سباق أمريكي على الألومنيوم قبيل فرض الرسوم الجمركية
سباق أمريكي على الألومنيوم قبيل فرض الرسوم الجمركية
تسابق مستوردو المعادن في الولايات المتحدة لشراء كميات ضخمة من الألومنيوم قبل فرض الرسوم الجمركية الجديدة التي يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذها في 12 مارس المقبل.
هذا الاندفاع أدى إلى فرض علاوة سعرية إضافية على أسعار المعدن في بورصة لندن للمعادن، ما ساهم في رفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ منتصف عام 2024، وفق صحيفة فاينانشيال تايمز.
وقفزت واردات الألومنيوم الأمريكية إلى أكثر من 580 ألف طن في شهر واحد، وهو أعلى مستوى لها منذ منتصف عام 2022.
وأشارت بيانات وزارة التجارة الأمريكية إلى أن هذه الكمية تتجاوز بنسبة 25% متوسط واردات يناير خلال السنوات الخمس الماضية، في مؤشر واضح على محاولة المستوردين تجنب الرسوم الجمركية الجديدة.
خطط ترامب وتداعياتها المحتملة
يخطط ترامب لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الألومنيوم والصلب، وهي خطوة تهدف إلى مواجهة ما يصفه مسؤولون أمريكيون بـ"الإغراق الأجنبي" الذي يضر بالصناعات المحلية.
وتُظهر الأرقام أن الولايات المتحدة تعتمد على الاستيراد لتلبية نحو 80% من احتياجاتها من الألومنيوم، مما يجعلها عرضة للتأثر بأي زيادات جمركية محتملة.
وقال المستشار السلعي المستقل، جريج ويتبيكر، إن التجار اتجهوا إلى تسريع عمليات الشراء قبل سريان الرسوم الجديدة، موضحًا أن هذه التحركات الاستباقية دفعت السوق إلى تسجيل فائض مؤقت في الإمدادات، مما حفز ارتفاع الأسعار بشكل مفاجئ.
زيادة في واردات الألومنيوم
شهدت كندا، أكبر مورد أجنبي للألومنيوم إلى الولايات المتحدة، زيادة كبيرة في صادراتها، كما سجلت دول مثل الإمارات العربية المتحدة، البحرين، أستراليا، وكوريا الجنوبية ارتفاعًا ملحوظًا في حجم الشحنات المصدرة إلى السوق الأمريكية.
وتعتمد هذه البيانات على رخص الاستيراد الأولية والإحصاءات الرسمية لوزارة التجارة الأمريكية.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة للألومنيوم في بورصة لندن للمعادن إلى أكثر من 2700 دولار للطن هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى منذ منتصف 2024، رغم أنها لا تزال أقل من مستويات الأسعار التي سُجلت في عام 2022.
ارتفاع "علاوة غرب الوسط"
دفع الطلب الأمريكي المتزايد الأسعار المحلية للألومنيوم إلى الارتفاع، خاصة مع وصول "علاوة غرب الوسط" -وهي قيمة مضافة على سعر الصفقات النقدية في بورصة لندن عند تسليم المعدن في الولايات المتحدة- إلى 39 سنتًا للباوند، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2022.
وإذا استمرت سياسات ترامب الجمركية، قد تواجه الشركات الأمريكية ارتفاعًا في تكاليف الإنتاج، خاصة في القطاعات المعتمدة على الألومنيوم مثل صناعة السيارات والإنشاءات.
وفي المقابل، قد يستفيد المنتجون المحليون من هذه السياسات إذا أدت إلى تقليل الاعتماد على الواردات وزيادة الطلب على الألومنيوم المحلي.