الداخلية السورية تعلن اعتقال ضابط سابق متهم بجرائم حرب
الداخلية السورية تعلن اعتقال ضابط سابق متهم بجرائم حرب
أعلنت مديرية أمن دمشق، تنفيذ عملية أمنية دقيقة أسفرت عن توقيف الضابط السابق تيسير محفوض، أحد أبرز المتهمين بارتكاب جرائم حرب بحق مدنيين خلال السنوات الأولى من النزاع السوري، وذلك في مدينة طرطوس غرب البلاد.
وأكّد المقدم عبد الرحمن الدباغ، مدير أمن دمشق، في بيان لوزارة الداخلية، اليوم الخميس، أن العملية تمت بالتنسيق مع مديرية أمن طرطوس، بعد ورود معلومات استخباراتية دقيقة حول وجود المتهم في أحد أحياء المدينة الساحلية، ما مكّن عناصر الأمن من نصب كمين ناجح أسفر عن توقيفه دون مقاومة.
اختفاء قسري وتعذيب
أشار الدباغ إلى أن المحفوض كان يشغل منصباً قيادياً في "سرية المداهمة 215"، وهي وحدة تابعة لفرع الأمن العسكري بدمشق، مشهورة بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، خاصة في أحياء المزة وكفرسوسة، حيث عمل المحفوض على اعتقال المئات بشكل تعسفي.
وأظهرت التحقيقات الأولية، بحسب المسؤول الأمني، أن الموقوف يُشتبه بتورطه في حالات اختفاء قسري لأكثر من 200 مواطن بين عامي 2011 و2013، وُضعوا في سجون النظام السوري، بعضها سيئة السمعة من حيث أساليب التعذيب والمعاملة اللاإنسانية.
وتُعدّ سرية المداهمة 215 واحدة من أكثر الأجهزة الأمنية التي وُجهت إليها اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان من قبل منظمات دولية، بما في ذلك منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي وثّقت شهادات لسجناء سابقين عن تعذيب ممنهج داخل أقبية هذه الوحدة.
مواصلة الملاحقات الأمنية
شدّد الدباغ على أن السلطات مستمرة في تنفيذ حملات أمنية لملاحقة جميع الضالعين في جرائم ضد المدنيين، سواء كانوا لا يزالون داخل الأراضي السورية أو متوارين في أماكن أخرى، مشيراً إلى أن "العدالة ستطول كل من تلطخت يداه بالدم السوري دون تمييز أو استثناء".
ويأتي اعتقال محفوض في وقت حساس، مع ازدياد المطالبات المحلية والدولية بمحاسبة المتورطين في الجرائم التي ارتكبت خلال فترة النزاع، وسط مساعٍ رسمية لإعادة فرض سيادة القانون وتعزيز الثقة في أجهزة الدولة بعد أكثر من عقد من الحرب والانقسامات السياسية والاجتماعية.