوشة في ذاكرة كل من عاش فيها قبل الحرب. 

يقول سكان المدينة إنهم لا يستطيعون التفكير في العودة بعد التدمير الكامل الذي لحق بكل شيء. أولينا روديك، موسيقية متقاعدة، تتذكر كيف كانت المدينة مغطاة بالأزهار والمتنزهات، ولكن الآن أصبح من المستحيل تخيل العودة.

في سياق الحرب المستمرة، أظهرت استطلاعات الرأي تغيرًا في الموقف الشعبي الأوكراني، حيث أصبح 53.2% من الأوكرانيين يدعمون القتال من أجل استعادة الأراضي التي تحتلها روسيا، انخفاضًا من 76.2% في عام 2023. 

وفي المقابل، يعرب 46% عن استعدادهم للتخلي عن مناطق مثل دونباس وشبه جزيرة القرم لتحقيق السلام.

أمل مستمر رغم المعاناة

على الرغم من الأوضاع القاسية، ترفض هولوبتسوفا الاستسلام وتؤمن بأن الأحلام هي ما يبقي الإنسان على قيد الحياة، حيث تقول: "لذلك احلموا، تحلوا بالأمل، انتظروا وكل شيء سيتحقق".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية