اليوم الدولي للأمراض المدارية المهملة.. استثمار مستدام في صحة الإنسان والبيئة

يحتفل به 30 يناير من كل عام

اليوم الدولي للأمراض المدارية المهملة.. استثمار مستدام في صحة الإنسان والبيئة
اليوم الدولي للأمراض المدارية المهملة

يحتفل العالم باليوم الدولي لـلأمراض المدارية المهملة (NTDs)، في 30 يناير من كل عام،  وهو مناسبة للتوعية بأهمية التصدي للأمراض التي تؤثر بشكل كبير على المجتمعات الأكثر ضعفاً في العالم.

وفي العام الجاري، تبرز الحاجة الماسة إلى استثمار مستدام في صحة الإنسان والبيئة لمكافحة هذه الأمراض التي تمثل عبئاً صحياً واجتماعياً واقتصادياً، من خلال التعاون الدولي وتوجيه الاستثمارات نحو الأبحاث والبرامج الصحية المستدامة، يمكننا توفير حلول فعالة تحسن جودة الحياة وتسهم في الحد من الفقر والتهميش في المناطق المتأثرة.

وتم تحديد 30 يناير يوماً عالمياً للأمراض المدارية المهملة من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO) بمشاركة الأمم المتحدة ومنظمات الصحة العالمية الأخرى.

وتهدف الاحتفالية إلى تعزيز الوعي على المستوى العالمي حول أهمية التصدي للأمراض المدارية المهملة، التي تؤثر على أكثر من مليار شخص حول العالم، لا سيما في البلدان النامية والمجتمعات الفقيرة.

تتنوع هذه الأمراض بين الأمراض الطفيلية، والفيروسية، والبكتيرية والفطرية، وتسبب معاناة شديدة للمصابين بها، بالإضافة إلى تهديدها للتنمية المستدامة في العديد من البلدان.

موضوع اليوم في 2025

في اليوم الدولي للأمراض المدارية المهملة لعام 2025، تُؤكد منظمة الصحة العالمية ضرورة "الاتحاد والعمل الجماعي للقضاء على هذه الأمراض" من خلال تسخير الاستثمارات الجريئة والمستدامة التي تساهم في تحسين الظروف الصحية للمجتمعات الأكثر ضعفاً.

وعلى وجه الخصوص، تهدف المنظمة إلى تحرير نحو 1.5 مليار شخص يعيشون في المجتمعات الأكثر تضرراً من دوامة المرض والفقر، وهذه الدعوة تشير إلى التزام عالمي متزايد بمحاربة الأمراض المدارية المهملة التي تعتبر جزءاً من الفقر المدقع ومجموعة من التحديات الصحية الكبرى.

وتُعد النجاحات التي تحققت في السنوات الأخيرة مؤشرًا إيجابيًا على إمكانية تحقيق أهداف القضاء على الأمراض المدارية المهملة بحلول عام 2030، فقد نجحت نحو 54 دولة في القضاء على مرض استوائي مهمل واحد على الأقل، ما يُعد خطوة مهمة نحو تحقيق الهدف العالمي المتمثل في القضاء على الأمراض المدارية المهملة في 100 دولة بحلول عام 2030.

وقد تم تحقيق 75 عملية إزالة للأمراض الاستوائية المهملة والتي تم الاعتراف بها من قبل منظمة الصحة العالمية، الأمر الذي يُعد دليلاً على نجاح البرامج العلاجية والوقائية.

التحديات والفرص

على الرغم من هذه النجاحات، هناك العديد من التحديات التي تحول دون القضاء الكامل على الأمراض المدارية المهملة، ومنها:

- التغيرات المناخية، حيث يمثل التغير المناخي تهديدًا متزايدًا للأمراض المنقولة بواسطة النواقل مثل الملاريا وحمى الضنك، إذ يسهم في توسيع نطاق انتشار هذه الأمراض إلى مناطق جديدة.

- الفجوات في البيانات، تعاني العديد من البلدان من صعوبة في جمع وتحليل البيانات المتعلقة بالأمراض المدارية المهملة، مما يؤدي إلى نقص في الفهم الكامل حول انتشارها وأثرها.

- العوامل الاجتماعية والسياسية، وعلى رأسها النزاعات والصراعات والهجرة والتي تجعل من الصعب تنفيذ برامج فعالة لمكافحة هذه الأمراض في العديد من المناطق.

- نقص التمويل، وهو من أكبر التحديات التي تواجه برامج مكافحة الأمراض المدارية المهملة، حيث يعتمد الكثير من هذه البرامج على التبرعات والمنح من الحكومات والمنظمات غير الحكومية.

الدور المحوري للابتكار في العلاج

في مواجهة هذه التحديات، تتعاون منظمة الصحة العالمية مع شركاء دوليين للابتكار في البحث والتطوير وتوفير العلاجات الفعالة لهذه الأمراض، وبين عامي 2011 و2024، تم توزيع ما يقرب من 30 مليار قرص وقارورة كجزء من أحد أكبر برامج التبرع بالأدوية في العالم، مما مهد الطريق لتحسين الرعاية الصحية في المناطق المتأثرة.

بالإضافة إلى الجهود المستمرة لضمان وصول العلاجات إلى الأشخاص الأكثر احتياجًا لها، وذلك من خلال تمويل أكثر استدامة وتحسين الوصول إلى الأدوية.

ويعد اليوم الدولي للأمراض المدارية المهملة لعام 2025 لحظة مهمة للتركيز على ضرورة زيادة التعاون بين الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمعات المحلية لضمان القضاء على هذه الأمراض.

ويمكننا مع تطور البحث العلمي والابتكار في العلاج وزيادة الوعي العالمي أن نحقق تقدمًا كبيرًا نحو القضاء على الأمراض المدارية المهملة بحلول عام 2030، مما يضمن تحسين الصحة العامة والمساهمة في الحد من الفقر والتهميش في المجتمعات الأكثر ضعفًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية