الأمم المتحدة: خطة الترحيل الباكستانية قد تطول أكثر من 1,6 مليون لاجئ

الأمم المتحدة: خطة الترحيل الباكستانية قد تطول أكثر من 1,6 مليون لاجئ
لاجئون أفغان

قالت المنظمة الدولية للهجرة، إن ما يقارب أربعة آلاف لاجئ أفغاني عبروا الحدود الباكستانية إلى أفغانستان خلال يومي الأحد والاثنين فقط، وهو رقم يفوق المعدلات اليومية التي كانت تُسجل في مارس، والتي لم تتجاوز 77 شخصًا يوميًا.

وأوضحت المنظمة في بيان صدر الثلاثاء، أن المرحلة الجديدة من عمليات الترحيل قد تطول في عام 2025 ما يصل إلى 1,6 مليون لاجئ، بينهم من لا يحمل تصاريح إقامة، ومن يمتلكون تصاريح أُلغيت أخيرًا أو ستنتهي صلاحيتها قريبًا، وفق وكالة "فرانس برس".

وفي السياق، اتهمت حكومة طالبان السلطات الباكستانية بانتهاج أسلوب عنيف ومهين في طرد اللاجئين الأفغان، بعد أن بدأت إسلام أباد المرحلة الثانية من خطتها لترحيل مئات الآلاف من الأفغان، بإلغاء تصاريح إقامتهم.

وأعلنت باكستان في بداية مارس أنها ألغت تصاريح إقامة نحو 800 ألف أفغاني، ضمن خطة تستهدف في مرحلتها الثانية ترحيل من تبقى من اللاجئين غير النظاميين، بعد أن طردت خلال المرحلة الأولى عدداً مماثلاً في عام 2023.

اتفاق إنساني مشترك

طالبت وزارة اللاجئين والعودة في حكومة طالبان، في منشور على منصة "إكس"، بالتوصل إلى اتفاق مشترك يسهل العودة الطوعية والآمنة للأفغان، وعدت "إساءة معاملة الأفغان من قبل دول الجوار أمراً غير مقبول".

وأكدت الوزارة أن اللاجئين يتعرضون للعنف، مشددة على ضرورة السماح لهم بنقل أموالهم وممتلكاتهم الشخصية عند عودتهم، ورفضت استخدامهم كأدوات في صراعات سياسية.

ونقل لاجئون أفغان عبروا الحدود شهادات مؤلمة عن ظروف الترحيل، حيث قال بعضهم إنهم اعتُقلوا مباشرة من منازلهم، ولم يُسمح لهم بأخذ أموالهم أو حاجياتهم.

وقال شاه محمود، وهو لاجئ أفغاني ولد في شمال البلاد، في تصريح بعد عبوره نقطة تورخم الحدودية: "جريمتي الوحيدة أنني أفغاني كنت أحمل أوراقًا رسمية، لكنهم مزقوها أمام عيني".

اتهامات بالإهانة والابتزاز

اتهم نشطاء حقوقيون السلطات الباكستانية باستخدام أساليب تعسفية وعشوائية ضد اللاجئين، وقالت المحامية مونيزا كاكار من مدينة كراتشي إن السلطات "تعتقل اللاجئين بشكل عشوائي ومن دون معايير واضحة"، مضيفة: "لا توجد آلية مناسبة لنقل الأسر، وهناك فوضى شديدة".

وأكدت تقارير حقوقية سابقة تعرض اللاجئين الأفغان لعمليات ابتزاز ومضايقات من قبل قوات الأمن الباكستانية، وسط غياب المراقبة المستقلة.

ورغم هذه التقارير، قالت وزارة الداخلية الباكستانية إنها أصدرت تعليمات صارمة بعدم مضايقة اللاجئين أثناء مغادرتهم البلاد، وتسهيل عودتهم، فإن شهادات اللاجئين تناقض تلك التصريحات.

تشهد العلاقات بين كابول وإسلام أباد توترًا متصاعدًا منذ سيطرة طالبان على السلطة في أغسطس 2021، وهو توتر تفاقم بفعل تصاعد العنف في المناطق الحدودية داخل باكستان، حيث تتهم الأخيرة حركة طالبان بعدم منع تسلل المقاتلين إلى أراضيها.

ملاذًا لملايين اللاجئين

طالما كانت باكستان ملاذًا لملايين اللاجئين الأفغان منذ عقود، وخصوصًا بعد الاحتلال السوفييتي في الثمانينات، ثم خلال حروب طالبان المتتالية.

ووفق بيانات الأمم المتحدة، يعيش حاليًا نحو 3 ملايين أفغاني في باكستان، بينهم 1,3 مليون يحملون تصاريح إقامة صالحة حتى 30 يونيو 2025، فيما لا يملك الآخرون أي وثائق رسمية.

وفي سبتمبر 2023، اندفع مئات الآلاف من اللاجئين للعودة إلى أفغانستان قبيل الموعد النهائي للمرحلة الأولى من حملة الترحيل، بعد عمليات دهم واعتقالات استمرت لأسابيع.

وتخشى منظمات دولية من كارثة إنسانية متجددة، مع استمرار عمليات الترحيل القسري، وسط انهيار اقتصادي وخدماتي في الداخل الأفغاني، وغياب خطة دولية فعالة لإعادة دمج العائدين في المجتمع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية