في يوم الطفل الفلسطيني.. دماء ضحايا غزة تفضح جرائم إسرائيل

في يوم الطفل الفلسطيني.. دماء ضحايا غزة تفضح جرائم إسرائيل
أطفال فلسطينيون يبكون لفقدان ذويهم في غزة

 

يُحيي الفلسطينيون، ومعهم أحرار العالم، يوم الطفل الفلسطيني في الخامس من أبريل، وسط مشاهد دامية لا تزال تتكرر في قطاع غزة، حيث تحول الأطفال إلى هدف رئيس في حرب وصفتها منظمات دولية بـ"الإبادة الجماعية".

آلاف الجرائم بحق الأطفال 

اتهمت حركة "حماس" في بيان، اليوم السبت، على حسابها بمنصة “تليغرام” الجيش الإسرائيلي بارتكاب آلاف الجرائم بحق الأطفال الفلسطينيين، عبر استخدامهم دروعًا بشرية، وحرمانهم من التعليم، ومحاولات طمس هويتهم، وأكدت الحركة مواصلة اعتقال الأطفال وتعذيبهم، بما يهدد حياة المئات بالمجاعة والأمراض، وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

طالبت حماس والمنظمات الحقوقية الأمم المتحدة بتجريم إسرائيل وإدراجه في "قائمة العار" للدول المنتهكة لحقوق الأطفال، مؤكدة أن استمرار الإفلات من العقاب يشجع إسرائيل على تصعيد جرائمها، وشددت على أن أطفال فلسطين، رغم المآسي، سيظلون متمسكين بذاكرتهم وهويتهم، رافضين مقولة بن جوريون بأن "الكبار يموتون والصغار ينسون".

أجساد صغيرة في مواجهة آلة الحرب

وتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للعام الثاني على التوالي، مخلفًا آلاف الضحايا من الأطفال، الذين قضى كثير منهم تحت الأنقاض، أو سقطوا برصاص وقنابل لا تفرّق بين مدني ومسلح. ومن نجا منهم، عاش فصولاً من الرعب لا تمحى، بين فقدان الأسرة، ودمار المأوى، وكوابيس القصف التي تطارده في كل لحظة.

وأظهرت بيانات منظمة "اليونيسف" أن العدوان المستمر منذ 534 يومًا، تسبب في استشهاد ما لا يقل عن 17,954 طفلًا، بينهم 274 رضيعًا وُلدوا وماتوا تحت القصف، و876 طفلًا دون العام الأول، فضلًا عن 52 طفلًا فارقوا الحياة بسبب الجوع، و17 آخرين لقوا حتفهم من البرد في خيام النزوح.

فُقدان الأسرة وبداية التشرد

حُرم نحو 17 ألف طفل في قطاع غزة من أحد والديهم أو كليهما، وفقًا لتقديرات حقوقية، ما تركهم عرضة لواقع قاسٍ دون سند أو حماية. يعيش كثيرون منهم الآن في خيام مهترئة أو بين أنقاض المنازل، بلا رعاية اجتماعية أو دعم نفسي، فيما يعاني آخرون اضطرابات نفسية شديدة كالخوف المزمن والاكتئاب والعزلة، وسط مخاوف من ضياع جيل كامل بسبب الحرب.

التعليم هدف مباشر للقصف

استهدفت الغارات الإسرائيلية بشكل ممنهج المؤسسات التعليمية، حيث دُمّرت المدارس والجامعات ورياض الأطفال، وحُرم أكثر من 620 ألف طالب مدرسي و88 ألف طالب جامعي من حقهم في التعليم، كما استشهد ثلاثة من رؤساء الجامعات، وأكثر من 95 أكاديميًا، من بينهم 17 بروفيسورًا، في محاولة واضحة لتفريغ غزة من كوادرها العلمية.

تحولت المدارس إلى مراكز إيواء، وتحولت الخيام إلى صفوف، لكن دون كهرباء أو طعام أو بيئة تعليمية حقيقية، وحذرت مؤسسات تربوية من خسارة الطلبة لسنتين دراسيتين متتاليتين، في وقت يُعد فيه التعليم أحد أعمدة الصمود الفلسطيني، ما يفسر محاولات الاحتلال المتكررة لتقويض دور "الأونروا" التعليمية.

الضفة تحت القصف أيضًا

لم تقتصر معاناة الأطفال على غزة، ففي الضفة الغربية استشهد 188 طفلًا منذ بدء العدوان، وأصيب أكثر من 660 آخرين، في ظل سياسة لا تفرّق بين مدينة أو مخيم، ولا بين طفل ومقاوم.

توثيق يوم الطفل الفلسطيني

جاء اعتماد يوم الطفل الفلسطيني في الخامس من أبريل بموجب قرار أصدره الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 1995، خلال انعقاد مؤتمر الطفل الفلسطيني الأول في مدينة غزة، وجاء القرار في إطار سعي السلطة الفلسطينية لتعزيز حماية الطفولة، وتأكيد التزامها باتفاقية حقوق الطفل الدولية التي وقّعت عليها في العام ذاته.

ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم مناسبة وطنية تخصص لتسليط الضوء على قضايا الطفولة الفلسطينية، ورفع الوعي بالانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال، والدعوة إلى توفير بيئة آمنة تحميهم من العنف والفقر والحرمان، غير أن السنوات الأخيرة، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي، حوّلت هذه المناسبة إلى جرح مفتوح يذكّر العالم بحجم المأساة التي يعيشها أطفال فلسطين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية