الأمم المتحدة: قطاع غزة يواجه نقصًا كارثيًا في المواد الأساسية
الأمم المتحدة: قطاع غزة يواجه نقصًا كارثيًا في المواد الأساسية
حذرت الأمم المتحدة، من التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة، مؤكدة أن إسرائيل تواصل منع دخول أي مساعدات إنسانية للقطاع منذ أكثر من 50 يومًا متواصلة، في ما وصفته المنظمة بـ"سياسة خطِرة جدًا" تؤدي إلى تفاقم الأزمات الصحية والمعيشية للسكان.
وأكد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، اليوم الثلاثاء، أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لم يسجل أي تدفق للغذاء أو الوقود أو الأدوية إلى غزة خلال هذه الفترة الطويلة.
وأوضح دوجاريك أن القطاع يواجه نقصًا كارثيًا في المواد الأساسية، إذ أصبحت مخزونات الغذاء شبه منعدمة، فيما باتت الإمدادات الطبية على وشك النفاد بالكامل، ما يشكل خطرًا على حياة الأطفال والمرضى والمصابين، ويعرض مئات الآلاف لخطر المجاعة والمرض.
وأشار إلى أن النظام الصحي في غزة على حافة الانهيار التام، نتيجة انقطاع الوقود ونفاد الأدوية وتدمير البنية التحتية الصحية، وسط تصاعد الهجمات التي تستهدف الطواقم الطبية والإنسانية.
تعقيد في الاستجابة الإنسانية
أفاد المتحدث بأن مئات الآلاف من الفلسطينيين نزحوا قسرًا بسبب الظروف الأمنية والمعيشية المتدهورة، في حين تواجه منظمات الإغاثة صعوبات متزايدة في تقديم أي نوع من المساعدة.
وندد دوجاريك باستمرار الاعتداءات الإسرائيلية ضد العاملين في المجالين الصحي والإنساني، ما يعقد عمليات الإنقاذ والإغاثة، ويقيد بشدة إمكانية إيصال المساعدات، مشيرًا إلى أن غزة أصبحت "منطقة منكوبة محاصرة بالكامل".
طالبت الأمم المتحدة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والضغط على السلطات الإسرائيلية من أجل رفع الحصار فورًا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون شروط، مؤكدة أن استمرار هذا الوضع ينذر بـ"كارثة إنسانية وشيكة" ستطول ملايين المدنيين.
وشدد دوجاريك على أن القانون الدولي يُلزم جميع الأطراف بالسماح بوصول الإغاثة إلى المناطق المتضررة، وخاصة في ظل النزاعات المسلحة.
مأساة متصاعدة منذ مارس
في وقت سابق من شهر أبريل، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن نحو 1.9 مليون فلسطيني -أي ما يفوق 85% من سكان قطاع غزة- أصبحوا مشردين قسرًا، يعيشون في ظروف بالغة القسوة، وسط استمرار القصف ونقص الملاجئ والأمان.
وكان آخر إدخال للمساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية قد تم في 2 مارس الماضي، وفق ما ذكره مكتب "أوتشا"، وهو ما يشكل أطول فترة إغلاق للمعابر منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
وأكد المكتب أن قطاع غزة يعيش اليوم "أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه"، مع غياب أي أفق لحل سياسي أو هدنة تسمح بإنقاذ المدنيين.
تزايد التحذيرات الدولية
دقت مؤسسات أممية وإنسانية ناقوس الخطر خلال الأسابيع الماضية، محذّرة من تصاعد معدلات الجوع وسوء التغذية، وانتشار الأمراض، وتدهور الوضع النفسي بين الأطفال.
وأشارت تقارير إلى أن استمرار منع المساعدات وتدمير البنية التحتية قد يؤدي إلى انفجار كارثة جماعية، يصعب احتواؤها في ظل الحصار الكامل.