ترحيب باختيار نواف سلام رئيس محكمة العدل الدولية رئيساً لحكومة لبنان
ترحيب باختيار نواف سلام رئيس محكمة العدل الدولية رئيساً لحكومة لبنان
أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية مساء الإثنين تسمية رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام، لتشكيل الحكومة بعدما أيده 85 نائبا من إجمالي 128، في الاستشارات النيابية.
وقال المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير في بيان، إن رئيس الجمهورية جوزاف عون "استدعى القاضي نواف سلام لتكليفه بتشكيل الحكومة، علما أنه موجود حاليا خارج البلاد ومن المقرر أن يعود الثلاثاء".
وأعربت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان ساندرا دو وال الاثنين عن أملها في تشكيل حكومة جديدة في لبنان "سريعا" من أجل إطلاق إصلاحات "ملحة"، بعيد تسمية القاضي نواف سلام لتشكيلها.
وقالت دو وال في منشور على منصة إكس "من المشجع أن نرى الأمور تسير قدما في لبنان. ونأمل في أن يتم تشكيل حكومة سريعا لإطلاق الإصلاحات الملحة وإعادة إحياء مؤسسات الدولة لصالح جميع اللبنانيين".
ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين بقرار الرئيس اللبناني جوزاف عون تعيين نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدولية، رئيسا للوزراء.
وكتب ماكرون على منصة "إكس" أن "الأمل بالتغيير يكبر" متمنيا له "التوفيق في تشكيل حكومة لخدمة الشعب اللبناني بكافة أطيافه".
وحصل سلام في الاستشارات النيابية التي أجراها رئيس الجمهورية على تأييد 84 نائبا من إجمالي 128 يشكّلون أعضاء البرلمان.
ويجمع سلام البالغ 71 عاما والذي انتخب العام الماضي رئيسا لمحكمة العدل الدولية، بين خبرات سياسية وحقوقية ودبلوماسية تخطّت نطاق البلد المتوسطي الصغير، وينظر اليه على أنه لا ينتمي الى الطبقة التقليدية الحاكمة في لبنان المتهمة بالفساد وبتغليب منطق المحاصصة على بناء الدولة.
إلا ان سلام ليس غريبا على السياسة، فهو يتحدّر من عائلة بيروتية عريقة تعاطت الشأن السياسي منذ بداية القرن الماضي. وكان مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك بين تموز/يوليو 2007 حتى نهاية 2017.
وأجمع على دعمه لتشكيل الحكومة نواب المعارضة والنواب التغييريون الذين وصلوا الى مجلس النواب في العام 2022 إثر حراك شعبي واسع ضد الطبقة السياسية.
وكان عون تعهد الخميس في خطاب القسم "بدء مرحلة جديدة" في لبنان بعيدا عن منطق المحسوبيات والمحاصصة. وقال "إذا أردنا أن نبني وطنا فعلينا أن نكون جميعا تحت سقف القانون والقضاء"، مضيفا "لا صيف ولا شتاء تحت سقف واحد بعد الآن. ولا مافيات أو بؤر أمنية ولا تهريب أو تبييض أموال أو تجارة مخدرات..ولا حمايات أو محسوبيات ولا حصانات لفاسد أو مجرم أو مرتكب".
ويعود سلام الثلاثاء الى بيروت، وفق رئاسة الجمهورية، آتيا من لاهاي، على أن يلتقي رئيسي الجمهورية والبرلمان فور وصوله. ويتوقع أن يتوجه إثر ذلك بكلمة الى اللبنانيين.
وامتنع نواب حزب الله وحليفته حركة أمل عن التصويت لأي مرشح، ما يعني أن سلام سيبدأ مهامه من دون أن يحظى بدعم نواب الطائفة الشيعية في بلد نظامه السياسي طائفي بامتياز.
ويأمل داعمو سلام، وخصوصا القوى السياسية المناوئة لحزب الله، أن يشكّل وصوله الى رئاسة الحكومة فرصة لإحداث تغيير في أداء المؤسسات الرسمية وطي صفحة تحكّم فيها حزب الله بالحياة السياسية.