«التلفزيون السويدي»: التمييز العنصري يدفع سكان غرينلاند نحو الانضمام إلى الولايات المتحدة

«التلفزيون السويدي»: التمييز العنصري يدفع سكان غرينلاند نحو الانضمام إلى الولايات المتحدة
سكان غرينلاند- أرشيف

سلّط تقرير للتلفزيون السويدي (STV) الضوء على احتمالية تفكير سكان غرينلاند بالانضمام إلى الولايات المتحدة، مدفوعين بمعاناتهم من التمييز العنصري في الدنمارك، وهو ما أثارته تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وابنه.

التمييز ضد سكان غرينلاند 

وأوضح المركز السويدي للمعلومات، اليوم الأربعاء، أن التقرير أشار إلى أن أربعة من كل خمسة من سكان غرينلاند يشعرون بالتهميش داخل الدنمارك، حيث يتم التعامل معهم كمواطنين من الدرجة الثانية بسبب أصولهم وثقافتهم المختلفة، وهذا ما أكدته الطالبة الغرينلاندية هانا ناجاياجا أولسن، التي كشفت عن تعرضها شخصياً لمواقف عنصرية مثل التهكم والابتعاد عنها بسبب أصولها.

وصرح دونالد ترامب خلال زيارته لغرينلاند بأن "الدنماركيين يعاملون الغرينلانديين كمواطنين من الدرجة الثانية"، وهو ما لقي تأييداً من سكان محليين، ورغم اعتراف الحكومة الدنماركية بوجود المشكلة، ومحاولتها معالجة التمييز بتخصيص ميزانية إضافية لدعم الغرينلانديين، إلا أن السكان يشعرون بالتشاؤم حيال إمكانية حدوث تغيير ملموس.

بديل محتمل

ينظر سكان غرينلاند إلى الولايات المتحدة كبديل محتمل، خاصة أنها تتميز بتنوعها الثقافي والعرقي مقارنة بالمجتمع الدنماركي، ويستشهد بعضهم بنموذج سكان ألاسكا، الذين يعيشون كجزء من المجتمع الأمريكي دون تمييز، معتبرين ذلك مثالاً يُحتذى به.

وفقا للتقرير يتجلى التمييز في الدنمارك في اعتقاد الدنماركيين بتفوقهم العرقي، واعتبارهم السكان الغرينلانديين غرباء بسبب ملامحهم التي تختلف عن الطابع الإسكندنافي الشائع، وهذا التمييز يدفع العديد من سكان غرينلاند إلى الإحساس بأن الانضمام إلى الولايات المتحدة قد يمنحهم مزيداً من الاحترام والمساواة.

سكان غرينلاند الأصليون

وينحدر سكان غرينلاند الأصليون، المعروفون بالإسكيمو (Inuit)، من شعوب الإسكيمو-أليوت التي انتقلت إلى القطب الشمالي قبل آلاف السنين، ويبلغ عدد سكان الجزيرة نحو 56 ألف نسمة، وأكثر من 90% منهم من السكان الأصليين. 

يتميزون بثقافة غنية ولغة خاصة تُعرف بالكالاليست (Kalaallisut).

ورغم حصول غرينلاند على حكم ذاتي منذ عام 1979، فإن السياسة الخارجية والدفاع ما زالا تحت السيطرة الدنماركية، هذه الهيمنة تُعمّق الفجوة الثقافية، وتجعل بعض السكان يشعرون بأن الدنماركيين ينظرون إليهم كشعب مختلف.

ويدعم العديد من سكان غرينلاند فكرة الاستقلال الكامل، إلا أن التحديات الاقتصادية والديموغرافية تجعل هذا الخيار صعب التحقيق، وفي المقابل، يرى البعض أن الانضمام إلى الولايات المتحدة قد يكون حلاً أكثر واقعية، خاصة إذا ضمن لهم الحقوق والمساواة التي يفتقدونها في ظل السيطرة الدنماركية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية