مفوضية حقوق الإنسان: أوامر الإخلاء الإسرائيلية توازي التهجير القسري
مفوضية حقوق الإنسان: أوامر الإخلاء الإسرائيلية توازي التهجير القسري
اتهمت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي بإصدار أوامر إخلاء متصاعدة، وصفتها بأنها في الواقع أوامر تهجير قسري، دفعت بعشرات آلاف الفلسطينيين في غزة إلى مناطق متقلصة لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة.
وأكدت المتحدثة باسم المفوضية، رافينا شامداساني، في بيان صدر الجمعة، أن القوات الإسرائيلية أصدرت منذ 18 مارس واحدًا وعشرين أمر إخلاء، بإصدار أمر يشمل كامل مدينة رفح تقريباً في 31 مارس، تلته عملية برية واسعة النطاق، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأوضحت أن آلاف العائلات باتت محاصرة في مناطق مثل تل السلطان من دون مخرج أو قدرة على تلقي المساعدات.
أشارت المفوضية إلى أن القانون الدولي يجيز الإخلاء المؤقت للمدنيين في حالات استثنائية، لكنها حذّرت من أن النطاق الواسع لأوامر الإخلاء يثير مخاوف جدية من نية إسرائيل إنشاء منطقة عازلة دائمة، وهو ما يشكل تهجيرًا قسريًا وانتهاكًا صارخًا لاتفاقية جنيف الرابعة، و"جريمة ضد الإنسانية" وفق نظام روما الأساسي.
الصحفيون هدف للقصف
أدانت المفوضية مقتل صحفي وإصابة آخرين نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت خيمة أمام مجمع ناصر الطبي في خان يونس ليل 6-7 أبريل، رغم علم القوات الإسرائيلية بوجود الصحفيين في الموقع.
ووصفت هذه الضربات بأنها انتهاك صريح لمبادئ القانون الدولي الإنساني، خصوصاً مبدأي التمييز والتناسب.
كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن إصدار أوامر نزوح جديدة تشمل مناطق شاسعة في شمال وجنوب غزة، تشمل مرافق طبية ومخازن إمدادات، ما يهدد حياة السكان.
وأوضح المكتب أن أكثر من ثلثي القطاع أصبح إما خاضعًا لأوامر نزوح أو مناطق "محظورة"، تاركًا أقل من ثلث المساحة للسكن وسط أوضاع معيشية لا تُحتمل.
حصار كامل
أكد مكتب أوتشا أن إسرائيل تمنع منذ أربعين يومًا دخول أي نوع من البضائع إلى غزة، بما في ذلك الإمدادات الإنسانية، وقد أدى ذلك إلى إغلاق المخابز، ونفاد الأدوية المنقذة للحياة، وتدهور إنتاج المياه بشكل خطير.
أفاد التقرير بأن مقدمي الخدمات الصحية والإنسانية يواجهون صعوبات هائلة في العمل، وسط اكتظاظ الملاجئ ونفاد الموارد، ما يهدد بحدوث كارثة إنسانية واسعة النطاق.
لم تغفل المفوضية السامية الإشارة إلى القمع الداخلي الذي يواجهه الفلسطينيون، إذ أشارت إلى أن الاحتجاجات ضد حماس قوبلت بعنف واعتقالات، ما يزيد من شعور الفلسطينيين بالعجز واليأس في وجه ضغط مزدوج من الاحتلال الإسرائيلي والقيادة الداخلية.
الضفة الغربية امتداد للأزمة
امتدت الانتهاكات إلى الضفة الغربية، حيث وثق مكتب أوتشا مقتل تسعة فلسطينيين، بينهم طفلان، وإصابة 130 آخرين خلال أسبوعين فقط، كما تم هدم أكثر من 100 مبنى لعدم الحصول على تصاريح بناء، وهو ما أدى إلى نزوح 120 شخصًا معظمهم من الأطفال.
يشهد قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 حملة عسكرية إسرائيلية مكثفة أدت إلى استشهاد أكثر من 50 ألف شخص وإصابة أكثر من 115 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، إضافة إلى دمار واسع النطاق وتهجير غير مسبوق، في وقت تواجه فيه مؤسسات الأمم المتحدة صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات.
ومع استمرار الحصار وتضييق المناطق الآمنة، تتزايد المخاوف الدولية من دخول القطاع في مرحلة جديدة من الكارثة الإنسانية يصعب التراجع عنها.