أفغانستان تتهم باكستان بمعاداة الإسلام بسبب ترحيل اللاجئين قسراً
أفغانستان تتهم باكستان بمعاداة الإسلام بسبب ترحيل اللاجئين قسراً
هاجمت حكومة طالبان في أفغانستان السياسات التي تنتهجها السلطات الباكستانية لترحيل اللاجئين الأفغان قسرًا، ووصفتها بأنها "مناهضة للإسلام" وتنتهك القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية بين الدول الجارة.
وأعرب رئيس الوزراء الأفغاني، القيادي الإسلامي محمد حسن آخند، خلال جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، الاثنين، عن رفض حكومته القاطع لهذه الإجراءات التي وصفها بأنها "لا تليق بتاريخ العلاقات بين شعبي البلدين"، وفق وكالة "نوفوستي" الروسية.
ودعا آخند، في تصريح نقله التلفزيون الرسمي الأفغاني (RTA)، الشعب الباكستاني وقياداته الدينية والسياسية إلى "تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإسلامية" تجاه اللاجئين الأفغان، مشددًا على أن هذه الحملات الترحيلية لا تتماشى مع ما وصفه بـ"الروابط الدينية والثقافية والتاريخية التي جمعت شعبي أفغانستان وباكستان لعقود طويلة".
وأضاف: "مثل هذا التعامل غير الإنساني يضر بكرامة الشعبين ويقوض أي جهود لبناء علاقات ثقة في المستقبل".
تحرك حكومي لتخفيف المعاناة
ووجّه مجلس الوزراء الأفغاني الهيئة العليا لشؤون اللاجئين الأفغان بـ"استخدام كل الموارد الممكنة" لتأمين الاحتياجات الأساسية للعائدين، بما يشمل المأوى المؤقت والمساعدات الغذائية والخدمات الطبية العاجلة، وذلك في ظل التدفقات الكبيرة من العائدين عبر المعابر الحدودية.
وكشف تقرير أسبوعي صادر عن أمانة الهيئة، عن استمرار عودة اللاجئين من باكستان وإيران، وتفاصيل الدعم المقدم لهم، لا سيما ترتيبات إعادتهم إلى مناطق إقامتهم الأصلية.
وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد التوتر بين كابول وإسلام آباد على خلفية ترحيل مئات الآلاف من اللاجئين الأفغان من الأراضي الباكستانية.
وبدأت السلطات الباكستانية، منذ أشهر، تنفيذ حملات موسعة لترحيل من تصفهم بـ"المهاجرين غير النظاميين"، بينهم نساء وأطفال ومقيمون منذ عقود، وهو ما أثار انتقادات حقوقية محلية ودولية، ووصِف بأنه "خرق صارخ لحقوق الإنسان".
مطالبات بحلول إنسانية
وتحاول كابول، رغم الأزمة الاقتصادية الحادة، احتواء الصدمة الإنسانية الناتجة عن هذه العودة القسرية، غير أن المراقبين يرون أن الحل لا يمكن أن يكون أفغانيًا بحتًا، بل يتطلب تدخلًا إقليميًا ودوليًا لضمان معاملة إنسانية للاجئين، بما ينسجم مع القانون الدولي ويأخذ بعين الاعتبار الواقع الأمني والاقتصادي المتدهور في أفغانستان.
يُذكر أن باكستان كانت قد احتضنت ملايين اللاجئين الأفغان منذ اندلاع الحرب السوفيتية في الثمانينيات، واستمر ذلك حتى بعد سيطرة طالبان على السلطة مجددًا في أغسطس 2021، غير أن التدهور في العلاقات الثنائية وتسارع التهديدات الأمنية المتبادلة دفع بالحكومة الباكستانية لتغيير سياستها تجاههم بشكل حاد.