مبادرات إنسانية فرنسية لدعم الحوامل بالوصول إلى الغذاء العضوي كضرورة صحية

اتّخذت مدينة لاروشيل الفرنسية خطوة جديدة في دعم النساء الحوامل من خلال برنامج "جون بوس"، الذي انطلق في نهاية مارس الماضي، يستفيد من هذا البرنامج 25 امرأة حاملاً يتجاوز حملهنّ الشهر الثالث، ويحصلن على 15 يورو أسبوعياً لمدة ستة أشهر لشراء فاكهة وخضراوات عضوية من مزارعين محليين.

دورات توعية بالصحة البيئية والتغذية

يُكمّل هذا البرنامج بدورات توعية تتعلق بالصحة البيئية، الطبخ، والتغذية السليمة، ويقول مارك ماينيه، نائب رئيس المجتمع المدني في لاروشيل: "هدفنا هو تحسين نظام الغذاء للنساء الحوامل، إذ إن أول ألف يوم من حياة الطفل هي الأكثر أهمية بالنسبة لصحة الطفل ورفاهيته" وفق فرانس برس.

تُبدي العديد من النساء الحوامل، مثل كاساندرا فلوري، الحماسة تجاه البرنامج، تقول كاساندرا، البالغة من العمر 25 عاماً، والتي اختارت الاعتماد على الغذاء العضوي: "أريد أن أتناول طعامًا أفضل لي ولطفلي، كما أنني أبحث عن المنتجات المحلية التي لا تحتوي على مبيدات حشرية"، وينضم إلى كاساندرا العديد من النساء اللواتي يتبعن هذا الاتجاه لتقليل تعرضهن للمواد الكيميائية الصناعية.

دعم المجتمع المحلي للبساتين والمزارعين

تدعم مزارع محلية مثل "ليزانفورنو" و"جاردان دو لوبريسيه" هذه المبادرات، حيث يرى أصحابها أنها لا تسهم فقط في دعم النساء الحوامل، بل في تعزيز التوعية البيئية بشكل عام، ويقول بيار فرانسوا روبان، أحد المشاركين في إدارة مزرعة "ليزانفورنو": "نأمل أن يستمر استهلاك المنتجات العضوية حتى بعد ولادة الأطفال، ما سيسهم في تحسين الصحة العامة على المدى الطويل".

تشير دراسة حديثة إلى تزايد خطر الإصابة بالسرطان لدى الأطفال في منطقة شارانت ماريتيم بسبب التلوث الناجم عن المبيدات الحشرية. وتعدّ هذه المخاوف دافعًا رئيسيًا للمبادرات التي تهدف إلى تقليل التعرض للمواد الكيميائية الضارة.

المرسوم الأخضر

يُعتبر "المرسوم الأخضر" أحد التجارب الناجحة التي بدأت في ستراسبورغ وانتشرت إلى مختلف أنحاء فرنسا، يُتيح هذا المرسوم للنساء الحوامل الحصول على دعم حكومي لتغطية تكاليف شراء المواد الغذائية العضوية، ويُتوقع أن يستفيد منه حوالي 1500 امرأة حامل في ستراسبورغ فقط.

قامت ساندرا ريغول، النائبة البيئية، بتقديم مشروع قانون يهدف إلى تعميم المرسوم الأخضر على مستوى البلاد، وتقول ريغول: "نأمل في أن تصبح هذه المبادرات سياسة بيئية شاملة، حيث تقدّر متطلبات التمويل السنوية بنحو 700 مليون يورو، لتغطية تكاليف الإرشاد البيئي وحماية صحة الأم والطفل".

التكلفة الاقتصادية للتعرض للمبيدات

وفقًا لتقرير من جمعية "تنبيه الأطباء بشأن المبيدات"، يُقدر أن التكاليف الاقتصادية الناجمة عن التعرض لمواد تعطل الغدد الصماء قد تصل إلى 160 مليار يورو على المستوى الأوروبي، ما يبرز الحاجة إلى تطبيق السياسات الوقائية بشكل شامل.

يشهد القطاع الزراعي في فرنسا اهتمامًا متزايدًا بالممارسات العضوية في السنوات الأخيرة، وذلك في إطار جهود لحماية البيئة وصحة الإنسان، بدأت مبادرات الدعم الحكومي للنساء الحوامل في الحصول على الغذاء العضوي في ستراسبورغ منذ أكثر من عامين، ومن ثم تم توسيعها لتشمل مدنًا أخرى مثل لاروشيل، تهدف هذه المبادرات إلى تحسين نوعية الحياة للأمهات والأطفال، وتقليل التعرض للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الضارة.