مصرع مهاجر غيني إثر اشتباكات في مخيمات الزيتون جنوب تونس
مصرع مهاجر غيني إثر اشتباكات في مخيمات الزيتون جنوب تونس
لقي مهاجر غيني مصرعه متأثرًا بإصابته في اشتباكات عنيفة اندلعت بين مهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء داخل مخيمات عشوائية في ضيعات الزيتون قرب مدينة صفاقس التونسية، في حادثة تكشف هشاشة الوضع الإنساني داخل تلك التجمعات المترامية.
اندلعت الاشتباكات مساء الثلاثاء، واستمرت حتى الأربعاء، بين مجموعتين من المهاجرين غير النظاميين، إحداهما من غينيا والأخرى من ساحل العاج، وذلك بعد مشادة أعقبت مشاهدة مباراة لكرة القدم، بحسب ما أفاد النائب في البرلمان طارق المهدي، الذي تواجد في الموقع، وفقا لوكالة فرانس برس.
وأكد المهدي أن الاشتباكات بين المهاجرين أسفرت عن عشرات الجرحى جراء استخدام السيوف والأسلحة البيضاء، مشيرًا إلى أن الضحية الغيني أصيب بضربة على الرأس ونزف لعدة ساعات قبل أن يفارق الحياة.
مشاهد صادمة
وثق النائب مقاطع فيديو تُظهر مشاهد دامية من المخيمات، من بينها أحد المصابين وقد قُطعت أذنه ويسيل الدم منها، وآخر يشكو من إصابة خطيرة في البطن.
وظهر المهدي في الفيديو وهو يطلب من الجرحى التوجه للمستشفى لتلقي العلاج، مطمئنًا إياهم بأنهم لن يُسجنوا أو يُرحّلوا، في محاولة لتبديد خوفهم من التواصل مع السلطات.
وأكد المتحدث باسم الحرس الوطني التونسي، حسام الدين الجبابلي، وفاة الشاب الغيني، مشيرًا إلى أن المعتدي –وهو من ساحل العاج– تم توقيفه.
مصير غامض وآمال معلقة
وتأتي هذه الأحداث بعد حملة أمنية واسعة شهدتها المنطقة في الأسبوع الماضي لتفكيك عدد من المخيمات العشوائية للمهاجرين، حيث كان يعيش ما يقارب 20 ألف مهاجر في ظروف قاسية وغير قانونية، وفق السلطات التونسية.
في الأسبوع الماضي، أقدمت القوات الأمنية على حرق خيام وممتلكات شخصية في عدد من المخيمات، ما أدى إلى تفرق المهاجرين وتفاقم أوضاعهم. وبالرغم من هذه التدخلات، لا يزال مصير آلاف المهاجرين غير واضح، وسط غياب حلول دائمة وعادلة.
وأفاد بعض المهاجرين بأنهم يرغبون في العودة إلى بلدانهم، بينما يصر آخرون على المضي قدمًا نحو السواحل الأوروبية رغم المخاطر.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فقد تم تنفيذ 1740 عملية "عودة طوعية" منذ بداية عام 2024، وهو رقم يُتوقع أن يزداد في ظل تدهور الظروف الإنسانية في مناطق تواجد المهاجرين.
تحوّلت المخيمات المنتشرة في ضيعات الزيتون، قرب منطقة العامرة، إلى بؤر إنسانية ملتهبة، وتثير هذه الأوضاع قلقًا واسعًا في تونس وخارجها، حيث تتزايد الأصوات المطالبة بحلول إنسانية عادلة تحفظ كرامة هؤلاء المهاجرين وتضع حدًا لحالة التهميش والتصعيد التي يعيشونها يوميًا.