«جمعية حكومية»: نقص مقدمي الرعاية يهدد مستقبل آلاف الأطفال في بريطانيا
«جمعية حكومية»: نقص مقدمي الرعاية يهدد مستقبل آلاف الأطفال في بريطانيا
حذّرت جمعية بارناردو الخيرية للأطفال من أزمة متفاقمة في نظام الرعاية في بريطانيا، حيث تتراجع أعداد مقدمي الرعاية البديلة وسط ارتفاع في أعداد الأطفال المحتاجين إلى دور الرعاية، لافتة إلى أن هذا التراجع يعود إلى تأثيرات جائحة كورونا وأزمة تكاليف المعيشة، إضافة إلى تغيرات في أنماط الحياة الأسرية.
استطلاع يكشف التحديات
وفق تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الثلاثاء، أظهرت نتائج استطلاع رأي شمل أكثر من 4000 شخص بالغ أن 73% من البريطانيين قلقون من نقص مقدمي الرعاية، بينما أعرب 7% فقط من غير مقدمي الرعاية الحاليين عن استعدادهم للنظر في رعاية طفل خلال العقد المقبل، واعتبر 82% ممن تزيد أعمارهم على 55 عامًا أنهم "كبار السن" للقيام بهذا الدور، رغم أن هذا العمر يُعد متوسط أعمار مقدمي الرعاية في الجمعية.
في المقابل، أشار أكثر من ثلث الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عامًا إلى أن لديهم بالفعل أطفالًا أو يرغبون في أطفال بيولوجيين، فيما أبدى 15% قلقهم من التكاليف و19% اعتبروا أن مساكنهم غير ملائمة.
قالت بريندا فاريل، مديرة الرعاية والتبني في مؤسسة بارناردو: "نحن نواجه أزمة حقيقية في الرعاية، حيث ينتظر آلاف الأطفال منازل آمنة وسعيدة"، وأكدت أن النقص في الأسر الحاضنة يعني أن الأطفال قد يُوضعون في بيئات غير مناسبة لاحتياجاتهم، ما يعرضهم لاضطرابات مستمرة.
دعوات لتحرك حكومي عاجل
طالبت الجمعية الحكومة بإطلاق حملة وطنية لتجنيد المزيد من الأسر الحاضنة ومعالجة الأسباب الجذرية لارتفاع أعداد الأطفال في نظام الرعاية، من خلال زيادة الاستثمار في دعم الأسر قبل الوصول إلى مراحل الأزمة.
كما دعت البروفيسورة ساريا تشيروفاليل كونتراكتور، من جامعة كوفنتري، إلى القيام بحملات توعية، مؤكدة أن الأطفال يشعرون بالاستقرار أكثر عند وضعهم مع أسر تعكس هوياتهم الثقافية.
إحصاءات مقلقة
تشير الإحصاءات إلى وجود أكثر من 400 ألف طفل في نظام الرعاية في إنجلترا، بزيادة 70% في عدد دور الرعاية منذ عام 2014، ورغم ذلك انخفض عدد الأسر الحاضنة المعتمدة بنسبة 7% منذ عام 2019، وتراجعت الطلبات بنسبة 18% عن عام 2018.
وقال متحدث باسم وزارة التعليم إن الحكومة خصصت 15 مليون جنيه إسترليني لتعزيز عدد الأسر الحاضنة في العام المقبل، بهدف توفير مئات من أماكن الرعاية الجديدة، ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن الحل يتطلب استثمارًا أكبر في دعم العاملين الاجتماعيين وتوفير بيئة مناسبة للأطفال والأسر على حد سواء.
وفي ظل تزايد الأعباء على العاملين الاجتماعيين وأماكن الإقامة المدفوعة بالربح، تتزايد المطالب بضرورة إعادة تركيز نظام الرعاية لتقديم دعم محلي مناسب قائم على احتياجات الأطفال بدلاً من متطلبات السوق.