أوروبا تفرض غرامات على «أبل» و«ميتا» بسبب انتهاك قوانين المنافسة

فرضت المفوضية الأوروبية، اليوم الأربعاء، غرامتين باهظتين على شركتي "أبل" و"ميتا"، في خطوة تصعيدية ضد الهيمنة الرقمية وانتهاك قوانين المنافسة، وذلك في ذروة النزاع التجاري المتفاقم بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

أقرت المفوضية الأوروبية غرامة بقيمة 500 مليون يورو على "أبل" بسبب فرضها بنوداً تعسفية في متجر التطبيقات "آب ستور"، تُقيد حرية مزودي التطبيقات وتمنعهم من تقديم عروض مباشرة للمستخدمين بأسعار أقل. 

وفرضت غرامة بقيمة 200 مليون يورو على "ميتا" لانتهاكها قاعدة تتطلب الحصول على موافقة المستخدمين قبل دمج بياناتهم الشخصية عبر منصاتها مثل "فيسبوك" و"إنستغرام"، لأغراض إعلانية.

وتُعدّ هذه أولى الغرامات التي تُطبّق بموجب قانون الأسواق الرقمية (DMA) الذي بدأ العمل به العام الماضي، ويهدف إلى كبح استغلال عمالقة التكنولوجيا لمواقعهم المهيمنة في السوق الأوروبية.

خلفية سياسية وتجارية

صدرت هذه القرارات في وقت حساس سياسياً، إذ تخوض بروكسل وواشنطن مفاوضات لتخفيف القيود الجمركية التي أعاد فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تشمل رسوماً بنسبة 25% على واردات أوروبية مثل السيارات والصلب.

وفيما تتباين الاستجابات، أعربت "أبل" عن نيتها الطعن في القرار ووصفته بـ"المجحف"، بينما هاجم مدير السياسات في "ميتا"، جويل كابلان، المفوضية الأوروبية متهماً إياها بإعاقة الشركات الأمريكية لصالح منافسين صينيين وأوروبيين.

ورغم أن الغرامات الحالية تعتبر معتدلة مقارنةً بالأرباح السنوية لـ"أبل" (93,7 مليار دولار) و"ميتا" (62,4 مليار دولار)، حذرت المفوضية من غرامات إضافية تهديدية إذا لم تلتزم الشركتان بالقرارات خلال 60 يوماً.

وشددت المفوضة الأوروبية لشؤون المنافسة، تيريزا ريبيرا، على أن "القرارات توجه رسالة قوية وواضحة" حول التزام أوروبا بتنظيم الأسواق الرقمية، معتبرة العقوبات "متوازنة" وليست الهدف الأساسي بل وسيلة لضمان الامتثال.

ملاحقات قضائية وتجارية

وتواجه "أبل" و"ميتا"، إلى جانب "غوغل"، ملاحقات قانونية متعددة في أوروبا والولايات المتحدة بشأن الاحتكار والتلاعب بالأسواق. كما أعلنت أكثر من 200 وسيلة إعلامية فرنسية نيتها مقاضاة "ميتا" بسبب "ممارسات غير قانونية" في سوق الإعلانات الرقمية.

وعلى صعيد منفصل، لوّحت المفوضية بفرض عقوبات إضافية على "أبل" بسبب إخفاقها في الالتزام بتوفير بدائل لمتجر "آب ستور" على هواتف "آيفون"، ما يفتح فصلاً جديداً في معركة طويلة بين الاتحاد الأوروبي واحتكارات التكنولوجيا الأمريكية.