تحذيرات من «كارثة» مالية تهدد بوقف برامج مكافحة سوء التغذية عالمياً
تحذيرات من «كارثة» مالية تهدد بوقف برامج مكافحة سوء التغذية عالمياً
حذر عاملون في قطاع مكافحة سوء التغذية من "كارثة" قد تودي بحياة العديد من الأطفال بسبب وقف المساعدات الأمريكية وتخفيض الميزانيات المخصصة للتنمية في عدد من الدول.
وتوجهت هذه التحذيرات تحديدًا بعد القرار الأمريكي بتفكيك وكالة التنمية الدولية "يو إس إيد"، ما أدى إلى توقف تمويل العديد من المنظمات الإنسانية الكبرى.
وصرحت أدلين ليسكان، مديرة شركة "نوتريسيت" الفرنسية المتخصصة في إنتاج غذاء علاجي للأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، بأن المساعدات تراجعت بشكل خطر، ما أثر في تصريف منتجاتها من غذاء "بلامبي نات" الذي ثبتت فاعليته في معالجة سوء التغذية منذ عام 1999.
وقالت إن هذا الغذاء الذي يعد مكونًا أساسيًا في برامج الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، مثل اليونيسف وأطباء بلا حدود، قد ينفد من الأسواق في حال استمر تراجع التمويل.
آلاف الأطفال يعانون
قالت ليسكان إنه مع توقف التمويل الأمريكي، الذي شكل ما يزيد عن 30% من تمويل العديد من المنظمات الإنسانية، فإن مئات الآلاف من الأطفال الذين يعانون سوء التغذية قد لا يحصلون على المساعدة اللازمة، ما يهدد حياتهم.
وأكدت أن منظمات مثل اليونيسف أصبحت على وشك نفاد الأغذية العلاجية بحلول نهاية عام 2025، ما سيؤدي إلى إغلاق العديد من المراكز العلاجية وتخفيض الخدمات المقدمة.
وشددت على أن المساعدات الأمريكية كانت تشكل ركيزة أساسية في دعم برامج مكافحة سوء التغذية عالميًا.
تقليص المساعدات الحكومية
في الوقت ذاته، يعاني العديد من الدول الأخرى من تقليص مساعداتها الحكومية للتنمية بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وزيادة الإنفاق العسكري.
وأوضح الخبراء أن التمويل الجديد الضروري للحد من سوء التغذية عالمياً يُقدّر بنحو 13 مليار دولار سنويًا، وهو مبلغ لازم للحد من هذا التحدي العالمي الذي يهدد ملايين الأرواح.
ويرى الخبراء أن استمرار الأزمة المالية في هذا القطاع، فضلاً عن التراجع في التزامات الدول المانحة، يهدد بتفاقم الوضع الإنساني في مناطق عدة حول العالم ويضع حياة الأطفال على المحك، وهو ما يثير القلق بين المنظمات الإنسانية العالمية.