الأمم المتحدة: المدنيون في غزة يُحرمون من سبل البقاء على قيد الحياة

حذّرت الأمم المتحدة من حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة أن الأعمال العدائية المتواصلة تُلحق "خسائر فادحة بالمدنيين وتحرمهم من الأمان وسبل البقاء على قيد الحياة".

 وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان صدر الخميس، إن الغارات الجوية الإسرائيلية اليومية تحصد أرواح العشرات، بينهم أطفال، وتحوّل المساكن إلى ركام يُطمر تحته المفقودون، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

الأنقاض تبتلع المفقودين

أكدت تقارير حديثة مقتل العشرات في مدينة غزة، بينهم ثمانية أطفال على الأقل، إثر قصف جوي استهدف مبنى سكنيًا، وسط استمرار البحث عن مفقودين، وبات المشهد المتكرر يوميًا يعكس حجم المأساة المتفاقمة التي يعيشها السكان المحاصرون، وشدد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، على أن القانون الدولي يُلزم بحماية المدنيين، وأنه "لا يجب أن يكونوا هدفًا في أي صراع".

أشار فرحان حق إلى أن منظمة الصحة العالمية تمكنت من دعم عمليات إجلاء طبي جزئي، حيث غادر 18 مريضًا ونحو 30 مرافقًا القطاع لتلقي العلاج، لكن الرقم ضئيل مقارنة بنحو 12,500 مريض لا يزالون بحاجة ماسة إلى الخروج، موضحا أن الأمم المتحدة دعت مرارًا إلى فتح جميع المعابر والممرات الحدودية لتأمين الإخلاء الطبي، محذّرة من تدهور أوضاع المرضى بشكل خطير.

فوضى إنسانية ونهب 

أفاد مكتب "أوتشا" بتزايد حوادث النهب في مناطق متفرقة من غزة، منها رفح ودير البلح والزوايدة، بسبب اقتراب الإمدادات الأساسية من النفاد، وناشد مجددًا فتح المعابر بشكل عاجل، محذرًا من أن الفوضى قد تتسع مع تفاقم الحاجة إلى الغذاء والماء والدواء، كما يواجه سكان القطاع خطر المجاعة وسقوط المنظومة الصحية بشكل تام.

أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 60 ألف طفل في غزة يعانون من سوء التغذية، وحذّر التقرير من أن هذا الرقم مرشح للارتفاع مع استمرار الحصار، والمياه أيضًا باتت نادرة في الملاجئ، وسط انتشار القمل والأمراض الجلدية، ما يهدد الصحة العامة بشكل واسع.

أطفال بلا عائلات 

كشف "أوتشا" عن وجود أكثر من عشرة أطفال غير مصحوبين أو منفصلين عن ذويهم خلال الأسبوع الأخير فقط، في مؤشر على حجم التمزق الأسري الذي خلّفته الحرب، وتعمل فرق الأمم المتحدة على محاولة لمّ شمل هؤلاء الأطفال مع أسرهم، لكن حجم الفوضى، وانقطاع التواصل، وغياب الأمن، كلها عوامل تصعّب هذه المهمة.

يشهد قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 عدوانًا إسرائيليًا هو الأعنف منذ سنوات، أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وإصابة مئات الآلاف، وتدمير البنية التحتية بالكامل تقريبًا، ومع دخول العدوان شهره السابع، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت الحصار، ويعتمدون على المساعدات الإنسانية التي لا تصل إلا بكميات محدودة وبصعوبة، وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن الوضع في غزة يشكل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مع تحذيرات متكررة من خطر المجاعة الشاملة والانهيار الصحي والاجتماعي الكامل إذا لم يتحرك العالم لوقف هذه الكارثة.