«الإيكونوميست»: ارتفاع عدد المشردين في إنجلترا بنسبة 26% خلال 5 سنوات

354 ألف شخص بلا مأوى

«الإيكونوميست»: ارتفاع عدد المشردين في إنجلترا بنسبة 26% خلال 5 سنوات
مُشردون في إنجلترا

سجلت إنجلترا زيادة كبيرة في عدد المشردين بنسبة 26% خلال السنوات الخمس الماضية، في ظاهرة باتت تجسد تحديًا كبيرًا، حيث تبرز مدينة مانشستر كحالة دراسية تسلط الضوء على صعوبة مواجهة هذه الأزمة، وفقًا لبيانات منظمة "شيلتر" الخيرية.

وذكرت مجلة "الإيكونوميست" في تقرير لها، الاثنين، أن "آرون"، البالغ من العمر 34 عامًا، عانى من يوم قاسٍ وسط أجواء ضبابية في وسط مدينة مانشستر أواخر ديسمبر.. في السابعة مساءً، وقف آرون في الشارع، حيث كانت درجات الحرارة بالكاد تتجاوز الصفر، بدا واضحًا من أسنانه المتآكلة وأصابعه المتسخة أنه قضى 3 سنوات متقطعة ينام فيها على الأرصفة.

وحاول "آرون" جمع 17 جنيهًا إسترلينيًا لدفع تكاليف الإقامة في نُزل ليلي، ولكنه واجه خطر قضاء الليل في أحد المداخل.

ويمثل آرون واحدًا من حوالي 9 آلاف شخص في إنجلترا يتوقع أن يقضوا الشتاء دون مأوى دافئ أو حماية، وعلى الرغم من أن النوم في الشوارع يشكل جزءًا صغيرًا من أزمة التشرد، فإنه الأكثر وضوحًا.

وتتفاقم المشكلة بوجود أكثر من 354 ألف شخص في إنجلترا بلا مأوى، مع ارتفاع عددهم بنسبة 26% خلال 5 سنوات.

جهود حكومية لمواجهة الأزمة

أطلقت حكومة حزب العمال، التي تولت السلطة منذ يوليو الماضي، وعودًا طموحة بإنهاء التشرد بشكل دائم، في ديسمبر، رفعت الحكومة ميزانيات السلطات المحلية بنسبة 28% لمعالجة المشكلة في العام المالي المقبل.

وفي مانشستر، جعل العمدة آندي بيرنهام تقليص ظاهرة التشرد محور جهوده منذ توليه منصبه في 2017.

وشهدت المدينة بعض التقدم، حيث انخفض عدد المشردين الذين ينامون في الشوارع في منطقة مانشستر الكبرى بنسبة 24% خلال عام، ليصل إلى 112 شخصًا مقارنة بـ148 شخصًا في العام السابق.

وعزا عمدة سالفورد والمسؤول عن ملف التشرد، بول دينيت، هذا النجاح إلى مبادرة "سرير لكل ليلة"، التي توفر 550 سريرًا يوميًا بتكلفة سنوية تبلغ 5.5 مليون جنيه إسترليني.

التحديات المرتبطة بالهجرة

ساهمت الهجرة، وخاصة عبر نظام اللجوء، في تعقيد جهود التصدي للتشرد، حيث حكى "أنول"، وهو شاب سوداني يبلغ من العمر 29 عامًا ويعيش في خيمة بالقرب من مبنى بلدية مانشستر، أنه حصل على حق اللجوء بعد 18 شهرًا من وصوله إلى بريطانيا، لكن، بحلول ديسمبر، طُلب منه مغادرة السكن الذي وفرته وزارة الداخلية خلال 28 يومًا.

واستجابت الوزارة للضغوط بتمديد فترة الإخلاء إلى 56 يومًا كبرنامج تجريبي حتى يونيو، لكن تسريع إجراءات اللجوء لتقليل تكاليف السكن الحكومي أدى إلى ضغط إضافي على موارد الإسكان المحلية، حيث دعمت المجالس 22 ألف لاجئ جديد في العام الماضي.

تأثير سوق الإسكان

تفاقمت المشكلة بسبب الأوضاع غير المستقرة في سوق الإسكان، حيث ارتفع عدد العائلات التي تعيش في مساكن مؤقتة إلى 123 ألف عائلة، بزيادة 43% خلال 5 سنوات، وتعكس هذه الزيادة بشكل رئيسي فقدان العديد من الأسر منازلهم المستأجرة بعد انتهاء عقود الإيجار.

وعدت الحكومة بإلغاء عمليات الإخلاء دون سبب قانوني، لكنها لم تتمكن من منع أصحاب العقارات من بيع ممتلكاتهم.

وبدأت مانشستر تنفيذ ميثاق جديد "للملاك الجيدين"، بهدف تقليل عمليات الإخلاء غير المبررة.

تكاليف باهظة وصعوبات اجتماعية

واجه "بوبي"، وهو عامل بناء سابق يبلغ من العمر 50 عامًا، صعوبات كبيرة بعد وفاة والدته التي كان يعيش معها في منزل صغير تابع لجمعية إسكانية، انتهى به الأمر في الشوارع بعد طرده من المنزل.

ولا تكفي المساعدات التي يحصل عليها لتأمين سكن دائم، كما أن محدودية سقف إعانات الإسكان لا تتماشى مع الإيجارات المرتفعة.

واعتمدت السلطات المحلية في مانشستر خطة لبناء 10 آلاف وحدة سكنية اجتماعية بتكلفة معقولة بحلول عام 2028، كما أعلنت الحكومة عن خطة لبناء 1.5 مليون منزل جديد خلال هذه الدورة البرلمانية، لكنها لم تحدد نصيب الإسكان الاجتماعي منها.

وتبقى الحلول طويلة الأجل مرهونة بتخفيض تكاليف السكن، وهي مهمة تتطلب سنوات من الجهد، كما أكدت ديبورا غارفي من منظمة "شيلتر"، التي أشارت إلى أن "أبواب السكن اللائق ما تزال موصدة أمام العديد من المشردين في إنجلترا".




ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية