فرنسا تواجه أزمة في صناعة السردين المعلب بسبب الاحترار المناخي
فرنسا تواجه أزمة في صناعة السردين المعلب بسبب الاحترار المناخي
تواجه صناعة السردين المعلب في غرب فرنسا تحديات غير مسبوقة نتيجة للآثار المتزايدة للاحتباس الحراري على البيئة البحرية.
وفقًا للرئيسة التنفيذية لشركة "بيل-إيلواز"، كارولين إيليه، فإن الأثر المباشر للاحتباس الحراري ينعكس على إنتاجية المصانع، حيث يتطلب التعامل مع الأسماك الأصغر وقتًا أطول، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم السبت.
ويشير إيليه إلى أن تصنيع علبة سردين واحدة بات يستغرق وقتًا أكبر بسبب انخفاض حجم الأسماك.
ومن جهتها، أفادت شركة "كيبيرون" لتعليب الأسماك في بريتاني بأنها لم تتمكن في عام 2024 من تلبية طلبات الزبائن بسبب موسم صيد كارثي، مع وجود نقص كبير في السردين.
تأثير الاحترار المناخي
في السنوات الأخيرة، بدأ حجم السردين ينخفض بشكل ملحوظ، حيث تقلص بنسبة 50% خلال 15 عامًا. ويعزو معهد "إيفرومير" الفرنسي هذا التغير إلى تأثيرات الاحترار المناخي على العوالق الحيوانية التي تعد غذاء السردين.
وأشار الباحث في المعهد، مارتن أوريا، إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في النظم الإيكولوجية يؤدي إلى صغر حجم الكائنات الحية بشكل عام، وهو ما ينعكس على الأسماك الصغيرة كالسردين.
وتشهد صناعة التعليب في بريتاني صعوبات متزايدة في تأمين السردين الطازج المحلي. وتعرض سمك السردين في خليج غاسكونيا للصيد الجائر على مدى عقود، ما أدى إلى انخفاض أعدادها بشكل كبير.
ويواجه المصنعون الآن صعوبة في تأمين الإمدادات المطلوبة للمحافظة على إنتاجاتهم. ومع انخفاض أعداد السردين المحلي، أصبح العديد من مصانع التعليب في فرنسا يعتمد على الأسماك المجمدة المستوردة من المغرب أو إسبانيا والبرتغال لتغطية العجز في الإمدادات.
الضغوط على صيادي السردين
يمثل الصيد المستدام للسردين تحديًا كبيرًا لصيادي الأسماك في مناطق مثل بروتون. يعاني الصيادون من نقص في الحصص المخصصة لصيد أنواع أخرى من الأسماك مثل السقامري والماكريل، ما يجعلهم يعتمدون بشكل أساسي على صيد السردين.
لكن مع انكماش أعداد الأسماك، يتعين على الصيادين الآن مواجهة تقلبات السوق، حيث يبيعون الأسماك الصغيرة التي يتم اصطفاؤها للمصانع بأسعار منخفضة للغاية، تراوح بين 70 إلى 80 سنتًا للكيلوغرام.
ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها صناعة السردين، يبقى السردين المعلب خيارًا غذائيًا مفضلًا في فرنسا.
استمرار الطلب على المنتج
ويشتري الفرنسيون أكثر من 16 ألف طن من السردين المعلب سنويًا، وهو ما يعكس استمرار الطلب على هذا المنتج رغم الأزمات البيئية والصناعية.
ووفقًا للباحثة سيغريد ليوتا في معهد "إيفرومير"، لا يزال السردين يمثل "ملاذًا آمنًا" للمستهلكين الذين يبحثون عن بدائل صحية ومتوفرة بأسعار معقولة.