زوكربيرغ: "ميتا إيه آي" يجتذب مليار مستخدم شهرياً
زوكربيرغ: "ميتا إيه آي" يجتذب مليار مستخدم شهرياً
كشف الرئيس التنفيذي لمجموعة "ميتا" ومؤسسها مارك زوكربيرغ، أن عدد المستخدمين الشهريين لأداة "ميتا إيه آي" القائمة على الذكاء الاصطناعي قد بلغ مليار شخص على الأقل يستخدمونها مرة واحدة شهريًا، في مؤشر جديد على التوسع السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي في العالم الرقمي.
وجاء هذا التصريح خلال الاجتماع السنوي لمجموعة ميتا، بعد أيام فقط من إعلان شركات منافسة، وعلى رأسها "غوغل"، عن أرقام كبيرة لمستخدمي أدواتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يعكس احتدام المنافسة في مضمار الذكاء الاصطناعي التوليدي، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الخميس.
وكان زوكربيرغ قد أشار في منشور سابق عبر "فيسبوك" نهاية أبريل إلى أن "ميتا إيه آي" أصبح يستخدم عبر تطبيقات الشركة المختلفة من قبل نحو مليار مستخدم نشط شهرياً، لكنه حرص خلال الاجتماع على تأكيد الرقم وتكراره في سياق الرد على إعلانات غوغل.
وتتضمن أدوات "ميتا إيه آي" خصائص متعددة مدمجة داخل منصات "فيسبوك"، "واتساب"، و"إنستغرام"، وهي أدوات تُستخدم للمساعدة، وتوليد الصور والنصوص، والتفاعل مع المستخدمين بشكل مباشر، ما يجعلها حاضرة في واجهات الاستخدام اليومية لمليارات الأشخاص حول العالم.
غوغل تتصدر بالأرقام
وجاء تصريح زوكربيرغ ردًا غير مباشر على ما أعلنه الرئيس التنفيذي لغوغل سوندار بيتشاي الأسبوع الماضي، بأن خدمة "AI Overviews" المدمجة في محرك بحث غوغل قد بلغ عدد مستخدميها 1.5 مليار مستخدم، وهي خدمة توفر إجابات مكتوبة بالذكاء الاصطناعي مباشرة في صفحة نتائج البحث.
وأكد بيتشاي أن غوغل "يضع الذكاء الاصطناعي التوليدي في متناول عدد من الناس أكثر من أي منتج رقمي آخر في العالم"، في إشارة إلى التغلغل المتزايد للتكنولوجيا في حياة المستخدمين الرقمية، خاصة عبر محرك البحث الأشهر عالميًا.
وأشار بيتشاي إلى أن مساعد غوغل "جيميناي"، الذي يمثل النسخة المطورة من "بارد"، بلغ عدد مستخدميه النشطين شهريًا 400 مليون مستخدم، ما يجعله أحد أسرع منتجات الذكاء الاصطناعي نموًا في العالم.
طفرة ما بعد "تشات جي بي تي"
ويأتي هذا السباق المحموم في أعقاب النجاح الكاسح الذي حققته أداة "تشات جي بي تي" من شركة أوبن إيه آي، التي أُطلقت في أواخر عام 2022، وأعادت تعريف علاقة المستخدمين بالتكنولوجيا من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي القادرة على الكتابة، البرمجة، الرسم، وحتى المحادثة.
وأشعل هذا النجاح موجة من الاستثمارات الضخمة من شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث ضخت شركات مثل "ميتا"، "غوغل"، "مايكروسوفت"، و"أمازون"، عشرات المليارات من الدولارات في سباق تطوير أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على المنافسة واجتذاب المستخدمين.
وفي هذا السياق، أطلقت "ميتا" مؤخرًا تطبيقًا مستقلًا لـ "ميتا إيه آي"، إلى جانب دمج تقنياته في الخدمات الأساسية مثل "إنستغرام" و"واتساب"، حيث يظهر المساعد تلقائيًا عند إجراء أي بحث، ما يجعل استخدامه ميسورًا للمليارات.
هيمنة رقمية متواصلة
ويعكس عدد المستخدمين الضخم لأدوات "ميتا" حقيقة تفوّق الشركة الرقمي، إذ بلغ عدد مستخدمي إحدى منصاتها يوميًا نحو 3.5 مليار مستخدم حول العالم حتى ديسمبر 2024، ما يمنح "ميتا" قاعدة انتشار واسعة لتجربة وتوسيع خدماتها الذكية.
ولا تقتصر طموحات "ميتا" على الذكاء الاصطناعي فحسب، إذ تتكامل رؤيتها مع خطط الواقع الافتراضي والميتافيرس، حيث تسعى إلى دمج الذكاء الاصطناعي في بيئات رقمية غامرة في المستقبل القريب، ما يعزز من تفردها في السوق.
مستقبل الذكاء الاصطناعي
ويتفق خبراء التكنولوجيا على أن السنوات القادمة ستشهد تصاعدًا غير مسبوق في السباق نحو السيطرة على الذكاء الاصطناعي الاستهلاكي، حيث يُنتظر أن تصبح هذه الأدوات بمثابة "مرافق رقمي شخصي" في كل جوانب الحياة، من العمل والتعليم إلى الترفيه والتسوق.
وفي ظل تضاعف أعداد المستخدمين شهريًا، وتوسع الاستثمارات العالمية، يبدو أن الذكاء الاصطناعي بات الخط الأول في معركة النفوذ الرقمي بين عمالقة التكنولوجيا، حيث لم تعد الأرقام فقط تعكس النجاح، بل تحدد من سيتحكم في الطريقة التي يفكر ويتفاعل بها العالم مستقبلاً.