«وفا»: تصعيد عسكري إسرائيلي في الضفة الغربية يدخل أسبوعه العاشر

صعّدت القوات الإسرائيلية من عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، حيث تشهد المحافظات الشمالية، خاصة مدينتي جنين وطولكرم، اقتحامات يومية منذ أكثر من عشرة أسابيع. 

ودخلت الحملة العسكرية، الأحد، يومها الـ70 على مدينة طولكرم ومخيمها، واليوم الـ57 على مخيم نور شمس، وفق ما أفادت به وسائل إعلام فلسطينية محلية، وسط انتهاكات مستمرة طالت البنية التحتية والمدنيين على حد سواء، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

ودمرت قوات الجيش الإسرائيلي منازل المدنيين في مخيم طولكرم، وهجرت سكانه قسرًا، محولة المخيم إلى ما يشبه مدينة أشباح، نتيجة الخراب الكبير والانهيار التام للبنية التحتية. 

وشهدت "حارة المنشية" في مخيم نور شمس انتشارًا واسعًا للآليات العسكرية ووحدات المشاة التي نفذت عمليات دهم وتفتيش عنيفة، صاحبتها أصوات انفجارات متكررة منذ ساعات الليل المتأخرة، في مشهد أعاد إلى الأذهان أكثر صور الحصار قسوة في الضفة.

استهداف المدنيين في جنين

في جنين دخلت العملية العسكرية يومها الـ76، حيث واصلت القوات الإسرائيلية عمليات الهدم والحرق، وحولت عددًا من المنازل إلى ثكنات عسكرية. 

وأطلقت القوات صباح اليوم الرصاص الحي باتجاه مجموعة من العمال الفلسطينيين قرب جدار الفصل العنصري شمال غرب المدينة، ما أدى إلى إصابة أحدهم في قدمه. 

وفي محيط حاجز الجلمة، استمرت تدريبات الجيش بالذخيرة الحية بشكل عشوائي، رغم خلو المنطقة من السكان نتيجة التهجير القسري.

عودة جزئية للمدارس

ورغم استمرار التصعيد، عادت المدارس في طولكرم وضواحيها إلى العمل اليوم بعد توقف دام 70 يومًا، في محاولة لإعادة الحياة التعليمية إلى مجراها. 

وأكدت الجهات التربوية أن هذه العودة تمت في ظروف صعبة، وسط محاولات لتأمين بيئة تعليمية آمنة للأطفال، في وقت لا تزال فيه خمس مدارس للبنات مغلقة لأسباب أمنية.

وواصلت قوات الجيش الإسرائيلي خلال الساعات الماضية تنفيذ حملات دهم واقتحام في مناطق عدة بالضفة الغربية، شملت نابلس وقلقيلية والخليل وبيت لحم ورام الله. 

ففي نابلس، اعتقلت القوات المواطن عدنان الكوني ونجله سعد بعد اقتحام منزلهما، بينما داهمت بلدة عزون شرقي قلقيلية وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة، وفي الخليل، اعتُقل الشاب مجاهد ناصر مقبل من مخيم العروب بعد تفتيش منزله.

استهداف ممنهج للمزارعين

وفي بلدة الخضر جنوب بيت لحم، أغلقت القوات طريقًا زراعيًا في منطقة "أم ركبة"، مانعة المزارعين من الوصول إلى أراضيهم. 

وتعرضت قرية أم صفا شمال رام الله لاعتداء جديد من قبل المستوطنين، حيث تم قطع نحو 15 شتلة زيتون حديثة، في استمرار للهجمات التي تستهدف سبل عيش الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وتتزايد المخاوف من تصعيد أوسع في الضفة الغربية في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة مع تواصل الانتهاكات اليومية التي تمس حياة المدنيين الفلسطينيين، وتستهدف منازلهم ومدارسهم وأراضيهم الزراعية. 

وتطالب منظمات حقوقية بضرورة تدخل المجتمع الدولي للجم هذا التصعيد وإنقاذ السكان من مزيد من العنف والانتهاكات.