«إلى أين نذهب؟».. سكان غزة يواجهون الجوع والخوف والقصف المتكرّر

«إلى أين نذهب؟».. سكان غزة يواجهون الجوع والخوف والقصف المتكرّر
سكان غزة يواجهون الجوع والعطش- أرشيف

فجّرت الأيام الماضية فصلًا جديدًا من المعاناة في قطاع غزة، حيث استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية من الجو والبر وسط تحذيرات من عمليات وشيكة وإخلاءات جماعية، ما أجبر عشرات آلاف الفلسطينيين على النزوح مرة أخرى. 

في خيمة مؤقتة وسط بلدة الزوايدة، تساءل المواطن المشرد محمود حسين بيأس: "يطالبوننا بالإخلاء، ولكن إلى أين نذهب؟ لا يوجد أي مكان، لا شيء"، وأكد أن الجيش الإسرائيلي يطلب منهم ترك أماكن عدة، لكنها كلها بدورها مناطق مستهدفة، وفق وكالة "فرانس برس".

من جانبها، أكدت الأمم المتحدة أن نحو 400 ألف فلسطيني اضطروا للنزوح مجددًا منذ استئناف الهجمات على غزة. 

وبينما كانت عشرات العائلات في الزوايدة تجهز للرحيل مجددًا، بدت المشاهد مألوفة في غزة.. أكياس بلاستيكية مليئة بالحاجيات، أفرشة محمولة على عربات تجرّها الحمير، ونساء يحملن سلالًا فوق رؤوسهن. 

ومع استمرار القصف، لم يعد هناك ملاذ آمن لسكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، والذين نزحوا في معظمهم مرارًا وتكرارًا منذ اندلاع الحرب.

مجزرة في دير البلح

أوقفت غارة جوية على منزل في دير البلح نبض الحياة لتسعة أشخاص بينهم 5 أطفال. 

وأفاد الدفاع المدني بأن المنزل قُصف في ساعات الليل، بينما أظهرت مشاهد فيديو من المكان بقايا أثاث أطفال مدفون تحت الأنقاض. 

وقال عبد صباح، قريب العائلة المنكوبة: "ركضنا مرعوبين، لم نعرف أين وقعت الضربة.. الغبار كان كثيفًا، وانتشلنا 11 جثة، معظمهم نساء وأطفال".

عداد القتلى يرتفع

أحبط انهيار الهدنة الهشة آمال الغزيين بالنجاة، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة أن القصف الإسرائيلي المتجدد أسفر عن استشهاد 1,449 شخصًا منذ 18 مارس، ليرتفع العدد الإجمالي للضحايا إلى 50,810 منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر، في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس وأسفر عن مقتل 1,218 شخصًا في إسرائيل.

من قلب الدمار في دير البلح، جلست طفلة صغيرة على كومة من الركام بين القضبان المعدنية والبطانيات البالية، فيما وصل إلى مستشفى شهداء الأقصى جثامين ملفوفة بأكفان بلاستيكية بيضاء، بعضها ملطخ بالدم. 

صاحت نادين صباح باكية: "قُطعت رؤوس أربعة أطفال.. ما ذنبهم؟"، أما أمل جبل (35 عامًا)، فقالت إن صرخات الجيران أيقظتها قبل الضربة بقليل، مضيفة: "جميعنا ننتظر دورنا للموت.. لا أمل بالنجاة".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية