بين الخوف والمجهول.. يمنيون يروون معاناتهم خلال القصف الأمريكي على الحوثيين
بين الخوف والمجهول.. يمنيون يروون معاناتهم خلال القصف الأمريكي على الحوثيين
عاش سكان صنعاء وصعدة ليلة مرعبة، ليلة أمس، السبت، بعدما شنت القوات الأمريكية سلسلة من الغارات العنيفة استهدفت مواقع للحوثيين، مخلفة 31 قتيلًا وأكثر من 100 جريح، وفقًا لوزارة الصحة التابعة للجماعة.
لحظات من الذعر
أحمد، وهو أب لطفلتين، يتذكر تلك اللحظة قائلًا: "كنا نتناول وجبة السحور عندما سمعنا انفجارًا هائلًا هز المنزل، حطم النوافذ، وأصابنا بالذعر، رغم سنوات الحرب، لم أسمع انفجارًا بهذه القوة من قبل" بحسب فرانس برس.
مالك، وهو أب لثلاثة أطفال، يصف القصف الذي استهدف حي الجراف شمال صنعاء بأنه كان "مرعبًا بشكل غير طبيعي"، مضيفًا: "للمرة الأولى في حياتي شعرت بهذا الخوف، أطفالي كانوا يصرخون ويبكون بين ذراعي، وأنا أردد الشهادتين تحسبًا للموت".
تصعيد عسكري متواصل
الحرب في اليمن اندلعت عام 2014 عندما سيطر الحوثيون، المدعومون من إيران، على صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد، قبل أن يتدخل تحالف تقوده السعودية لدعم الحكومة الشرعية، ورغم اتفاقات التهدئة، لا تزال المعارك مستمرة، خاصة مع تصاعد الضربات الجوية.
وجاءت الغارات الأمريكية الأخيرة في اليمن بعدما نفذ الحوثيون هجمات متكررة بطائرات مسيرة وصواريخ على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن، مستهدفين، وفق تصريحاتهم، السفن المرتبطة بإسرائيل تضامنًا مع الفلسطينيين.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن القصف هدفه "منع الحوثيين من تهديد الملاحة البحرية"، فيما اعتبرت جماعة الحوثي الهجمات الأمريكية، محاولة لإضعاف موقفها العسكري والسياسي.
"الضحايا دائمًا مدنيون"
الهجمات التي استمرت لساعات استهدفت صنعاء وصعدة ومناطق أخرى، وأسفرت عن سقوط ضحايا بينهم أطفال ونساء، وفق تقارير محلية. وبثت قناة المسيرة لقطات لجرحى بحروق شديدة، في حين امتلأت المستشفيات بالمصابين.
أمل، وهي إحدى سكان صنعاء، تعكس مشاعر الإحباط والخوف قائلة: "شهدنا مئات الغارات من قبل، لكن النتائج واحدة.. القتلى والضحايا دائمًا من المدنيين".
ويشير المحلل اليمني المقيم في الولايات المتحدة، محمد الباشا، إلى أن المناطق المستهدفة تعد مراكز أساسية لكبار قادة الحوثيين، معتبرًا أن "هذه الضربة تدفع بالصراع إلى نقطة اللاعودة"، في مواجهة مباشرة بين الحوثيين والقيادة العسكرية الأمريكية.
وسط هذا التصعيد، يبقى المدنيون هم الخاسر الأكبر، إذ إنهم عالقون بين نيران الغارات الجوية ومخاوف المستقبل المجهول.