"نيويورك تايمز": واشنطن تستعد لاستقبال لاجئين بيض من جنوب إفريقيا الأسبوع المقبل
"نيويورك تايمز": واشنطن تستعد لاستقبال لاجئين بيض من جنوب إفريقيا الأسبوع المقبل
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، الجمعة، أن إدارة الرئيس الأمريكي تعمل على نقل أول مجموعة من البيض المصنّفين كلاجئين من جنوب إفريقيا إلى الولايات المتحدة، خلال الأسبوع المقبل، وسط انتقادات حقوقية وتحفظات دولية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة ومذكرة صادرة عن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، أن مسؤولين أمريكيين سيتوجهون إلى مطار واشنطن دالاس الدولي بولاية فرجينيا للمشاركة في استقبال المجموعة.
خطة مؤجلة
أشارت المذكرة إلى أن الخطة الأصلية كانت تقضي باستقبال اللاجئين يوم الاثنين الماضي، إلا أن ترتيبات الرحلة الجوية وتأمين المجموعة تسببا في تأجيل التنفيذ، ما دفع بعض المسؤولين إلى وصف المشروع بأنه "لا يزال عرضة للتعديل حتى اللحظة الأخيرة".
قرار تنفيذي من إدارة ترامب
تستند الخطة إلى أمر تنفيذي أصدره الرئيس دونالد ترامب في 7 فبراير الماضي، دعا فيه إلى إعادة توطين "أفراد من الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا"، والذين وصفهم بأنهم "ضحايا تمييز عنصري ظالم"، ومعظمهم من أحفاد المستوطنين الهولنديين الأوائل.
وقد لقي القرار انتقادات حادة من حكومة جنوب إفريقيا، إذ قالت وزارة الخارجية حينها إن الأمر "يُظهر تجاهلاً للتاريخ المعقد والمؤلم الذي مرت به البلاد في ظل الاستعمار والفصل العنصري".
سياسات لجوء متناقضة
تزامن هذا القرار مع تعليق واشنطن استقبال معظم اللاجئين من دول مثل أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية، رغم استيفاء الآلاف منهم لإجراءات التقييم والموافقة الرسمية، وهو ما أثار جدلاً واسعًا حول المعايير المزدوجة للجوء.
يشكّل ملف الهجرة واللجوء أحد أكثر القضايا انقسامًا في السياسة الأمريكية، لا سيما في ظل التغيرات المتكررة التي طرأت عليه منذ عهد إدارة بايدن، وخلال فترتي ترامب الأولى والثانية وبينما يشدد بعض المسؤولين على أولويات أمنية ولوجستية، وترى منظمات حقوق الإنسان أن السياسات الأخيرة تفرّق بشكل غير عادل بين اللاجئين على أسس عرقية وجغرافية.
ويفتح هذا القرار بإعادة توطين لاجئين من الأقلية البيضاء الباب لتساؤلات جديدة حول نية واشنطن في "إعادة تعريف" مفهوم اللجوء السياسي والإنساني، في وقت لا تزال فيه العديد من النزاعات حول العالم تنتج ملايين اللاجئين والمشرّدين دون حلول ملموسة.