منظمة دولية تستنكر اللغة العنصرية لوسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية

منظمة دولية تستنكر اللغة العنصرية لوسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية

 

فتحت المجتمعات الأوروبية أبوابها لاستقبال أكثر من أربعة ملايين لاجئ فروا من الغزو الروسي لأوكرانيا والذي بدأ في 24 فبراير الماضي، وبينما كان التضامن مع الأوكرانيين الفارين من العنف مصدر إلهام، فإن اللغة التي يستخدمها الصحفيون الأمريكيون والأوروبيون المستخدمة لوصف اللاجئين غير الأوروبيين هي سياسة عنصرية لا توسع حماية حقوق الإنسان إلّا لمجموعات معينة من الناس مع استبعاد الآخرين، مما يجعل موت ومعاناة اللاجئين من الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا أكثر توقعًا.

ووفقا لبيان نشرته منظمة حق اللجوء Asylum Access، تعد اللغة العنصرية التي يستخدمها الصحفيون ليست سوى قمة جبل الجليد للتمييز، حيث تظهر تقارير فريق "اليورو ميد مونيتور" وغيره من وكالات حقوق الإنسان أن اللاجئين السود والآسيويين والقادمين من الشرق الأوسط يعاملون بشكل مختلف تمامًا عند وصولهم إلى الحدود في الدول الأوروبية.

وبينما يتلقى اللاجئون الأوكرانيون مساعدة فورية ومعالجة سريعة لعبور الحدود في بولندا، يُطلب من اللاجئين من أصل إفريقي الانتظار ويضطرون أحيانًا إلى استخدام طرق أكثر خطورة للقيام بالرحلة.

وأشارت المنظمة إلى وصف تشارلي داجاتا، أحد كبار مراسلي شبكة (سي بي إس نيوز) للمأساة التي تحدث في أوكرانيا، حين قال: “هذا بلد متحضر وأوروبي.. مدينة لا تتوقع فيها ذلك أو تأمل في حدوثه”.

وحين أجبر الصحفي على الاعتذار، نظرا لرد الفعل العنيف، كشفت الكلمات التي قالها على التلفزيون عن موقف سياسي كامل ارتكبته الولايات المتحدة وأوروبا على مدى عقود تجاه اللاجئين من خلفيات غير أوروبية، وتشير مقارنة داجاتا بين الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا إلى أن الأرواح التي فقدت في سوريا أو العراق أو أفغانستان أقل قيمة بالمقارنة مع الأرواح الأوكرانية.

ولسوء الحظ، لم يكن داجاتا الصحفي الوحيد الذي حاول إجراء مقارنة بين اللاجئين الأوروبيين وغير الأوروبيين، حيث قالت كيلي كوبييلا، التي كانت تتحدث إلى شبكة (إن بي سي نيوز) من بولندا، في مقابلة: "فقط لنقُلها بصراحة، هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء هم مسيحيون أو بيض".

وكان لوسائل الإعلام الفرنسية نصيبها من العنصرية عندما قال معلق فرنسي في BFM: "نحن في مدينة أوروبية ولدينا صاروخ كروز كما لو كنا في العراق أو أفغانستان، هل يمكنك تخيل ذلك؟"

وقال تقرير حق اللجوء Asylum Access، إن هذه التعليقات التي تردد صداها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون هي دليل على السياسات التمييزية التي استغرق صنعها سنوات، وببساطة، عندما تجرد وسائل الإعلام اللاجئين من إنسانيتهم ​​وتصنفهم في مجموعات حسب اللون أو العرق أو العرق أو الدين، يصبح من الأسهل تنفيذ سياسة تمييز ضد الأشخاص بناءً على تلك التصورات.

وأضاف أن تراكم سنوات من اللغة التمييزية التي تستخدمها وسائل الإعلام يجعل معاناة غير الأوروبيين معيارًا والأرواح المفقودة إحصائية تجعل الناس أقل ميلًا لاتخاذ إجراءات عندما يمر هؤلاء البشر بظروف مماثلة.

وتابع: "إن الامتداد من التمييز الإعلامي إلى السياسة الخارجية واضح عندما نقارن المصطلحات التي يستخدمها السياسيون لوصف اللاجئين من الشرق الأوسط بأنهم "غزاة" بالمصطلحات المستخدمة للحديث عن الأوكرانيين مثل "الجيران".

وتلعب الصحافة دورًا كبيرًا في سرد ​​القصة وتشكيل التصورات والمصطلحات التي يستخدمها العالم حول اللاجئين، لذلك، يتحمل المراسلون مسؤولية أن يصبحوا مدافعين عن حقوق الإنسان لجميع اللاجئين والتأكد من أن معاناة الناس يتم إيصالها وانعكاسها على قدم المساواة.

بالإضافة إلى ذلك، يتحمل الصحفيون مسؤولية الإبلاغ عن التمييز الذي قد يشهدونه ضد اللاجئين دون استخدام مصطلحات تقلل من شأنهم كبشر.

ومن خلال تثبيت أخلاقيات إعداد التقارير التي تدور حول حقوق الإنسان والكرامة، ووجود قواعد عدم التسامح مطلقًا مع اللغة التمييزية في وسائل الإعلام، يمكن تجنب الأخطاء التي يرتكبها الصحفيون.

وفي الوقت الحالي، لا يتم التخلي عن اللاجئين غير الأوروبيين فحسب، بل تتم مهاجمتهم من قبل وسائل الإعلام وهناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به الآن وفي المستقبل لمنع مثل هذه اللغة من الانتشار لحماية كرامة الناس أثناء هروبهم من الصراع.

وبحسب المنظمة، في حين أن التضامن الأوروبي والأمريكي مع الأوكرانيين كان ملهمًا، علينا أن نتذكر أن القنابل والصواريخ لا يمكن أن تخبر المرء عن الخلفية وهي مدمرة بذات القدر لحياة الناس والبنية التحتية المدنية والمدن بغض النظر عن الموقع الجغرافي، علينا أيضًا أن نتذكر أن هناك ملايين اللاجئين حول العالم فروا من العنف وبالنسبة لبعضهم، فإن مغادرة أوكرانيا تعني النزوح للمرة الثانية أو الثالثة، ويعتبر اتخاذ قرار مغادرة منزلك وكل ما تعرفه خلفك مؤلمًا بالقدر نفسه لجميع البشر بغض النظر عن سبب فرارهم أو لون بشرتهم أو دينهم أو عرقهم.

وأكد التقرير أنه لذلك، عندما يفر الناس من الحروب والعنف والتحرش الجنسي وأشكال أخرى من الظروف الصعبة، يجب الترحيب بهم على قدم المساواة لأن مخاطر الرحلة التي يقومون بها إلى بر الأمان والجهود التي يبذلونها لبناء حياة جديدة متساوية.

يذكر أن منظمة حق اللجوء Asylum Access، تعمل على حماية حقوق الإنسان للاجئين ولديها إرشادات شاملة حول اللغة التي يمكن استخدامها عند الحديث عن حياة الأشخاص الشخصية ورحلاتهم دون التسبب في أي ضرر.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية